«دبي العطاء» تستثمر في أطفال رواندا بـ «شراكة من أجل التعلم والإبتكار»



 

بثقة الكبار.. وبمعطفه الأبيض.. وسماعته الطبية، يرحب بنا الطفل «ميتاكوس»، الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، في قسمه بالمدرسة التمهيدية الابتدائية «ngoboka»، بمقاطعة نياماشيكي في رواندا، ويتحدث بسعادة عن التحاقه بالمدرسة وعن أصدقائه ومعلمته.

بابتسامة ونظرة تشعان فطنة وذكاء، يقول «ميتاكوس» إنه «يريد أن يصبح طبيباً في المستقبل ليعالج سكان قريته، وإن معلمته تعلمه الحروف والكتابة والقراءة والغناء، وهو سعيد جداً بالقدوم يومياً إلى المدرسة، التي التحق بها منذ أشهر».

وتحتوي مدرسة «ngoboka» على فصول دراسية كبيرة، وأدوات تعليمية مبتكرة وصديقة للبيئة، ومرافق صحية، ومكتبة مجهزة، ومسارات وحمامات لأصحاب الهمم، الأمر الذي يسهل تفاعل الأطفال مع محيطهم، والمشاركة في الأنشطة العملية، ويعزز قدراتهم الاستيعابية والإبداعية، من خلال اللعب والتعلم.

تقول معلمة «ميتاكوس»: «عندما يلتحق الأطفال بالصفوف التعليمية المبكرة يكونون متحمسين جداً وأكثر خجلاً، ولا يستطيعون التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم، بسبب افتقادهم أولياءهم، فيكون دورنا إشراكهم ودمجهم في النظام التعليمي، عن طريق اللعب والموسيقى والتعليم». وتضيف أن «الأطفال يبدون استجابة سريعة، واستيعاباً كبيراً، بعد فترة قليلة». وأوضحت المعلمة أن «الموضوعات التي يدرسها الطلاب في الحضانة تعدهم لبدء الدراسة الابتدائية بأساس متين، وأن تشجيع الأطفال على تحقيق حلم كبير وتخطيط مستقبلهم أمر ضروري، لتعزيز نظام التعليم في رواندا». وأشارت إلى أن «المدرسة تركز كثيراً على تلقين الطلاب أساسيات النظافة، لتجنب الإصابة بالأمراض».

ويُجمع أولياء أمور معظم الطلاب، بمدرسة «ngoboka»، على سعادتهم بتحسن مستوى تعليم أطفالهم واندماجهم في المدرسة، واكتسابهم مهارات جديدة، كالاعتناء بنظافتهم، واهتمامهم بمحيطهم، وتفاعلهم مع أقرانهم بدل البقاء في عزلة البيت..

وتستفيد مدرسة «ngoboka» من برنامج «تعليم الطفولة المبكرة»، الذي أطلقته «دبي العطاء»، ويتم تنفيذه بالشراكة مع «الخدمة التطوعية في الخارج» (VSO) في مقاطعة نياماشيكي، إحدى أكبر وأكثر المقاطعات فقراً في البلاد.
ويهدف البرنامج إلى إعداد 2520 طفلاً، تراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات لبيئة مدرسية نظامية. ويهدف البرنامج، الذي تصل قيمته الاستثمارية إلى خمسة ملايين درهم إماراتي، إلى إنشاء 30 مركزاً نموذجياً لتعليم اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﻣﺑكرة، التي يمكن استخدامها كنماذج لأفضل الممارسات لتعليم اﻟطﻔوﻟﺔ المبكرة.
كما يهدف تصميم البرنامج الشامل إلى تحسين البيئة المدرسية، من خلال إعادة ترميم الفصول الدراسية، وتعزيز توفير المياه والمرافق الصحية والنظافة الشخصية في المدارس، وإشراك الوالدين وأفراد المجتمع المحلي في نظام تعليم اﻟطﻔوﻟﺔ المبكرة، وتوفير التدريب لمعلمي اﻟطﻔوﻟﺔ المبكرة من خلال كلية تدريب المعلمين المحلية، إلى جانب دمج مفهوم الحوكمة والقيادة في النظام التعليمي. علاوة على ذلك، يركز البرنامج - بشكل خاص - على توسيع نطاق حصول الأطفال المحرومين من خلال بناء القدرات التي تهدف لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وتدريب المعلمين والقادة على الاندماج.

تويتر