المنتدى حافظ على تطوّره في الدورة العاشرة

«الاتصال الحكومي» يناقش التأثير في وعي الجمهور والجائحة السيبرانية

صورة
ناقش منتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، الجائحة السيبرانية التي واكبت في الوقت الراهن جائحة (كوفيد-19)، والتقنيات التي أثبتها علم سلوك الإنسان للتأثير في وعي وممارسة الجمهور، كما ناقش الطرق والسبل التي يمكن من خلالها الوصول إلى «الجيل Z».
 
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «دروس الماضي، تطلعات المستقبل».
 
وافتتحت فعاليات اليوم الثاني بكلمة مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، علياء السويدي، أكدت فيها أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يشهد عاماً بعد آخر نقلة نوعية في طرح ومناقشة ثقافة الاتصال الحكومي وآلياته، إلى جانب تقديم كلّ ما هو ضروري ومفيد للمؤسسات والهيئات الرسمية والخاصّة في الدولة وخارجها، مشيرة إلى أن المنتدى حافظ - في دورته الاستثنائية العاشرة – على تطوّره، والتزامه برسالته، وإدراكه للمتغيّرات المحليّة والإقليمية والدولية.
 
وقالت السويدي: «ليس بالأمر العاديّ أو الهيّن أن يكون الفرد في موقع المسؤولية الإعلامية، لأنّها في الجوهر مسؤوليّةٌ تجاه الحقيقة وتجاه المجتمع وحقّه الطّبيعيّ بالمعرفة والاطّلاع والشّراكة، إنّها مسؤوليّةٌ تجاه المستقبل والأجيال المقبلة، وبتوصيفٍ أكثر دقة، مسؤوليّةٌ تجاه الذّات، وتجاه قيم المهنة ومبادئها ورسالتها السّامية، أمّا إذا اقترنت هذه المسؤوليّة بدورٍ محوريٍّ في المنتدى الدّوليّ للاتّصال الحكوميّ، تصبح كما وصفها صاحب السّمو حاكم الشّارقة في كلمته الافتتاحيّة في الدّورة الثّالثة من المنتدى، بأنّها تشبه وظيفة المشرط بيد الطّبيب».
 
وفي خطاب تفاعليّ بعنوان «الأمن السيبراني»، أكد رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدكتور محمد حمد الكويتي، أن الدولة واكبت مختلف تطورات وسائل الاتصال بداية بالطرق البدائية، وصولاً اليوم إلى الحكومة الذكية، والاعتماد بشكل كلّي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقال إن «قيادتنا وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات، وضعوا منهجية واستراتيجية عبر إصدار مجلس الأمن السيبراني، إلى جانب مراكز للأمن السيبراني في كل إمارة، تقوم بالتنسيق فيما بينها للعمل على منع وردع أي تهديد يمكن أن يمسّ أي قطاع من قطاعات الدولة الاقتصادية والسياسية وغيرها».
 
وأضاف أن «الجائحة السيبرانية التي واكبت أيضاً في الوقت الراهن جائحة (كوفيد-19)، أسهمت في اعتماد جميع مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص للتكنولوجيا الحديثة في عملياتها، وربما في بعض الأوقات تم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل غير سليم، ما قد يسبب بعض التهديدات التي قد تمسّ الدولة أو مؤسساتها المدنية وغيرها، لذلك كان لا بدّ من تعزيز أدوات التواصل الحكومي للوقوف على كل ما من شأنه أن يؤثر على سمعة الدولة، ونعمل سوياً على تعميم ثقافة الأمن السيبراني لتصبح ثقافة مجتمعية، ليساهم الجميع في تحقيق أهدافنا في هذا المجال، فالمسؤولية لا تقع على عاتق مؤسسة أو جهة، إنما هي مسؤولية جماعية».
 
وألقى المؤسس والمدير التنفيذي لـ«Fanbytes»، الوكالة المتخصصة بالجيل Z، تيموثي أرمو، خطاباً تفاعلياً تحت عنوان «منصات جديدة.. رسائل متخصصة»، استعرض خلاله الطرق والسبل التي يمكن من خلالها الوصول إلى الجيل Z، وهم جيل الشباب المستهدف والأكثر تأثيراً في العالم، بسبب نشأته بالتزامن مع تطور منصات التواصل الاجتماعي.
 
وأوضح أن التأثير بهذا الجيل وإيصال الرسائل المختلفة له، وتحديداً الرسائل الحكومية، تكون عبر ثلاث طرق رئيسة ومؤثرة، تتمثل في سرد القصة، فالأسلوب السردي هو الأكثر تأثيراً وفاعلية، وثانياً أن تعيش اللحظة الثقافية في المحتوى الذي تقدم المؤسسات على منصات التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يمكنه أن يسهم في الوصول إلى اهتمامات الفئة المستهدفة، وثالثاً أن تكون منصة المؤسسات مشابهة للعروض التلفزيونيّة المثيرة للاهتمام والشيّقة، وليس فقط التركيز على المنتج أو الفكرة ذاتها.
 
ووضعت الكاتبة والمخرجة اللبنانية، ريمي عقل، جمهور المنتدى أمام عرض تفاعلي مزج بين المؤثرات البصرية والغناء والتعبير الخطابي لتجيب عن السؤال المركزي الذي جعلته محور مشاركتها: من أين أجلب قوتي؟، وأجابت على هذا السؤال بأنها تستمد قوتها من تجاربها ومن عائلتها والمحيطين بها، ومن كل حرف في العبارات التي تقال لها لتدفعها إلى اليأس، ومن الحوارات التي تجعلها تتساءل بشأن ما إذا كانت مخطئة في خياراتها، ومن تشكيك البعض في جدوى الفن. ورأت أن بإمكان المرء أن يستمد قوته أيضاً من الأخطاء التي يرتكبها ومن التأجيلات وخيبات الأمل وأوقات ونقاط الضعف، ليستمر بعد ذلك في المجاهدة لتحقيق الذات.
 
وأخذ صانع المحتوى المصري، أحمد الغندور، الشهير بـ «الدحيح»، الجمهور في رحلة تاريخية للإجابة على سؤال: هل الحقيقة تهم المجتمعات، أم آليات وأساليب تقديمها؟، وكشف الغندور خلال خطاب حمل عنوان «الحقيقة في الاتصال» التقنيات التي أثبتها علم سلوك الإنسان للتأثير في وعي وممارسة الجمهور، مقدماً بأدلة علمية أهمية الابتكار في صناعة المحتوى، وقوة القصة في التأثير بالرأي العام.
 
وقال الغندور إن «الناس لا يكترثون عادة بالحقيقة أو المعلومة الصحيحة بقدر اهتمامهم بطريقة الحصول عليها»، ضارباً أمثلة على قصص شهيرة منتشرة بين الناس بشدة على الرغم من أنها غير صحيحة، مثل قصتي «تفاحة نيوتن»، و«بسكويت ماري أنطوانيت».
تويتر