5 دقائق

في بيتنا موهوب..

بداية يجب أن ندرك أن الموهبة نعمة من الله، عز وجل، يمنحها للجميع، وليست محصورة على فئة معينة دون غيرها كما يظن كثيرون، إذ أثبتت الدراسات أن الطفل من عمر سنة وحتى خمس سنوات يكون أرضاً خصبة للموهبة، وتصل احتمالات تناميها لديه إلى 90%، بشرط أن يخضع للرعاية والاهتمام اللازمين من قبل الأسرة.

وفي المرحلة العمرية من الخامسة وحتى السابعة، تتناقص هذه النسبة 80% لتتراجع احتمالات تنامي موهبته إلى 10% فقط، وذلك بسبب عدم تلقيه الرعاية اللازمة في المرحلة الأولى.

وما أن يصل إلى الثامنة من عمره، وحتى بقية حياته، تتراجع نسبة الموهبة لديه إلى 2% فقط، وهي النسبة العالمية المفترضة لدى الجميع، ويمكن أن تزيد وتتضاعف إذا تم اكتشافها والتركيز عليها ورعايتها.

ما سبق يؤكد أهمية دور الأسرة والمجتمع، فإما يتم اكتشاف الموهبة مبكراً لدى الطفل، ورعايتها وتنميتها، وإما إهمالها والقضاء عليها في المهد.

ومن المهم أن ندرك ماهية الموهبة حتى نستطيع اكتشافها، فهي، بحسب العلماء والخبراء، قدرة خاصة ذات أصل تكويني وغير مرتبطة بذكاء الفرد.

وهنا نلمس خطأ شائعاً يقع فيه كثير من الآباء، وهو اعتقادهم أن الموهبة مرتبطة بالتحصيل الدراسي، والدرجات التي يحصلون عليها، ما يؤدي في كثير من الحالات إلى عدم القدرة على اكتشاف الموهبة الحقيقية لدى الابن، بدليل أن كثيراً من الذين يحصلون على درجات دراسية مرتفعة لا يحققون النتائج المأمولة في حياتهم، بقدر ما كانوا واعدين في الصغر، وذلك لأسباب مختلفة مرتبطة بأركان الموهبة ومقوماتها مثل الذكاء الاجتماعي، على سبيل المثال.

فالأسر تظل تضغط على أبنائها في الدراسة، حتى تجعلهم انطوائيين وخجولين وضعفاء.

ويجب أن ندرك أن هناك ثمانية أنواع من الذكاء، أولها الذكاء العلمي المرتبط بعلوم مثل الرياضيات وغيرها، والذكاء البصري المكاني الذي يجعل الشخص ملماً بمحيطه بما يتمتع به من قوة ملاحظة، والذكاء الشخصي الذي يتيح له فهم ذاته جيداً والقدرة على معرفة مَوَاطن ضعفه وقوته وعاطفته، والذكاء الطبيعي الذي يتعلق بقدرته على التفوق في التخصصات الدقيقة، مثل الفيزياء والبيولوجيا والأحياء، والذكاء الحركي الذي ينتج أطفالاً متفوقين رياضياً، والذكاء الموسيقي، والذكاء اللفظي الذي يتمتع به الأدباء والشعراء.

القصد من التصنيف السابق، أن على الأسر إدراك طبيعة الموهبة التي يتمتع بها الابن، لأن اكتشافها مبكراً هو السبيل الوحيد لتنميتها مستقبلاً، والابن الموهوب يجب أن يتمتع بنوعين من الثمانية التي أشرنا إليها، لذا من الخطأ التركيز على النوع المرتبط بالتحصيل الدراسي فقط، لأن هذا قد يهدر نبوغه في بقية الأنواع.

من الممكن أن تحظى الأسرة بمارادونا جديد إذا تمتع الطفل بالذكاء الحركي، أو أفلاطون جديد إذا كان يتمتع بالموهبة اللغوية، وللحديث بقية.

عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية

تويتر