معلمتان سابقتان تؤهلان عاملات المنازل للأكلات الخليجية

«ندى» و«فتحية» تدربان الخادمات للقضاء على عبارة «ما في معلوم»

الدورة التدريبية على الوجبات الخليجية تستغرق أسبوعاً. من المصدر

«ما في معلوم»، رد متكرر من عاملات المنازل، خصوصاً الجديدات منهن، في حال طلبت منهن ربات البيوت إنجاز مهمة ما، هذا الأمر دفع المواطنتين ندى عثمان المطوع، وفتحية عبدالله الهاجري، إلى تنفيذ مشروعهما «رشة هيل»، الذي يقوم على تدريب العاملات من الفئات المساعدة، وإخضاعهن لدورة تدريبية، تركز على الأعمال المنزلية.

«ندى» و«فتحية»

استقالتا بعد 10

سنوات من ممارسة

مهنة التدريس.

«ندى» و«فتحية» كانتا معلمتين في إحدى المدارس التابعة لمنطقة رأس الخيمة التعليمية، لكنهما استقالتا بعد أكثر من 10 سنوات من ممارسة مهنة التدريس، بسبب ظروف أسرية، وقررتا استثمار الوقت في أداء عمل يفيد المجتمع، ووقع اختيارهما على مشروع لتأهيل وتدريب الشغالات.

«ندى» التي كانت معلمة لمادة الفيزياء، قالت: «انصب تركيزنا على تزويد الشغالات ــ اللاتي يتم استقدامهن من دول تختلف كثيراً عن المجتمع الإماراتي في العادات والطبائع والتقاليد المعيشية ــ بمعلومات نظرية وعملية لما ينبغي عليهن القيام به بالطريقة المثلى، وبذلك ينتهي سوء التفاهم بينهن وبين مخدوميهن، الذي كان ينتهي في الغالب بالاستغناء عنهن، وتسفيرهن بعد فترة وجيزة إلى بلدانهن، الأمر الذي تترتب عيه خسائر مالية تتحملها الأسرة».

أما «فتحية»، التي كانت معلمة تربية إسلامية، فقالت «تقوم فكرة المشروع، الذي أطلقنا عليه اسم (رشة هيل)، على استقطاب العاملات بناءً على رغبة الأسر للانضمام إلى دورات تدريبية، تستغرق أسبوعاً، يتعرفن خلالها إلى طريقة طبخ جميع الوجبات، مع التركيز على الأكلات الخليجية، مثل: البرياني، والمجبوس، والمعكرونة بالبشمل، والمضروبة، والسلطات بأنواعها، والمعجنات، والحلويات، والقهوة والشاي، ولأن الشغالات من جنسيات عديدة، ويتحدثن لغات مختلفة، فقد وفّرنا لهن من تتولى عملية الترجمة».

و«في كل مرة تنتهي فيها العاملة من صنع طبق الأكل، نطلب منها أخذه معها إلى الأسرة التي تعمل لديها، كي تطلع عليه ربة المنزل، وتتأكد من مهارتها في إعداد الوجبات، وبالنسبة لنا فإن العلاقة مع العاملة لا تنتهي بانتهاء الدورة التدريبية، بل تتواصل معها حتى في منزل الأسرة، وعبر جميع قنوات التواصل الأخرى»، حسب «فتحية».

وطموحات «ندى» و«فتحية» تمضي إلى أبعد من برنامج تدريب عاملات المنازل، لتشمل تنظيم برامج لتعليم الفتيات المواطنات فن الطبخ، وسيكون ذلك خلال عطلة الصيف، وعنه تقول «ندى»: «الجيل الحالي من الفتيات ليس لديهن الاهتمام الكافي لمشاركة أمهاتهن الأعمال المنزلية، خصوصاً المطبخ، بسبب إدمانهن الانشغال بوسائل التواصل، وما زاد الأمر سوءاً إلغاء مادة التدريب المنزلي من المنهاج المدرسي، التي لعبت دوراً مهماً في تعليم الكثيرات أعمال الطبخ».

تويتر