القلق والاكتئاب والوساوس أبرز أعراض الجائحة

مختصّون يطالبون بضمّ الأضرار النفسية لـ «كورونا» في التأمين الصحي

صورة

طالب مختصون في الصحة النفسية بتغطية الأمراض النفسية تأمينياً، خصوصاً مع تداعيات جائحة «كورونا»، التي أدت إلى تزايد عدد مراجعي عيادات الطب النفسي، مؤكدين أن القلق والاكتئاب والوساوس أبرز الأعراض النفسية للجائحة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن التغطية التأمينية للأمراض النفسية عموماً، من شأنها تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المرضى والقطاع الصحي، لافتين إلى أن مرضى كثيرين يزورون المستشفيات ويجرون فحوصاً طبية وتحاليل لأعراض بدنية، سببها الأصلي مشكلات نفسية يمكن أن تُعالج بسهولة من دون الحاجة إلى الفحوص والتحاليل.

وأوضحوا أن الخوف من الإصابة بالمرض دفع أشخاصاً إلى عزل أنفسهم في المنازل، وعدم مغادرتها منذ بداية الجائحة، كما شكّل الخوف من فقدان أشخاص لوظائفهم بسبب الجائحة، ضغوطاً نفسية كبيرة.

وتفصيلاً، أفاد مراجعون لعيادات الصحة النفسية، مصابون بالقلق والاكتئاب نتيجة تداعيات جائحة «كورونا»: (أحمد. ع)، (زياد. إ)، (صالح. م)، (إسلام. خ)، بأن التأمين الصحي لا يغطي هذه النوعية من العلاج، الأمر الذي يجعلهم بين خيارين، إما تجاهل العلاج وتفاقم مشكلاتهم النفسية، أو الاقتراض من أجل العلاج، ما يشكل عبئاً إضافياً عليهم.

وطالبوا بإدراج خدمات الطب النفسي ضمن برامج التأمين الصحي، حتى لا تؤدي بهم أمراضهم إلى مشكلات صحية أسوأ.

وشدد أطباء على ضرورة تدارك وعلاج الأمراض النفسية في بدايتها، قبل أن تتفاقم وتتحول إلى اضطرابات مزمنة يتطلب علاجها جهداً أكبر ونفقات أكثر، لافتين إلى ضرورة إدراج الأمراض النفسية ضمن خدمات التأمين الصحي في أسرع وقت ممكن.

وأكد أستاذ الطب النفسي بكلية الطب في جامعة رأس الخيمة استشاري الطب النفسي في مستشفى راك، الدكتور طلعت مطر، ضرورة تغطية كل خدمات الطب النفسي تأمينياً، خصوصاً خلال الأزمات، مشيراً إلى أن «الأمراض النفسية تحتل مرتبة متقدمة في قائمة أكثر الأمراض المسببة للوفاة عالمياً»، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، كما أنها السبب الثاني في حدوث الإعاقة عن العمل، بسبب تأثيرها في الجهاز المناعي، وما يصاحب ذلك من أمراض عضوية مختلفة، كما تظهر إحصاءات ودراسات وجود حالة انتحار كل ساعة في الدول الغربية بسبب أمراض نفسية.

وتابع أن «هناك نظرة سلبية من شركات التأمين تجاه الطب النفسي، وكأنه نوع من الطب التجميلي»، مؤكداً أنه حسب الدراسات فإن كل دولار ينفق على العلاج النفسي، يوفر أربعة دولارات قد تنفق بسبب أمراض عضوية ناتجة أو مصاحبة للمرض النفسي.

ولفت إلى أن جائحة «كورونا» أظهرت أعراضاً نفسية خاصة بها، مثل الخوف الشديد والقلق والاكتئاب، التي أدت إلى عزلة البعض خوفاً من المرض، مؤكداً أن بعض الأشخاص لم يغادروا منازلهم منذ بداية الجائحة خوفاً من الإصابة، ويعتمدون في قضاء احتياجاتهم العلاجية والشخصية على ذويهم.

وطالبت الأخصائية النفسية الإكلينيكية في مستشفى الأمل التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتورة ليلى الملا، بإدراج الطب النفسي ضمن برامج التأمين الصحي، ولو بنسبة 50% على الأقل، لحاجة كثير من الأشخاص إلى هذا النوع من العلاج، الذي يعد عالي الكلفة، في حال لم يكن مشمولاً بالتأمين الصحي.

وذكرت أن تداعيات جائحة «كورونا»، رفعت من معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب، بسبب خوف كثيرين من فقدان وظائفهم، أو الإصابة بالمرض، أو فقدان شخص عزيز أو مقرب، الأمر الذي دفع البعض إلى عزل أنفسهم خوفاً من المرض.

وشددت على ضرورة حصول المصابين بأعراض نفسية على العلاج في أسرع وقت، موضحة أن التأخر أو الإهمال في هذا الأمر يحوّل الأمراض إلى اضطرابات مزمنة يصعب علاجها بسهولة بعد ذلك، وتتطلب وقتاً أطول ونفقات مالية كبيرة.

بدورها، أفادت اختصاصية الصحة النفسية بمستشفى الأمل في دبي، الدكتورة آمنة المطوع، بأن عيادات الصحة النفسية، بشكل عام، شهدت ارتفاعاً في أعداد المراجعين منذ بداية جائحة «كورونا»، بنسبة تصل إلى 20%، بسبب الخوف والقلق من المرض وتداعياته.

وأكدت أهمية إدراج هذا النوع من الأمراض ضمن برامج التأمين الصحي، كونه لا يقلّ أهمية عن الأمراض العضوية.


الشائعات والأخبار السلبية

أفاد الدكتور طلعت مطر بأن الشائعات، وكثرة تداول الأخبار السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لعبتا دوراً في تزايد الأعراض النفسية السلبية، خصوصاً أخبار الوفيات بسبب «كورونا».

وقال إنه على الرغم من أن القلق، في كثير من الأحيان، يحمي أصحابه، ويؤدي بهم إلى مزيد من الحذر، إلا أن ارتفاع معدلاته يؤدي بدوره إلى أعراض أخرى أكثر صعوبة، تتطلب علاجاً وتدخلاً من المختصين.


• علاج الأمراض النفسية في بدايتها يمنعها من التفاقم والتحول إلى اضطرابات مزمنة.

تويتر