ضمن فريق طوارئ «مدينة خليفة الطبية»

«الهياس» طبيب إماراتي يواجه «كورونا» بـ 10 ساعات عمل يومياً

صورة

أكد طبيب طب الطوارئ (طبيب مقيم)، في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور محمد إبراهيم الهياس، أن الأطباء يخوضون معركة فاصلة ضد عدو شرس، وهي ليست معركتهم وحدهم، بل معركة الجميع، ما يستوجب الالتزام الجاد بتعليمات الجهات الرسمية في الدولة، وتجنب التجمعات أو أي أسباب للعدوى من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والالتزام بالإجراءات المعلنة للحيلولة دون تفشيه على نطاق أوسع.

وقال: «أعمل أكثر من 10 ساعات يومياً، وطبيعة عملي في الطوارئ متغيرة وفقاً للوضع الراهن، ففي بداية ظهور (كورونا) كانت الحالات التي تأتي للطوارئ حالات اشتباه، ومعظمها بسيطة، وكانت الحالات القادمة من الخارج هي التي تعتبر عالية الخطورة، أما الآن، فجميع الحالات، حتى حالات الإنفلونزا العادية، يتم التعامل معها على أنها (كوفيد- 19) حتى ثبوت العكس».

وأضاف الهياس: «توجد سيناريوهات عدة للتعامل مع حالات الاشتباه في (كورونا) التي نستقبلها ولم تجر لها فحوص بعد، حيث يأتي المريض ولديه أعراض حرارة أو احتقان أو أعراض أنفلونزا أو ضيق في التنفس، وبمجرد أن تصل الحالة إلى قسم الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية، يتم التعامل معها في الفرز المبدئي، ليتم تحديد خطورة الحالة، حيث يقوم بالفرز المبدئي طبيب مع طاقم التمريض»، مشيراً إلى أن الفرز يحدد وضع الحالة، إن كانت بسيطة أو متوسطة أو حرجة.

وتابع: «الحالات الحرجة يتم التعامل معها على الفور، وتحول إلى منطقة الحالات الحرجة في الطوارئ، لإجراء اللازم للحالة من قبل الطبيب الموجود وطاقم التمريض، فيما تخضع الحالات المتوسطة لبعض الفحوص والمسحة وأشعة الصدر، وتخطيط القلب، وفي حال الشك في وجود خطورة على الحالة أو توقع تدهورها، يتم احتجازها في المستشفى، وفي حال كانت نتائج الفحص مطمئنة، يتم السماح بالعودة إلى المنزل، والالتزام بشروط الحجر المنزلي حتى تظهر نتائج المسحة».

وأوضح الهياس أن الحالات التي تصنف بسيطة يتم أخذ المسحة من المريض والتاريخ المرضي والفحص السريري، ويتوجه بعدها إلى الحجر المنزلي، عقب إطلاعه على كل شروط والتزامات الحجر، وخطورة عدم الالتزام بها، والمساءلة القانونية التي من الممكن أن يعرض لها نفسه في حال عدم الالتزام.

وأشار إلى أن بعض الحالات لا تعاني أي أعراض، وتأتي فقط للكشف المبكر، وهؤلاء يتم تحويلهم إلى عيادة خاصة مغطاة من قسم الطوارئ، ويتم أخذ المسحات منهم ويعودون إلى منازلهم، ويظلون في الحجر انتظاراً للنتائج، لافتاً إلى أن النتائج تستغرق ما بين 24 إلى 48 ساعة، حسب المختبر وعدد العينات.

وتابع الهياس: «الخطوة الثانية في التعامل مع المرضى، تبدأ عقب ظهور نتيجة المسحة، فالحالات الإيجابية التي تثبت إصابتها يتم التعامل معها مرة أخرى من قبل قسم الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وهذه الحالات لا تعود فقط لمن تم أخذ المسحة منهم في المستشفى، ولكن لمرضى آخرين تم أخذ مسحاتهم في مستشفيات خاصة ومراكز الفحص من السيارة، حيث يستلمون رسالة نصية في حال كانت النتيجة إيجابية، ويتم التنسيق مع شرطة أبوظبي، ودائرة الصحة أبوظبي، لنقل الحالة إلى المستشفى».

وأشار إلى وجود اختلاف بين المرضى في أمر تقبلهم لحقيقة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتأثير ذلك في معنوياتهم، لذلك لا يتوقف دور الأطباء والممرضين على الجانب الطبي فقط، بل يمتد إلى الجانب الإنساني والنفسي، حيث يقومون بدعم المريض وشرح المرض وبروتوكول العلاج، ورفع معنوياته حتى تتحسن مناعته.

وحول تداعيات أزمة «كورونا» على الأطباء، أكد الهياس أن الشعور بالقلق بين الأطباء أمر وارد وطبيعي، خصوصاً أن هذه الجائحة جديدة على الأطقم الطبية في العالم كله، ما يضع جميع الكوادر الطبية في وقتنا الحاضر تحت ضغط ناتج عن تحملهم مسؤولية إنقاذ البشرية، من فيروس مستحدث، والمعلومات المعروفة عنه محدودة، والعلاجات لم يتم إثبات فعالياتها، وهي تحت الدراسة.

وقال: «هذه المسؤولية تحتم على الأطباء الالتزام التام بإجراءات الوقاية أثناء التعامل مع المرضى أو المشتبه في إصابتهم، حتى لا تنتقل العدوى إليهم، وهو ما دعا دائرة الصحة في أبوظبي إلى توفير غرف فندقية لجميع الأطقم الطبية والموظفين المتعاملين مع المرضى، لضمان سلامتهم وسلامة أسرهم».

وأضاف: «من ناحية ثانية، نحن ككادر طبي في الإمارات فخورون لقيامنا بخدمتنا للوطن، وتأدية دورنا على أكمل وجه، ونحارب هذا الفيروس، ونحن نحمد الله أننا في الإمارات، حيث وفرت لنا الدولة المستلزمات والاحتياجات كافة، وعند مقارنة الوضع داخلياً مع الوضع الخارجي نشعر بالفرق فعلاً»، متابعاً «دراستي للطب كانت خارج الدولة، حيث حصلت على بكالوريوس الطب من إحدى الجامعات الأوروبية، وحالياً عندما أتواصل مع زملاء لي من دول أخرى، واسمع شكواهم من عدم توافر وسائل الحماية الشخصية للأطباء، أشعر فعلاً بالفرق، وأحمد الله على أنني في الإمارات».

إجراءات احترازية

أشار الدكتور محمد إبراهيم الهياس إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تلتزم بالإجراءات الاحترازية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية ودائرة الصحة أبوظبي، لحماية الأطقم الطبية وجميع العاملين والمترددين عليها، حيث نلتزم كأطباء وممرضين بارتداء بدل الوقاية من العدوى، وكمامات ونظارات حماية خاصة وغطاء الرأس، وذلك على حسب المكان الذي نوجد فيه، كما أن الطاقم الطبي وكل من يتعامل مع مرضى مشتبه في إصابتهم بـ«كورونا» يقومون بالفحص الدوري مرة كل أسبوع.


محمد الهياس: الأطباء يخوضون معركة فاصلة ضد عدو شرس، وهي ليست معركتهم وحدهم، بل معركة الجميع.

تويتر