مدارس خاصة طالبت بـ «آي باد» لكل طالب.. والأهالي يعتبرونه عبئاً إضافياً

التعليم عن بعد ينعش سوق الإلكترونيات.. و«القرطاسية» تعاني الركود

صورة

أكد ذوو طلبة أن التعليم عن بعد أجبرهم على شراء أجهزة لوحية، عوضاً عن المواد والمستلزمات الدراسية التقليدية، وذلك بعد تحويل بعض المدارس الكتب الورقية إلى رقمية، مشيرين إلى ارتفاع أسعار الأجهزة اللوحية والكمبيوتر، ما يمثل عبئاً على الأهالي، خصوصاً من لديه أكثر من طالب في المدارس، لافتين إلى أن مدارس طلبت من الأهالي توفير جهاز لوحي «آي باد» أو كمبيوتر محمول لكل طالب، لتسهيل التواصل معه عن بعد.

وقال بائعون وأصحاب متاجر مستلزمات مدرسية إن سوق القرطاسية تشهد ركوداً بنسبة تراوح بين 30 و50%، مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب التعليم عن بعد، مشيرين إلى زيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية رغم ارتفاع أسعارها، مشيرين إلى أن أسعار الأجهزة اللوحية تراوح بين 600 و3000 درهم، حسب العلامة التجارية.

وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم»، خلال جولة على أسواق المستلزمات المدرسية، انخفاض الإقبال على الحقائب المدرسية والدفاتر والقرطاسية، وزيادة الطلب على الأجهزة اللوحية والكمبيوتر، رغم ارتفاع ثمنها.

وقال والد ثلاثة طلاب بمدارس خاصة، علي إسماعيل، لـ«الإمارات اليوم»، إن التعليم عن بعد أجبره على شراء ثلاثة أجهزة لوحية لأولاده حتى يتمكنوا من تلقي التعليم بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أن حصصهم الدراسية تبدأ وتنتهي في وقت واحد، ما دفعه إلى توفير جهاز لكل طالب، مضيفاً أن الأسعار مرتفعة، وهناك متاجر تستغل زيادة الطلب على الأجهزة اللوحية فترفع الأسعار دون مبرر، لافتاً إلى أنه اشترى الجهاز الواحد بـ1100 درهم، ما يمثل عبئاً عليه، كونه موظفاً ويتقاضى راتباً متواضعاً.

وأفادت والدة طالبين بإحدى المدارس الخاصة، شما النعيمي، بأن مدرسة أبنائها حوّلت بعض الكتب من ورقية إلى إلكترونية ورقمية، حفاظاً على سلامة الطلاب، ما جعلها تضطر إلى شراء جهازين لوحيين بـ4000 درهم، لافتة إلى أنها فضّلت أن يكون تعليم أبنائها بنظام الهجين، الأمر الذي استوجب عليها توفير أجهزة لوحية لهما لتلقي تعليمهما بالشكل المطلوب.

وذكر والد أربعة طلاب في مدرسة خاصة، محمد الرحمن، أنه اعتمد نظام التعليم لأبنائه بالمدرسة بدوام كامل، أي واقعي، بعد تعبئة الاستبيان الذي بعثته إليه إدارة المدرسة، بسبب انشغاله بالعمل هو وزوجته، لكنه فوجئ بتعميم صادر عن الجهات المعنية بالدوام لمدة أسبوعين عن بعد، حفاظاً على سلامة الطلاب، مشيراً إلى أن لديه جهازين لوحيين في المنزل، كان أبناؤه يتناوبون عليها خلال الفصل الماضي، لحضور حصصهم الدراسية التي كانت في أوقات متفرقة، لضعف وضعه الاقتصادي، لافتاً إلى أنه ذهب إلى محال بيع الأجهزة اللوحية والكمبيوتر، وبحث عن أجهزة مستعملة بأسعار تناسب ميزانيته لتوفير أجهزة لأولاده، حتى يتمكنوا من تلقي التعليم وحضور الحصص الدراسية عن بعد.

وأكد بائعون في محال تجارية ومنافذ مخصصة لبيع المستلزمات المدرسية والأجهزة الرقمية، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، انخفاض الإقبال على الحقائب المدرسية والقرطاسية بنسب متفاوتة راوحت بين 30 و50% مقارنة بالأعوام السابقة، وزيادة الطلب على الأجهزة اللوحية والكمبيوترات، رغم ارتفاع أسعارها، عازين السبب إلى اعتماد نسب كبيرة من الطلبة نظام التعليم عن بعد، واختيار مدارس كثيرة نظام التعليم الهجين، ما أجبر ذوي الطلبة على شراء أجهزة لوحية لأبنائهم.

البحث عن المستعمل

كشف بائع في محل أجهزة إلكترونية، اياد الناصر، عن أن أسعار الأجهزة اللوحية تبدأ من 700 درهم، وتزيد حسب جودتها ومواصفاتها وسرعتها وعلامتها التجارية، وتصل أسعار بعض العلامات التجارية إلى أكثر من 3000 درهم، مشيراً إلى أن معظم الأهالي يقبلون حالياً على شراء الأجهزة ذات المواصفات المعتدلة، التي تراوح أسعارها بين 1500 و2300 درهم. فيما أكد عامل بمحل كمبيوتر في الشارقة، إشفاق علي، أن الإقبال زاد على شراء الأجهزة اللوحية والكمبيوتر خلال الفترة الحالية والأيام الماضية، لافتاً إلى أن العديد من الأهالي يسألونه عن أجهزة مستعملة، متوسطة الجودة، يستطيع الطلبة استخدامها للدراسة فقط، وآلية توفيرها لهم بأسعار مخفضة، بسبب ارتفاع أسعار الأجهزة الجديدة ذات الجودة الجيدة والعالية، لافتاً إلى أنه يقوم أيضاً بصيانة العديد من الأجهزة المستعملة لذوي الطلبة، ويحمّل عليها البرامج الدراسية التي تدعم التعليم عن بعد.


- مدارس خاصة حوّلت الكتب من ورقية إلى رقمية حرصاً على سلامة الطلاب.

تويتر