أكدوا أنها لا تعادل مجهودهم ولا تكفي لمتطلبات الحياة

معلمون في مدارس خاصة يشكون تدني رواتبهم

المعلم يبذل مجهوداً داخل الصف إضافة إلى الأعباء الإدارية الأخرى. أرشيفية

أبلغ معلمون في مدارس خاصة «الإمارات اليوم»، أن رواتبهم متدنية، مقابل الجهود الكبيرة التي يبذلونها في المدرسة، سواء في شرح الدروس داخل الصفوف الدراسية أو المهام الإدارية والإشرافية التي يُكلفون بها من قبل الإدارات المدرسية، مشيرين إلى أن هذه الرواتب لا تعادل رواتب مشرفي العمال في شركات المقاولات (فورمان).

فيما أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن المدارس الخاصة في الإمارة تلتزم بنود العلاقة التعاقدية بين المعلم والمدرسة، فيما لم يتسنَّ الحصول على رد من وزارة الموارد البشرية والتوطين.

وقال المعلم محمد طاهر، إنه يعمل في إحدى المدارس الخاصة، ويتقاضى 4000 درهم، لافتاً إلى أن هذا الراتب لا يكفي متطلبات الحياة في الوقت الحالي، ولا يعادل المجهود الكبير الذي يبذله المعلم داخل الصف الدراسي.

وأضاف أن المدارس الخاصة تبحث عن سبل تقليص نفقاتها، خصوصاً رواتب المعلمين التي تعتبرها العنصر الأكثر استنزافاً لمواردها من بين عناصر الإنفاق، مؤكداً أن الراتب الذي يتقاضاه لا يعادل راتب «فورمان» في شركة مقاولات، يصل راتبه إلى 5000 أو 6000 درهم.

وذكر معلم آخر، حاتم علي، أن راتبه أقل من 4000 درهم، حتى إنه لا يستطيع أن يستقدم زوجته من بلده، إلا بتأشيرة زيارة، موضحاً أنه يرسل جزءاً من راتبه إلى أسرته، والجزء المتبقي يكفيه بالكاد.

وأشار إلى أن المعلم لابد أن يكون ذا هيئة مقبولة أمام الطلاب لأنه يعتبر قدوة لهم، ولكن الرواتب المتدنية للمعلم لا تسعفه لقضاء كل تلك المتطلبات، إذ إن إيجار المسكن والنفقات اليومية تستنزف ما تبقى معه من راتبه بعد مصروفات أسرته في موطنه.

من جانبها، قالت المعلمة لمياء عماد، إنها متخصصة في الرياضيات، وكانت تعمل في إحدى المدارس الخاصة، لكنها تركت العمل، واتجهت إلى الدروس الخصوصية، لأنها عانت حجم التكليفات المقررة من إدارة المدرسة، فضلاً عن نصاب الحصص الأسبوعي، الذي يصل إلى 34 حصة، والحصص الاحتياط التي تُكلف بها في حال غياب أحد زملائها في المدرسة، شأنها في ذلك شأن بقية المعلمين، على الرغم من تدني الراتب.

وأوضحت أن «الدروس الخصوصية» أتاحت لها فرصة أكبر لرعاية أسرتها، ومتابعة شؤونها، إذ إنها لم تعد مضطرة للعمل أكثر من ثلاث أو أربع ساعات يومياً في الدروس الخصوصية تحقق لها دخلاً مالياً أكبر مما كانت تتقاضاه في المدرسة.

من جهة أخرى، لم يتسنَّ لـ«الإمارات اليوم» الحصول على رد من وزارة الموارد البشرية والتوطين، حول شكوى معلمين في مدارس خاصة من تدني أجورهم، وما إذا كانت تشترط حداً أدنى لرواتب بعض المهن في القطاع الخاص، مثل المعلمين والأطباء والمهندسين.

وفي تصريحات صحافية سابقة، أكدت الوزارة أنه لا يوجد حد أدنى لرواتب العاملين في قطاع التعليم الخاص، وأن عقود المعلمين تنطبق عليها البنود الخاصة بالعقود الأخرى، لافتة إلى أن الأجر علاقة تعاقدية بين المعلم ومدرسته، والعقد شريعة المتعاقدين، ولا تتدخل الوزارة فيه كونه حدد بالاتفاق والتراضي.

فيما أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن المدارس الخاصة في الإمارة تلتزم بالإجراءات المتبعة لتنظيم بنود العلاقة التعاقدية بين المعلم والمدرسة، استناداً إلى اللوائح والقوانين المعتمدة من الجهات المختصة.

تدني الرواتب

أفاد مدير مدرسة خاصة، فضل عدم ذكر اسمه، بأن بعض المدارس الخاصة تعاني حالياً استقالات نسبة كبيرة من كوادرها التعليمية، ما يتسبب في إرباك في سير العملية التعليمية، مضيفاً أن بعض المعلمين ينظرون إلى المدارس على أنها مراكز للحصول على الخبرة، للانتقال إلى مدارس أخرى تمنحهم رواتب أفضل.

وأكد أن السبب الرئيس وراء استقالات المعلمين والكوادر الإدارية في مدارس خاصة تدني رواتبهم، ورغبتهم في الحصول على فرص وظيفية بمخصصات مالية أفضل، في وقت تفرض عليهم ظروف المعيشة والغلاء البحث عن بديل في ظل رواتب متدنية.

تويتر