«المعرفة»: عمليات الرقابة المدرسية المقبلة ستضم مناهج المادة

تربويون يطالبون ذوي الطلبة بدعم تدريس «التربية الأخلاقية»

منهاج «التربية الأخلاقية» يعطي الطالب القدرة على اتخاذ القرار السليم في حياته. من المصدر

طالب تربويون، ذوي الطلبة بدور أكثر فاعلية في دعم تدريس مادة التربية الأخلاقية، من خلال متابعة ما يدرسه أبناؤهم وبناتهم من هذه المادة بشكل يومي، وأن يعززوا فكرة التطبيق العملي خارج المدرسة لما يتعلمونه من خصال، مؤكدين أن الانعكاسات الإيجابية لتدريس التربية الأخلاقية تكون نتاجاً طبيعياً لما يتعلمه الطالب عملياً ونظرياً، داخل المدرسة وخارجها.

مواقف حياتية

أفادت وزارة التربية والتعليم، بأنه روعي في تصميم مادة التربية الأخلاقية، أن تكون بلا اختبار، وتكون عبارة عن مواقف حياتية يقوم بها الطالب، ويكون لها الأثر في سلوكياته وأفكاره، لافتة إلى أنه يتم تدريس المادة بواقع حصة واحدة أسبوعياً.

فيما أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن جهاز الرقابة المدرسية سيركز في تقريره عن المدارس الخاصة بدبي على تدريس مادة التربية الأخلاقية.

وتفصيلاً، أكد المعلم في مدرسة حكومية، خالد عبدالرحمن، ضرورة أن يكون هناك دعم أكبر من قبل ذوي الطلبة في تدريس مادة التربية الأخلاقية، حتى تؤتي ثمارها المرجوة، بتخريج أجيال متسلحة بالأخلاق والقيم، وقادرة على تحمل المسؤولية والتفاعل الإيجابي في المجتمع، موضحاً أن دور البيت جانب رئيس في التطبيق العملي، لما يتعلمه الطالب في المدرسة، وعلى الأسرة مراقبة التغير الذي يحدث في سلوك الطلبة نتيجة ما تعلموه من هذه المادة.

من جهتها، قالت المعلمة بإحدى المدارس الخاصة، داليا عبدالعظيم، إن مادة التربية الأخلاقية تنمّي لدى الطلبة القدرات الإبداعية، والسلوكيات الجيدة، إضافة إلى تعزيز القيم في نفوسهم، بما يساعدهم على عيش حياة إيجابية تجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع.

فيما ذكرت معلمة التربية الأخلاقية في مدرسة النعيمية، هند إبراهيم، أنها تدرس مادة التربية الأخلاقية عن طريق انخراط الطلبة في أنشطة صفية تعزز ما يحتويه المنهاج التعليمي، بالإضافة إلى هويتهم الوطنية وانتمائهم للوطن، حيث يتم تطبيق ذلك للصفوف الأولى، ويتم اختيار طرق تدريس تناسب كل مرحلة دراسية، وعلى المؤسسات التعليمية أن تعزز تلك الأنشطة التي تجعل طرق التدريس غير تقليدية.

وأكد أستاذ علم الاجتماع، الدكتور أحمد العموش، ضرورة تضافر جهود مختلف المؤسسات في الدولة لإنجاح تدريس مادة التربية الأخلاقية، مع تأكيد دور الأسرة، والمدرسة، والأندية الثقافية، ووسائل الإعلام، في تعزيز منظومة الأهداف المرتبطة بمادة التربية الأخلاقية، لافتاً إلى أهمية الإعداد المتميز للقيادات الإدارية والتدريسية المشاركة في تدريس المادة، مع ضرورة جمع أساليب التدريس المتطورة بين النظرية والتطبيق، بما يرسخ مبادئ التربية الأخلاقية في نفوس الطلبة.

وذكر أن قياس المخرجات التعليمية الناتجة عن تدريس التربية الأخلاقية للطلبة، يكون من خلال المواقف الحياتية التي يقوم بها الطالب، ويكون لها الأثر في سلوكياته وأفكاره، فضلاً عن رغبته في التعلم القائم على المشروعات، وتقديم الخدمات للآخرين.

من جهتها، قالت رئيس جهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية، فاطمة بالرهيف، إن الهيئة عممت على المدارس الخاصة بدبي تدريس التربية الأخلاقية باللغة العربية أو الإنجليزية، وستضم عمليات الرقابة المدرسية المقبلة مناهج التربية الأخلاقية من حيث التخطيط والمحتوى، إضافة إلى معايير اختيار المعلمين وأساليب التدريس، ومدى مشاركة أسرة الطالب فيها، وستتضمن تقارير الرقابة المدرسية، ما وصلت إليه كل مدرسة في تدريس مادة التربية الأخلاقية.

وأضافت أن تدريس التربية الأخلاقية يهدف إلى ترسيخ الخصائص الأخلاقية والقيم بين طلبة المدارس، كما أنه يعزز التسامح والاحترام والمشاركة المجتمعية وينمي روح المبادرة والتفاعل الإيجابي والمسؤولية، ويشجع على الإبداع والابتكار والطموح لدى الطلبة وحب العلم وإتقان العمل.

إلى ذلك، أكدت وزارة التربية والتعليم، أن بناء الشخصية ليس أمراً سهلاً، ويحتاج إلى وقت لتنمية الشعور الإدراكي لأداء الطلبة، مشيرةً إلى أن منهاج التربية الأخلاقية يعطي الطالب القدرة على اتخاذ القرار السليم في أي موقف يواجهه في حياته.

وأفادت بأن منهج التربية الأخلاقية يرتكز على أربعة عناصر، هي: الشخصية والأخلاق، والفرد والمجتمع، والدراسات المدنية، والدراسات الثقافية، موضحة أن الركيزة الأولى تضم الإنصاف والمودة والاهتمام والأمانة والتسامح واحترام الاختلافات والصمود والمثابرة والمساواة والتقدير ومراعاة مشاعر الآخرين والتعاون والرحمة والتعاطف والسلام والمسؤولية.

وذكرت أن الركيزة الثانية «الفرد والمجتمع»، ويدرس فيها وحدات أنا وعائلتي والصداقة والهوية الذاتية، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس الصحة البدنية، والنظام الغذائي، فيما الركيزة الثالثة «الدراسات المدنية» يتم خلالها التركيز على المعرفة عن حياة الإمارات، وتعنى بتدريس وحدات استقرار العائلات والأقارب في الإمارات، والركيزة الرابعة «الإمارات والثقافة العالمية»، تعنى بتدريس وحدات اكتشاف تراث الإمارات من خلال رواية القصص، والتراث المعنوي.

تويتر