آراء

«رمضان بين القانون والعبادة»

دخل علينا شهر رمضان الفضيل، واستعد الجميع للصيام والقيام وفعل الخير، ولا شك في أن لشهر رمضان حرمة دينية، تفرض على الجميع احترامه والالتزام بآدابه، ويُتَّبع في مخالفة هذه الحرمة عقوبة دينية وعقوبة قانونية، إذ تضمن قانون العقوبات الاتحادي بدولة الإمارات عقوبة على كل من يخالف القانون، وذلك بالإفطار العلني في شهر رمضان، ونصت المادة (313) من القانون نفسه على أنه: «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر وبالغرامة التي لا تتجاوز 10 آلاف درهم:

الإفطار المباح بعذر يجب أن يكون في مكان خاص ومستتر وليس أمام الجميع.

1. كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو الأشربة أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار رمضان.

2. كل من أجبر أو حرض أو ساعد على تلك المجاهرة، وللمحكمة إغلاق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض مدة لا تتجاوز الشهر».

ولا شك أن الإفطار المباح بعذر أو مبرر، مثل مريض وعليه شرب الدواء في هذا الوقت، أو الذي لديه عذر شرعي، يجب أن يكون في مكان خاص ومستتر، وليس أمام الجميع، وإلا ستتم معاقبته طبقاً لقانون العقوبات الاتحادي المنصوص عليه أعلاه.

الأمر الآخر، وهو فتح المطاعم في نهار رمضان، وإعداد الطعام فيها في وقت الصيام، فيعد أيضاً مخالفاً للقانون، ويواجه بالعقوبات ذاتها التي تقع على الشخص الذي يقوم بالأكل في نهار رمضان، وتقع على صاحب المطعم الذي أعد وجهز الطعام والشراب والمكان عقوبة غلق المطعم مدة لا تزيد على شهر.

وبالتالي يجب أن ننصح الجميع بعدم مخالفة أحكام الدين الإسلامي أولاً، والتي ستؤدي إلى العقوبات الجزائية عند مخالفتها.

وفي ظل التنوع الثقافي في الدولة، وتعايش عشرات من الجنسيات على أرضها، فإن هناك إدراكاً بأن الكثيرين ربما يكونون غير صائمين، بحكم دياناتهم، لكن للأمانة البالغة نلاحظ أن معظمهم يراعون مشاعر المسلمين أثناء الصوم، فتجد أصحاب الديانات الأخرى لا يجاهرون بإفطارهم، بل أن كثيراً منهم يصومون الفترة ذاتها التي يصومها المسلمون عن الطعام والشراب، من باب المشاركة والإنسانية، لكن تظل الإشكالية مرتبطة بالمسلمين الذين يجاهرون بإفطارهم، فهذا يعد سلوكاً غير إنساني، لذا عاقب القانون على المجاهرة أو تقديم الطعام، وليس على شيء آخر.

ولا يفوتني في هذا المقال الإشارة إلى الأشخاص الذي يبالغون في تصرفاتهم أثناء صيامهم، وكأنهم يتعرضون للتعذيب بدلاً من ممارسة عادة يفترض أنها تهذب النفس وتطوعها، وتعودها على الخضوع وتحمل المشقات، فتجد هؤلاء يتصرفون بعدوانية على الطرق، أو في الأماكن العامة، ويبررون سلوكياتهم الحادة بأنهم صائمون، وهذا يعكس صورة غير إيجابية عن ركن أصيل في الإسلام..

وتقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم

تويتر