بلدية دبي تسجل ظهوراً للمدّ الأحمر في شواطئ الإمارة

مخاوف من تأثير المد الأحمر في سلامة الأسماك والبلدية تتحقق من آثاره. تصوير: ساتيش كومار

سجلت بلدية دبي في الأيام القليلة الماضية ظهوراً لما يسمّى ظاهرة «المد الأحمر» في المياه الإقليمية للإمارة، وتحديداً في منطقة ميناء راشد. لكنها طمأنت المستهلكين إلى أن هذا النوع من المد لا يؤثر في الأسماك.

وقال رئيس قسم البيئة البحرية في بلدية دبي محمد عبدالرحمن، إن البلدية تلقت بلاغاً رسمياً من شرطة خفر السواحل، «يفيد بوجود عوالق في مياه الميناء» لافتاً إلى أن مفتشي البلدية «تحركوا إلى المكان وتبين أن المد تسبب في تغير لون المياه تماماً».

وكان المد الأحمر انتشر على نحو لافت في سواحل المنطقة الشرقية من الدولة، لاسيما خورفكان وكلباء والفجيرة، وتسبب في نفوق أطنان من الأسماك. في حين كشفت نتائج تحاليل بيولوجية أجرتها وزارة البيئة والمياه أخيراً لعيّنات من مياه السواحل الشرقية وجود ثمانية أنواع من الطحالب وراء ظاهرة المد الأحمر، بينها نوع سام من الأسماك، وآخر للصدفيات. ورأت الوزارة أن هذه الأنواع تسببت في نفوق كميات كبيرة من الأسماك والقشريات على شواطئ السواحل الشرقية.

وأضاف عبدالرحمن أن البلدية «تقوم الآن بفحص عيّنة من المياه أخذت من المنطقة، بالتنسيق مع الهيئة الاتحادية للبيئة في أبوظبي، بهدف معرفة نوعية تلك الهوائم المائية، وطبيعة المدّ الأحمر الذي شهدته الإمارة، وجمع أكبر قدر من المعلومات حولها، لمعرفة عوامل تكونها وازدهارها، ومدى ما تشكله من خطورة على الكائنات البحرية الموجودة في المنطقة، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها». لكنه أكد في المقابل أن المدّ الأحمر ظاهرة طبيعية تصعب مكافحتها. وتابع «لا توجد أية حلول جذرية لها، إذ تتكون بفعل العوامل والظروف المناخية التي تمرّ بها المنطقة، وما تلبث أن تزول بزوال اسباب وجودها، عكس التعامل مع بقع الزيوت التي قد تتسرب في المياه نتيجة لأي حادث، إذ تكافح باستخدام أدوات تزيل آثارها، لكن هذا الإجراء يصعب اتخاذه مع الهوائم المائية، إذ لم يتوصل العالم بعد إلى سبل مكافحة ناجحة، وأن التجربة الوحيدة التي أثمرت في هذا المجال، سجلت في كوريا الجنوبية، التي استخدمت نوعاً من الطمي يعالج نوعاً واحداً من الهوائم وليس جميعها».

وأكد عبدالرحمن عدم حدوث أي حالات لنفوق الأسماك في الإمارة حتى الآن، على غرار ما حدث في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أن تلك الظاهرة تعد حتى الآن «محدودة جداً ولم ترد إلى البلدية أية بلاغات رسمية تتعلق بوجود ذلك النوع من المد في أي مناطق أخرى من مياه الإمارة». وأوضح أن بعض الصيادين «أفادوا بتغير لون المياه في بعض المناطق، لكنه شدد على أن ذلك لا يؤكد انتشار المد الأحمر، إذ إن التحقق من ذلك يتم من خلال الفحص في المختبرات فقط».

وتلقت «الإمارات اليوم» شكاوى من بعض المواطنين ومرتادي البحر، تفيد بوجود بوادر انتشار للمدّ الأحمر في المياه المحاذية لنخلة الجميراً في دبي، معربين عن تخوفهم من تفاقم المشكلة وتكرار ما حدث في مناطق أخرى، مطالبين الجهات المعنية بمراقبة الأمر واتخاذ التدابير اللازمة بشأنه.

وقال عبدالرحمن إنه في حال ثبوت وجود المدّ الأحمر في منطقة محددة ستتخذ البلدية إجراءات احترازية عدة، من شأنها السيطرة على الوضع لحين انتهاء الظاهرة، مثل منع اصطياد الأسماك في المنطقة المحددة، وإغلاقها بشكل مؤقت، وأخذ الاحتياطات في محطات التحلية لتحاشي التعامل مع مياه تلك المنطقة، إضافة إلى منع السباحة في تلك المنطقة حتى إشعار آخر.
تويتر