ساركوزي يُطلق «الاتحاد من أجـل المتوسط»

الأسد يتوسط مبارك وساركوزي في القصر الكبير الذي شهد إطلاق المشروع المتوسطي.أ.ف.ب
 
أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في باريس وسط ضجة اعلامية كبيرة مشروع «الاتحاد من اجل المتوسط» بحضور رؤساء دول وحكومات اكثر من 40 دولة في مشروع يهدف الى اقامة شراكات عملية وتحقيق توازن بين الدول المتشاطئة على شمال وجنوب البحر المتوسط.

 

وأشاد ساركوزي بالدول العربية التي جاءت للمشاركة في افتتاح القمة لاطلاق الاتحاد من اجل المتوسط، معتبراً انها قامت بذلك «ببادرة سلمية». وقال «اريد ان اشيد بشجاعة كل الذين لبوا دعوتنا». 

 
وترأس اعمال القمة ساركوزي الذي اطلق المشروع مع الرئيس المصري حسني مبارك.

 

وأكد ساركوزي «ضرورة عقد تحالف كبير حول البحر الابيض المتوسط بين افريقيا والشرق الاوسط وأوروبا لجعل البحر الاكثر نقاوة في العالم وأكبر مختبر للتنمية المشتركة ايضاً».


من جهته دعا الرئيس المصري محمد حسني مبارك في الافتتاح الى إحلال السلام في الشرق الاوسط، طالباً من الاسرائيليين والفلسطينيين مواصلة المفاوضات.

 
ودعا مبارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى مواصلة طريق المفاوضات لتحقيق سلام شامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفتح صفحة جديدة للسلام في المنطقة.

 

وتركزت الانظار على الرئيس السوري بشار الاسد وأولمرت اللذين فصلت بينهما في القاعة 10 مقاعد.

 

وعلى الرغم من أن  مشروع «الاتحاد من اجل المتوسط» يواجه عدداً من التعقيدات إلا أن فرنسا ترى أن مجرد جمع بعض المتحاربين منذ فترة طويلة على طاولة واحدة يشكل بحد ذاته «انتصاراً».

 

ورأى وزير الخارجية السويدي كارل بيلت قبل بداية القمة ان «العالم لن يتغير في يوم واحد»، معبراً عن شكوك الجانب الاوروبي في مستقبل هذا المشروع.

 

وتغيب عن القمة رئيسا دولتين مهمان هما الزعيم الليبي معمر القذافي الذي انتقد المشروع وقاطع اللقاء وعاهل المغرب الملك محمد السادس الذي تغيب بسبب «جدول عمله المثقل». ولم يحضر القمة ايضاً رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوترم الذي تمر بلاده بأزمة سياسية كبيرة.

 

وفي سياق متصل ندَّدت الجمعية الدولية لجنود السلام بحضور الاسد الاستعراض العسكري في العيد الوطني الفرنسي معتبرة انه يشكل «انتهاكاً لذكرى» الجنود الفرنسيين الـ58 من القوة الدولية الذين قتلوا عام 1983 في اعتداء على مبنى دراكار في لبنان.

 

ووجه العديد من المراقبين حينها اصابع الاتهام الى سورية بارتكاب ذلك الاعتداء. ورفضت الرئاسة الفرنسية الانتقادات معتبرة ان تحميل سورية مسؤولية الاعتداء على القوات الفرنسية في لبنان عام 1983 «خطأ تاريخي».

 

وأعلن مصدر في قصر الاليزيه للصحافة ان اعتداء «دراكار لم ترتكبه سورية. سورية ارتكبت الاعتداء على السفير الفرنسي في لبنان لوي ديلامار عام 1981». 

 

وستتبنى القمة اعلاناً من 10 صفحات بقيت بعض فقراته خصوصاً تلك المتعلقة بعملية السلام في الشرق الاوسط، موضع مشاورات خلال اجتماع وزراء الخارجية. وكانت الخلافات بشأن هذه المسائل بالتحديد عرقلت استمرار عملية برشلونة بين الاوروبيين وجنوب المتوسط في 1995.

 

ويأمل مهندسو الاتحاد من اجل المتوسط في ضمان نجاحه عبر التركيز على مشروعات عملية كبيرة مثل مكافحة التلوث في المتوسط والطاقة الشمسية والأمن المدني او تنمية «طرق البحار».

 

وهم يؤكدون ايضاً إرادة في تحقيق مساواة بين الشمال والجنوب تشكل رئاسة الاتحاد الجديد التي يتولاها بلدان على جانبي المتوسط رمزاً لها.


ويفترض ان يكون مقر الامانة العامة للاتحاد في الجنوب، لكن التنافس الحاد بين عدة دول خصوصاً بين المغرب وتونس سيؤدي الى إرجاء هذه المسألة.

 

هولاند: الأسد حجب الأنظار عن «الاتحاد المتوسطي» 
رأى سكرتير الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض فرانسوا هولاند أمس ان الرئيس السوري بشار الاسد «ربح الجولة» وأن وجوده في احتفالات 14 يوليو في باريس سيحجب الانظار عن اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط.

 

وقال هولاند في حديث الى اذاعة «راديو.ج» ان قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط في باريس «مبادرة جيدة، الا ان هذا اللقاء سيحجبه وسيسيء اليه الجدل الذي بدأ والذي سيستمر حول وجود الاسد، ليس في 13  يوليو فحسب، انما في 14 منه»، في يوم العيد الوطني الفرنسي. وأكد أن الأسد حصل على اعتراف دولي بثمن ضئيل».
باريس ــ أ.ف.ب

تويتر