لا مستحيل مع «الرؤية»
محمد بن أبي عامر وضع لنفسه الرؤية المبالغة جداً، وانخرط على الفور في دروس العلم في جامعات الأندلس الشهيرة آنذاك، والتي كان يتوافد عليها الطلبة من أوروبا للدراسة، وفي سنوات دراسته تعرف إلى طالب من «ألمانيا» وعرض عليه الطالب أن يتعلم منه اللغة العربية نظير أجر يدفعه له، وافق ابن أبي عامر، وسأل الطالب: ولماذا تريد أن تتعلم اللغة العربية، أجاب: أرى أن هناك اندفاعاً من بلادي تجاه الاستفادة من الأندلس وعلومها، وإذا تعلمت العربية ستكون لدي فرصة كبيرة بأن أكون سفيراً لبلادي في الأندلس. المهم أنه بعد سنوات الدراسة انتقل محمد للعمل في ديوان الكتابة إلا أنه سرعان ما التحق بالشرطة ثم الجيش، وذلك ضمن خطته للمزج بين العلم والعسكرية، وتدرّج في صفوف الجيش إلى أن أصبح قائداً، وبعد 20 عاماً بالضبط من وقوفه وحماره على مشارف القصر، أصبح محمد بن أبي عامر سيد البلاد، وتولى الحكم ليصبح الملك المنصور!!
وبالطبع أول شيء فعله كان تعيين أحد أبناء عمه والياً على قرطبة، وجلد الآخر بعد أن أجلسه معكوساً على حماره!!
هذا هو الجزء الأول من القصة أما الجزء الثاني الذي يثبت أن لامستحيل مع العزم والطموح وامتلاك الرؤية، فكان عندما جاء سفراء الدول للسلام على المنصور، ودخل عليه سفير ألمانيا راكعاً إلى أن وصل بالقرب منه فقال له: ارفع رأسك، فإذا هو صديقه الذي كان يعلّمه اللغة العربية، فقال له المنصور: لو كنت بالغت قليلاً في «رؤيتك» لوصلت إلى الملك بدلاً من السفارة!!
reyami@emaratalyoum.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news