موسوعة القرية الأردنية.. تسجيل هادئ لذاكرة الريف


تقصّى الكاتب الاردني مفلح العدوان ما يخص ذاكرة الريف في بلاده، فجمع قصصا شفاهية وأساطير وحكايات ومعلومات من كتب ومدونات توثق تاريخ القرى وحاضرها، قبل أن يفقد الريف خصائصه وتتغير ملامحه ويصبح صورة مشوهة من المدينة.


وقدم العدوان في مقدمة موسوعة القرية الاردنية «بوح القرى» استعراضا تاريخيا لما كانت عليه ذاكرة شرق الاردن قبل التكوين السياسي الحديث. وقال إن القرى الاردنية شهدت أشكالا ادارية متقلبة ومتفاوتة وإن ما دون من ذاكرة القرى لايزال أقل من «كل هذا التاريخ المنسيّ». واصفا جمع التفاصيل الخاصة بتلك الاماكن بأنه مغامرة، فلا يكفي ما ذكر عنها في مصادر عثمانية، ولا المسح البريطاني لجغرافية الاردن.

 

وأضاف «لا بديل عن الميدان لتلمّس نبض كل قرية وحدها، بوجوه أناسها ورائحة أشجارها ونقوش حجارتها وتفاصيل حكاياتها»، لكي يكتمل ما يطلق عليه السيرة الذاتية للقرى، حين تبوح بتفاصيل عن مساحتها وموقعها الجغرافي وعدد السكان، وما بها من معابد وسراديب ومدارس ومساجد وكنائس وكهوف وقلاع.

 

وأصدر «مركز دراسات الرأي» في الاردن الجزء الاول من الموسوعة ويقع في 570 صفحة كبيرة القطع، ويضم عشرات من الصور الملونة لمعالمها، بما فيها بعض شواهد القبور ، وبقايا مقام النبي شيث بن آدم، في قرية بصيرا، وقبر النبي شعيب في قرية وادي شعيب.

 

 ووصفت هند أبو الشعر عميدة كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة آل البيت في الاردن الموسوعة بأنها سجل لذاكرة تفوح منها رائحة الاسطورة، وهي ذاكرة أغنى من كل صفحات التاريخ المكتوب والمنسي، وأنها أنصفت القرى بعد أن كانت الدراسات المماثلة في هذا المجال تركز على المدن.

 

 وأضافت في مقدمة الموسوعة أن الاجيال الجديدة في الاردن تعاني «نقصا فادحا ومؤسفا بجغرافية الوطن وتاريخه»، وأن العدوان مؤلف الموسوعة بذل جهدا كبيرا في سد هذا الفراغ، حيث سار مئات الكيلومترات متعقبا اثار القرى «وكسر حواجز الكتابة التقليدية ومزج المعلومة التاريخية الاكاديمية بالاسطورة». 

 

تويتر