عبداللطيف اللعبي: من لا وطن له لا اسم له

 

ألقى عبداللطيف اللعبي الشاعر الفرنسي المغربي مجموعة من قصائده في جامعة القدس في فلسطين المحتلة متنقلاً بين المرأة والحب والقدس. وقال اللعبي أمام مئات الطلبة  الذين تزاحموا لحضور هذه الأمسية الشعرية التي تقام ضمن فعاليات ربيع الشعراء الذي ينظمه المركز الثقافي الالماني في رام الله «ها هو الموت الفلسطيني.. قبر فارغ في القدس.. اليد المجربة محت كلام الشاهد.. من لا وطن له لا اسم له»، واضاف وهو يقرأ مقاطع من قصائد ديوانه «احتضان العالم» «حقيبته أكبر من نعشه واكبر ايها العابر وقل إنك لم تر».


عرف عن اللعبي رفضه أن يكون اسير تجربته الاعتقالية السياسية في المغرب التي استمرت ثماني سنوات من 1972 الى 1980 وهجرته الى فرنسا بعد ذلك. وقال:

 «تجربتي مع الاعتقال هي الان قديمة وعندي حرص. ربما عند البعض تكون نوع من الرأسمال. انا شخصيا بعد خروجي من السجن عشت تجارب اخرى وهموماً اخرى حاولت ان اعبر عنها من خلال الروايات ودواوين الشعر والمسرحيات التي كتبتها بعد اطلاق سراحي».


واضاف «السجن ليس غاية في حد ذاته. هدف الانسان هو كيف يهزم السجن ويتجاوز هذه التجربة. الشعر هو طاقة تتعبأ من اجل الحرية وليس فقط لفضح الاعتقال والسجون».


يستعد اللعبي لإصدار ديوان شعري جديد بالفرنسية قال عنه «بعد صدور الديوان الشعري «قريني العزيز» قبل اربعة أشهر سيصدر في مايو المقبل ديوان شعري جديد يحمل عنوان مغامرات حالم»، ويرى اللعبي في الاضطهاد مفجراً للطاقات، قائلاً «الاضطهاد هدفه ردع طاقة الحرية عند الانسان في هذه الاوضاع يكون رد الفعل المقاومة والحفاظ على هذه الطاقة الحيوية الاساسية ولولا طاقة الحرية عند الانسان لكان جماداً»، وهذه هي المرة الثانية التي يكون فيها اللعبي في الاراضي الفلسطينية، المرة الاولى كانت عام 1997 بدعوة من اتحاد الكتاب الفلسطينيين واليوم بدعوة من المركز الثقافي الالماني الفرنسي وبيت الشعر الفلسطيني.


وقرأ اللعبي في اللقاء الشعري مجموعة ابيات من ديوانه فواكه الجسد « الشفاه المزهرة اضحت نحلاً نهما مشبعا بالرحيق من يمتص من الزهرة ام النحلة»، وقال في مقطع من قصيدة «لغة أمي» : لم أر أمي منذ عشرين سنة ولكني آخر انسان في الارض مازال يتكلم لغتها».


وقرأ مقطعاً من قصيدة «ساعتان في القطار»: خلال ساعتين في القطار استعرض شريط حياتي امنح كل سنة دقيقتين نصف ساعة للطفولة ونصفاً اخر للسجن والحب والكتب والتسكع تتقاسم ما تبقى شيئا فشيئا يد رفيقتي تذوب في يدي ورأسها على كتفي في خفة يمامة عند وصولنا بلغت الخمسين وبقي لي من العمر حوالي ساعة».


وأبدى اللعبي إعجابه بعدد من القصائد التي القاها الطلبة خـــــلالالندوة الشعرية وقال «أثار اهتمامي هذا التنوع الذي لمسته في هذه التجارب هناك نقاط اختلاف تبشر بالخير، الصــــوت الواحد شيء يهدد دائماً الشعر بالتقاعس والركود والشعر بحاجة الى ديناميكية مستمرة كــــي يتطور»، وأشار محيي الدين عرار من القسم الثقافي في القنصلية الفرنسية «يحتفل في ربيع الشعراء في فرنسا منذ 10 سنوات وفكرة رائعة ان تنضم فلسطين الى هذه الاحتفالات للعام الثاني على التوالي»، واضاف «في العام الماضي اقتصرت الاحتفالات التي عادة ما تجري خلال شهر مارس على شعراء محليين وبعد نجاح التجربة قررنا في هذا العام استضافة الشاعر العالمي عبداللطيف اللعبي على ان يشارك الى جانبه مجموعة من الشعراء الشباب ليكونوا جنباً الى جنب».

تويتر