«آسيوروبي» الجنسية !
هذه المقدمة «البديهية» هي ذاتها التي قادتني إلى قضية أخرى ليست «بديهية»، وهي التحفظ على ذكر الجنسية في أخبار الحوادث والجرائم، لدرجة التوصل إلى صيغة جديدة غريبة ومضحكة نوعاً ما، حيث تحولت الجنسيات إلى أقاليم وقارات، فأصبحنا نسمع عن متهم «خليجي» الجنسية، وآخر «عربي» الجنسية، ثم ثالث «آسيوي» الجنسية، و«أوروبي» و«إفريقي»!!
دعونا نتساءل، هل ذكر جنسية مجرم في قضية ما يعني الإساءة إلى كل أفراد هذه الجنسية؟ إذا كان الجواب نعم، إذن من غير اللائق أن نسيء للفئة الكبرى حتى نتستر على الصغرى، بمعنى هل يحق لنا اللجوء إلى ذكر أن المتهم «عربي» ونضع جميع الدول العربية والعرب تحت «الاتهام» لنتحاشى ذكر اسم دولة واحدة؟ أما إذا كان الجواب لا، فلماذا إذن التحايل واللف والدوران والتعميم، خصوصاً أن الموضوع لا يتعدى كونه معلومة مثبتة في جريمة لا تسيء إلا إلى صاحبها؟!
أتمنى على الذي اخترع قصة «آسيوي» الجنسية أن يجد حلاً في دولة مثل «تركيا»، ماذا عساه أن يطلق على فرد من شعبها، «آسيوروبي» الجنسية، أو «أوروبي نص ونص» الجنسية؟ متاهة معقدة؛ لأننا تعودنا أن لا نسمي الأشياء بأسمائها إطلاقاً، وتعودنا على الابتعاد والغموض وتعويم الأمور وتعميمها!!
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news