المتعلم
هل المتعلم هو خريج الجامعة، حامل الشهادة، الذي يعرف لغات عدة، الا اللغة العربية فإنه يتلعثم فيها فتغلبه فيها العامية على الفصحى؟
والذي يهزأ بدعوات الحفاظ على البيئة، ويصر على أن يتخذ من هذه البيئة سلة مهملات كبيرة، كما يقول بعضهم، ويرمي مخلفاته يميناً وشمالاً، ويطفئ سجائره على رخام المركز التجاري، هل يمكن أن يكون متعلما ولو كان الأول على دفعته؟ والذي يتجاوز أرتال الناس المنتظرين أمام شباك الصراف في البنك، أو «كاونتر» الموظف في الدائرة الخدمية، أو يتحايل على صف السيارات المنتظم عند محطة البنزين ليكون الأول ظلما وعدوانا، هل يمكن ان يكون متعلما، وإن تخرّج في كلية القانون بجامعة هارفارد؟
والذي يطلق العنان لمكبرات صوت مذياع سيارته بضجيج موسيقى «الروك» أو هزات «اليولة»، ويحرص على ان تكون نوافذ سيارته مفتوحة ليشاركه مرغماً كل من في الشارع، راكباً أو راجلاً، حفلته الصاخبة، هل يمكن ان يكون متعلما ولو علق شهاداته على صدره مختومة باعتماد وزارة التعليم العالي؟
والذي يطلق العنان لحنجرته في الأماكن العامة بأقبح الكلام، وأبشع الشتائم، وأسوأ الاوصاف، ويصر مستكبراً، هل يمكن ان يكون متعلما ولو وصل إلى درجة الاستاذية.
العلم نور، «ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news