أغذيـة بفوائد إضافية حسب العمر

قيمة خاصة لأغذية معينة في كل عقد من العمر.           فوتوز . كوم

على الرغم من تنوّع وتعدّد الأطعمة المفيدة للصحة، والغنية بالفيتامينات وأنواع البروتينات والأحماض المفيدة للأفراد، بصرف النظر عن الأعمار والفئات المختلفة، إلا أن الإنسان في كل مرحلة عمرية، يحتاج إلى التركيز على أغذية معيّنة، كما يواجه تحديات غذائية معينة وخصوصاً لكل عقد في عمره، بحسب خبير التغذية وتخفيف الوزن وصاحب عدد من كتب تخفيف الوزن الحاصلة على جوائز الدكتور جوني بودن، الذي يقول إنه «رغم فائدة هذه الأطعمة لكل الأفراد في كل الفترات العمرية، إلا أن لها قيمة خاصة وإضافية لأولئك الأشخاص في عقد معين من العمر»، لأسباب عدة ومتنوعة، تفصل بين أهمية ما يتناوله المراهقون، أو العشرينيون، أو الأفراد في سن الـ،30 وصولاً إلى الـ70 فما فوق.

سن المراهقة

يبين بودن أن اللبن الرائب هو الغذاء الأهم بالنسبة للمراهقين، كونه يحتوي على بكتيريا حيّة تعرف باسم الـ«بروبايوتيك»، والتي تشتهر بفوائدها الصحية العديدة، كما أن أبحاثاً أخيرة كشفت عن أن سلسلة واحدة من الـ«بروبايوتيك» يمكن أن تساعد على تقليل تآكل الأسنان، بينما يمكن لسلاسل بكتيرية أخرى أن تساعد في محاربة الأكزيما، وهو مرض جلدي منتشر، كما أن هناك إثباتات في أن هذه المادة تقلل من فاعلية البكتيريا المعروفة باسم «اتش بيلوري» والتي تسبب قرحة المعدة لدى الأطفال والكبار. ويعتبر اللبن الرائب أيضاً ـ بحسب بودن ـ مصدراً جيداً للبروتينات، والضروري لبناء العضلات، إضافة إلى احتوائه على الكالسيوم، وهي المادة الرئيسة والأساسية خلال فترة المراهقة، والتي تعمل على الحفاظ على عظام قوية وصحية خلال هذه الفترة العمرية.

العشرينات

يوضح بودن على موقع «إيه أو إل هيلث» أن الخضراوات الورقية تعتبر مهمة في كل عمر، إلا أن الرجال والنساء في فترة العشرينات، يشتهرون بميلهم الى الابتعاد والتراخي عن تناول الخضراوات الورقية، ما يعني أهمية التركيز على تناولها خلال هذه الفترة تحديداً، مشيراً إلى أهمية تناول الخضراوات المندرجة تحت عائلة «البراسيكا»، مثل الملفوف، وبراعم الكرنب، والكال، وهي الأوراق الشبيهة بالخس إلا أن أوراقها أكثر كثافة والتفافاً، ويمكن الحصول عليها باللونين الأخضر والبنفسجي، إضافة إلى القرنبيط. وتحتوي تلك الخضراوات على محتويات قوية ومؤثرة تعرف باسم الـ«اندولات» التي كشفت الأبحاث أنها تساعد في الحماية من أنواع السرطانات، إضافة إلى أن الخضراوات الورقية الخضراء تعتبر غنية بالبوتاسيوم، ما يساعد على تقوية العظام، من خلال موازنة الأحماض في الجسم والتي ينتجها الأخير عند عملية الاستقلاب.

وينصح بودن العشرينيين باللجوء إلى المكملات الغذائية المحتوية على جميع الخضراوات الورقية مثل «بارلين غرينز» في حال عدم قدرة المرء الحصول على ما يكفي من خضراوات ورقية عن طريق الطعام، أو عدم تأكده من فاعلية حميته الصحية.

الثلاثينات

عقد يعتبره بودن عقد التوت البري والرمان، وعلى الرغم من أن هناك أنواعاً عدة من العصائر غالية الثمن، والتي تحتوي على أنواع أخرى من التوت، إلا أن بودن، يرى أن عصير التوت البري وعصير الرمان، هما الأهم لتوافرهما في الأسواق، وسهولة الحصول عليهما، ولغناهما الغذائي الشديد، حيث كشفت إحدى الدراسات بحسب الموقع، أن عصير التوت البري، يحتوي على الكمية الأعلى من الـ«فينول» وهو المادة الطبيعية المضادة للأكسدة، التي تساعد على حماية الخلايا والحمض النووي في الجسم.

ومن بين 20 عصير فواكه تم اختبارها، ظهر أن محتويات عصير التوت البري كانت أكثر الأنواع التي تساعد في منع التهابات المسالك البولية، بينما كشفت التحاليل على عصير الرمان، خفضها لضغط الدم المرتفع، إضافة إلى تأثيراتها المضادة للسرطان، كما كشفت دراسات إضافية أن عصير الرمان يحتوي على فوائد صحية إضافية من أهمها تأثيره الإيجابي في صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنه يعين على جذب الأوكسجين إلى القلب خلال ممارسة التمارين الرياضية.

الأربعينات

يبين بودن أن السلمون البري يعتبر أحد أهم العناصر لكل أنواع الحمض الدهني «أوميغا 3»، إضافة إلى محتويات صحية أخرى تعرف باسم «إي بي إيه» و«دي إتش إيه» التي لا تتوافر غالباً في أسماك السلمون التي تنتج في مرابي الأسماك، ويصف بودن هذه المواد الصحية الإضافية التي يحتويها السلمون البري بأنها «جرعة صحية إضافية من مضادات الأكسدة القوية، المعروفة باسم استاكساثين، والتي تساعد خلايا الجسم على التخلص من الملوثات والمواد الكيميائية».

ويعمل «أوميغا 3» على حماية الدماغ والقلب، كما كشفت دراسات أخيرة بنشاطه كمادة مضادة للشيخوخة، وتحسينها للمزاج، والتقليل من نسبة الدهون الثلاثية، والتقليل من الالتهابات والآلام، والتي غالباً ما تكون زائراً أسبوعياً ثقيلاً للأفراد في عمر الـ.40

الخمسينات

لهذا العقد الفضي، يتنافس نوعان من الأطعمة الصحية المفيدة، وهي أنواع الفول والفاصولياء والمكسرات، حيث تعتبر أنواع الفول إحدى المواد المعززة لقوة الأفراد في هذا العمر، والتي يصفها بأنها الطريق إلى العيش حتى عمر الـ100 في صحة جيدة، كما أن محتواها المرتفع من الألياف يعين على توفير هضم جيد ومنتظم، كما أنها توفر مصدر بروتين، وتقليله للحاجة إلى الكربوهيدرات والأغذية التي ترفع نسبة السكر في الدم. وقد كشفت دراسات مستمرة من جامعة هارفرد الأميركية، أن الأفراد الذين يتناولون نحو خمس وجبات من المكسرات، بكمية أونصة واحدة للوجبة، كل أسبوع، يواجهون خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية أقل بنسبة 35٪.

 

السبعينات فما فوق 

غالباً ما تفتقر الحمية الغذائية للكبار على ما يكفي من البروتينات، للتمتع بالصحة المثالية. ويبين خبير التغذية وتخفيف الوزن الدكتور جوني بودن أن البيض هو الاختيار والحل الأمثل لذلك، مؤكداً أن هذا يعني تناول البيضة كاملة وليس البياض فقط، مشيراً إلى أن البيض يعد أحد أفضل موارد الـ«كولين» وهو مادة غذائية يستخدمها الجسم لإنتاج أحد أهم المواد الكيماوية في الدماغ، والمسؤولة عن التفكير، والذاكرة والمعرفة. ويوضح بودن أن بيضة واحدة تحتوي على جرعة صحية لتعزيز المناعة، وتوفير فيتامين «أ»، إضافة إلى أكثر من ستة غرامات من البروتين عالي الجودة وشديد الصحة للأفراد في هذا العمر، كما أنها تحتوي على معززات البصر الموجودة أيضاً في السبانخ، والتي تتوافر أيضاً في صفار البيض. وأكد بودن عدم وجود أي مخاطر على الكوليسترول، وأي تأثير في رفع نسبته في الدم.

الستّينات

يعتبر عقد الستينات، إحدى الفترات التي يبدأ خلالها الأفراد من الشكوى من ضعف البصر، إلا أن بودن يبين أن هناك نوعين من المواد المعروفة باسم «كاروتينويدز»، وهما «لوتين» و«زيكسانثين» المتوافرتان تحديداً في السبانخ، ويمكن أن تعين «كاروتينويدز» الأفراد في هذه المرحلة على الحفاظ على النظر، حيث يعاني كثيرون في هذا العقد من ضعف البصر بسبب حالة تعرف باسم «الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر»، بينما كشفت دراسات أن هاتين المادتين لا تعينان فقط على الحفاظ على النظر، بل عكس الحالة، ورفع القدرة البصرية. كما تحتوي السبانخ على كميات كبيرة من الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، بينما يحتوي كوب واحد من السبانخ على خمسة غرامات من البروتين، وأربعة غرامات من الألياف التي تعين على الهضم.

تويتر