حميد الظاهري يخطو إلى العالمية بـ «النار والليزر»

أول لاعب سيرك إماراتي: الوظيفة الحكومية لم تحبطني

صورة

شاب إماراتي في مقتبل العمر، يؤمن بأن موهبته ستكون طريقه للوصول إلى العالمية، استثمر عشقه لعالم الليزر والدخان وألعاب الخفة، ليوظفه في رسم البسمة على وجوه كل من حوله من عاشقي السيرك والألعاب البهلوانية، هو«ليزرمان» الإمارات، حميد الظاهري، أول لاعب سيرك مواطن.

انطلق لعالم العروض البهلوانية المرئية والضوئية من منصات التواصل الاجتماعي، ليعرض موهبته في توظيف النار والليزر والأضواء في عروض فنية متكاملة.

من الوظيفة للسيرك

عن تجربته التي تعد جديدة على أبناء المجتمع الإماراتي، يقول حميد الظاهري لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل في الصباح بإحدى الهيئات الحكومية في الشارقة، لم تحبطني الوظيفة ولم تحل دون تحقيق حلمي، ولم تكن عائقاً أمام هوايتي التي أؤمن بأنها طريقي إلى التميز والعالمية، بدأت طريقي في عالم السيرك منذ ما يقارب عامين، حيث كنت قبلها أمتلك شركة لتنظيم الفعاليات، واكتسبت خلال عملي بها مهارات عدة في فنون التعامل مع البشر من كل الجنسيات وبكل اللهجات والثقافات». وتابع الظاهري: «جذبني عالم السيرك، وتعلمت الكثير من الحركات والعروض البهلوانية، التي كنت أتدرب عليها يومياً من خلال مشاهدتي لبعض الفقرات التي تقدم عبر منصة (يوتيوب)، تعلمت الأسرار والأدوات اللازمة لأكون واحداً من مقدمي عروض السيرك الاحترافيين، لكنني وجدت في عروض النار والليزر والأضواء مقصدي الذي خصصت له كل وقتي، لأتعمق أكثر فيه، وحاولت الاطلاع على كل التفاصيل والتطورات التي تطرأ عليه». وأضاف الظاهري أنه «لا ينسى نظرات الاستغراب والاندهاش التي كانت تحيط به في أول عرض له، كونه مواطناً إماراتياً يعمل في هذا المجال»، مؤكداً أنه «لم يلقِ لتلك النظرات بالاً، بل زادته إصراراً وعزيمة على مواصلة ما بدأه من خلال تعلم المزيد، مؤمناً بأن تقبل زائري السيرك لفكرة عمل شاب إماراتي قادم، لكن تحتاج إلى بعض الوقت».

التجربة الأولى

عن تفاصيل تجربته الأولى، يقول أول لاعب سيرك إماراتي إن «تفاصيل أول عرض قام بتقديمه مازالت كل تفاصيلها محفورة في ذاكرته حتى الآن، وكان عبارة عن عرض ضوئي مرئي، حرص على التدرب عليه يومياً، متخذاً من منصة (يوتيوب) مدرباً ومعلماً له حتى تمكن من تطبيق كل ما شاهده على أرض الواقع»، مؤكداً أنه «بعد فترة زمنية قصيرة ازدادت مهاراته وأصبح قادراً على تقديم عروض أخرى أكثر جرأة بجانب الليزر، وكان منها عرض (السيف الناري)، الذي يعد من أخطر الحركات التي ينفذها أمام الجمهور».

زي النينجا والترانسفورمر

«صوت التصفيق ونظرات الإعجاب من الجمهور، وفرحة الأطفال والشباب بمجرد دخولي لساحة العرض، هي القوة التي تمدني بالطاقة الإيجابية التي تجعلني أسخّر حواسي كافة لإبداع عروض جديدة تنال إعجاب من يشاهدها»، هكذا يصف الظاهري عمله، مضيفاً أن عشقه لهذا الفن وإيمانه بما يقدمه جعلاه يتفنن في ابتكار الأدوات التي يعتمد عليها خلال عروضه، حيث يحرص في كل مرة يقدم فيها فقرته (الليزر مان) على الظهور بملابس مختلفة وغريبة يصممها هو بنفسه، ومنها زي النينجا وسيبورغ المضيء، والترانسفورمر.

العروض الحية

الظاهري أشار أيضاً إلى أنه انتقل من العروض عبر منصة التواصل الاجتماعي «إنستغرام» إلى أرض الواقع، بمشاركته عارضاً في المناسبات المختلفة التي تستضيفها أو تنظمها مؤسسات الدولة خلال المناسبات الوطنية الإماراتية، كاليوم الوطني، إضافة إلى عروض خاصة يبتكرها خصيصاً لحفلات أعياد الميلاد، لافتاً إلى أنه شارك في الشهور الأخيرة بالعديد من العروض البهلوانية التي استضافتها قرية التراث في إمارة الشارقة، إلى جانب مشاركته في إحياء ليالي العيد التي قدمها في السعودية، كما يعتز بمشاركته ضمن أول فريق عربي يقدم عروضاً بهلوانية في أوزبكستان.

صعوبات وتحديات

عن الصعوبات التي تواجهه لاستكمال مسيرته في عالم السيرك وتطوير موهبته على النحو الذي يطمح إليه، أوضح الظاهري أنه يعاني أزمة بسبب افتقاره إلى الأماكن المناسبة للتدريب، وعدم وجود مدارس أو نوادٍ خاصة بهذا المجال، كما هو موجود في الدول الغربية، مضيفاً أن منظمي المعارض الكبرى يفضلون الأجانب والطاقات المجلوبة من الخارج على الموهبة المحلية في مثل هذه العروض، وهذا يمنع ظهوره بالمستوى المطلوب كموهبة إماراتية.

وأكمل أنه رغم الإصابات التي تعرض لها في بداية مشواره في عالم السيرك أثناء التدريب، نتيجة جهله ببعض التفاصيل، إلا أن ذلك لم يثنِهِ عن حبه لعالم السيرك، بل حفزه لتعلم الكثير من أسرار هذه اللعبة المثيرة والخطرة.

حلم وطموح

ويحلم «ليزرمان» الإمارات بإنشاء أول «سيرك إماراتي» بطاقات محلية، وصناعة إماراتية للأدوات، وكذلك العارضون والمنظمون ومصممو الديكور والأزياء والأدوات وصانعوها، والفرق الموسيقية الطوافة التي تكون موجودة عادة في عروض السيرك والعروض الأخرى المختلفة.

ويعمل الظاهري حالياً على تخصيص جزء كبير من وقته لدراسة فكرة مشروعه الذي وهب له حياته، وذلك من خلال حضوره عروض السيرك المستضافة في الدولة، وأخذ الملاحظات وتقييمها، طامحاً إلى أن ينجح في تأسيس مدرسة يطرق بابها أطفال وشباب الإمارات، الذين لديهم استعداد لخوض غمار التجربة.

مبدع في كل مرّة

يرى الظاهري أن لاعب السيرك يحتاج إلى الكثير من اللياقة والمهارة في تنفيذ الحركات البهلوانية والتدريب المستمر، للمحافظة على اللياقة البدنية اللازمة لنجاح العرض، وعليه أن يكون مبتكراً ومبدعاً دائماً، ليطل كل مرة على جمهوره بفكرة غريبة تجعل من العرض متجدداً وليس صورة مكررة عن سابقه.

دعوة وشكر

وجّه «ليزرمان الإمارات» الدعوة إلى الشباب الذين يمتلكون مواهب أو قدرات، بعدم التردد في تطويرها، متوجهاً بالشكر لأفراد عائلته وأصدقائه الذين كانوا بمثابة القوة الدافعة التي شجعته على الاستمرار والتمسك بالحلم وتحويله إلى واقع، وحرصوا على أن يكونوا من أوائل المشاهدين لعروضه.


- دخلتُ عالم العروض البهلوانية من منصات التواصل الاجتماعي.

- شاركت بأول فريق عربي قدم عروضاً بهلوانية في أوزبكستان.

- أفخر بلقب «ليزرمان» الإمارات، وأتمنى أن أصل إلى العالمية.

- أحاطتني نظرات الإعجاب والاندهاش، لكنها زادتني إصراراً.

- أعشق عملي وأتفنن في الابتكار لصنع بصمتي المميزة.

- أحلم بـ«سيرك إماراتي» يضم عارضين وعازفين إماراتيين.

تويتر