«دبي هذا الصباح» يحملها من الاقتصاد إلى منصة المنوّعات

دينا برقاوي: الثقافة أهم ما ينقص مذيعات الشاشات العربية

دينا وصفت تجربتها الجديدة بالثرية التي ستضيف إليها الكثير. من المصدر

من منصّة الاقتصاد إلى إطلالة المنوعات الصباحية، انتقلت المذيعة دينا برقاوي، التي نجحت، على مدى أعوام، في أن تتميز في مجال التغطيات الاقتصادية المتنوعة، في برنامج «هاشمال»، لتدخل مرحلة أخرى عبر تجربة تقديم برنامج صباحي منوع على شاشة تلفزيون «دبي» بعيد كل البعد عن مجال تخصصها الأول.

وقالت دينا، في حوارها مع «الإمارات اليوم»، إن الثقافة هي نقطة ضعف مذيعات في القنوات العربية، مشددة على ضرورة أن تنأى المذيعة بنفسها عن التهريج «الفخ الذي يقع فيه عدد من المذيعين حديثي التجربة»، على حد تعبيرها.

ظهور عفوي

وقالت دينا برقاوي: «يمكنني الحديث عن تجربة إعلامية جديدة أخوض غمارها اليوم عبر برنامج دبي هذا الصباح، ولا أنكر أنها مغامرة جديدة تختلف تماماً عن مجال تخصصي، إلا أنها تضيف لي زاداً معرفياً جديداً، وتجربة أراها اليوم مثرية على صعيد العمل الإعلامي».

وتابعت: «سعيدة بكل مراحل هذه التجربة التي لا تخلو طبعاً من الإيجابيات والتجديد ابتداءً من ظهوري الصباحي بشكل أكثر عفوية وتلقائية، ومحاولة الاقتراب من المزاج العام للمتفرج، وطقوس الانطلاقات الصباحية بتفاصيلها اليومية الصغيرة، إلى نوعية المشاهدة التي غالباً ما تتسم ببساطتها، وابتعادها عن النخبوية المتصلة عامة بنوعية البرامج الاقتصادية وجمهورها المختار، والمكون في أكثر الأحيان من رجال الأعمال والمستثمرين، في حين تنفرد البرامج الصباحية المنوعة بانفتاحها على كل شرائح الجمهور، المحلي والخليجي والعربي».

دراسة + خبرة

حول أهمية الدراسة ودورها في صقل مهارات المذيع؛ قالت دينا: «لاشك أن الدراسة الأكاديمية خطوة مهمة، لكن سنوات الخبرة والتجارب المهنية والإنسانية المتعددة للمذيع تبقى الأهم».

وأكملت: «صعوبة العمل في برنامج صباحي تكمن في اعتقادي في معرفة الحدود الفاصلة بين (المسموح) و(المقبول) التي تنأى عن فخ السخافة والتهريج الذي يقع فيه عدد من المذيعين حديثي التجربة، بحكم قلة خبرتهم المهنية؛ لهذا السبب أعتقد دائماً أن الثقافة هي أكثر ما ينقص المذيعات في القنوات العربية بشكل عام، إضافة إلى قلة الإلمام بالموضوع الذي يتطرقن إليه، وتفاصيل الشخصية التي يستضفنها في الأستوديوهات، ومهما كان الإعداد في هذا الصدد قيّماً، فإن الجمهور يقظ وفطن، وقادر على استنباط مواطن ضعف المذيعة وخلفياتها الثقافية والمعرفية».

بدايات

بعد دراستها الإعلام وتخرجها في جامعة الشارقة في عام 2007، وجدت دينا برقاوي فرصتها الأولى في قناة «أورينت»، مضيفة «لقد بدأت مع فريق هذه القناة قبل انطلاقها على الهواء مباشرة، إذ عملت محررة ومراسلة ومعدة، وكذلك مشاركة في الإنتاج وعمليات مونتاج البرامج والفواصل والشارات الإعلانية الخاصة بالقناة المنطلقة آنذاك، إلى أن لاحظت إدارة القناة المهارات المتعددة التي أمتلكها، فقدمت لي فرصة تقديم (مونولوج)، البرنامج المسائي المباشر والمنوع الذي يقترب من طابع البرامج الصباحية من ناحية تنوع الفقرات والموضوعات التي يطرحها، وفي هذه المرحلة بدأ حلم الطفولة البعيدة الذي ارتبط بعملي كمذيعة بالتحقق على أرض الواقع، وكانت سعادتي بهذا الإنجاز لا تضاهى».

بعد هذه التجربة، قررت دينا خوض غمار الإذاعة التي استمرت لمدة عام في إذاعة «بانوراما إف إم»: «وكانت مرحلة رائعة خضت فيها تجربة العمل مذيعة ومعدة ومهندسة صوت على مدار أربع ساعات يومية ثابتة أثثت فيها موجات الأثير عبر برنامج مسائي» مازالت دينا تستذكره ببعض الحنين إلى كواليس الورش الإذاعية التي شهدت أروع فترات حياتها المهنية؛ حسب تعبيرها.

لحظات لا تُنسى

بشيء من الدعابة الخفيفة، تستدعي دينا برقاوي مواقف طريفة واجهتها في «دبي هذا الصباح». وقالت: «يتحدث الجميع وراء الكواليس عن ثقتي المفرطة بالنفس، وعدم شعوري المطلق بالخوف أو الارتباك من المواقف الطارئة والمواقف المفاجئة على الهواء، مثلما حدث في إحدى المرات عندما انكسر أحد مصابيح الإضاءة من دون أن يهتز لي طرف، إذ علمتني تجربتي الإعلامية الانفصال التام عما حولي والتركيز، وعدم التأثر بالأشياء السلبية أو المواقف المفاجئة».

وبعد تجربتها في مجال البرامج الاقتصادية والمنوعات، تأمل دينا برقاوي في أن تقدم برنامجاً خاصاً وصفته بالقول: «أتمنى أن تتاح لي الفرصة الحقيقية لتقديم برنامج يجمع بين الموضوعات الشبابية والأفكار الشاملة، على أن يكون على مستوى إنتاجي عالٍ يضمن تقديم موضوعات متنوعة بأسلوب متميز ومبتكر على صعيد الشكل والمضمون».

وأضافت «لديّ قناعة تامة بأن المذيع الناجح يستطيع تقديم كل أنماط البرامج بطريقة يبرز من خلالها شخصيته الإعلامية وقدرته على ترك بصمته المتفردة على الشاشة».

شريكان في «اللوحة»

تصف دينا علاقتها بالإعلاميين يوسف الخالدي وفيصل صالح، شريكيها المتناوبين في الإطلالة في «دبي هذا الصباح» بالمتقاربة فكرياً، والقادرة على بناء حوار مرن ومباشر يتميز بالتناغم الذي تؤثثه لحظات المرح والفكاهة، ومشاكسات زميلها فيصل المتواصلة والقريبة إلى قلب المشاهد، في الوقت الذي تتسم لحظات التجربة المقابلة مع يوسف، بالحوار القيّم والجاد، الذي تستكمل به دينا رسم اللوحة الصباحية على مدار ساعة تلفزيونية مليئة بالموضوعات المهمة والتقارير المنوعة التي تشارك بإعدادها وانتقائها مع فريق عمل البرنامج على مدار الأسبوع.

حلّة جديدة

لا تنسى دينا برقاوي توجيه رسالة شكر خاصة إلى فريق «دبي هذا الصباح»، في الوقت الذي ترى أن البرنامج لا يقل أهمية ومتابعة عن بقية البرامج الصباحية التي تبث على القنوات العربية الأخرى، مضيفة «أتمنى دائماً أن يستعيد هذا البرنامج ما يستحقه من المشاهدة والاهتمام والمتابعة، خصوصاً بعد انقطاع دام ما يقارب العامين، عاد بعدهما البرنامج بحلة جديدة ووجوه إعلامية متجددة».

• 2007 العام الذي تخرّجت فيه دينا برقاوي، وبدأت بعده مشوارها مع الإعلام.

تويتر