المهرجان يرفع شعار السلام الإنساني

«أبوظبي 2011».. يجمع نجوم الفنون في العالم

المهرجان يستضيف معرضاً تشكيلياً للفنان رشيد قريشي. من المصدر

«لأجل الوئام والسلام الإنساني» يأتي مهرجان أبوظبي هذا العام، ليؤكد على ما تحمله الفنون والثقافة من قوة تعبيرية وقدرة تغيير كبيرة تتعدى كل الحدود والمسافات، وسواءً كانت الفنون عبارة عن إيقاعات وألحان موسيقية مسموعة، أو لوحات، أو فنون أداء أو حتى منحوتات وأعمال فنية جمالية محسوسة، إذ يسعى المهرجان الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وتنطلق فعالياته 19 فبراير، ويستمر حتى الرابع من أبريل المقبل، إلى إبراز حقيقة أن الفنون والثقافة تبقى الرسالة النبيلة والوسيلة الفعّالة لتوحيد الشعوب، وتخطي جميع حواجز الزمان والمكان، وحواجز اختلاف اللغات والعادات والتقاليد.

كعادته.. يحفل المهرجان بالعديد من نجوم الفنون الكلاسيكية من مختلف أنحاء العالم، في ظل مشاركة من دول عدة، منها الأردن والجزائر ولبنان وسورية وإسبانيا وروسيا وفرنسا وأميركا وأميركا اللاتينية. بينما تقدم بلجيكا التي تم اختيارها ضيفة شرف المهرجان هذا العام، مشاركات عدة، ابرزها حفل افتتاح المهرجان الذي تقدمه أوركسترا «والوني الملكية لموسيقى الحجرة»، التي ستعزف مختارات من روائع موزارت، بقيادة أوغسطين دوميه، قائد الأوركسترا وعازف الكمان المتألق، برفقة عبدالرحمن الباشا، عازف البيانو اللبناني الحاصل على العديد من الجوائز العالمية. بحسب ما اوضحته مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، هدى الخميس كانو، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في فندق «قصر الامارات» بأبوظبي بحضور المديرة التنفيذية لمراكز إيواء، سارة شهيل، ورئيسة «twofour54 تواصل»، نورة الكعبي، ومدير إدارة الاتصال الحكومي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عبدالله بطي القبيسي، لافتة إلى تنوّع برامج المهرجان لتشمل العروض الفنية الراقية، واللقاءات الثقافية، ومجموعة من ورش العمل والمعارض المتنوّعة، وغيرها من الأنشطة ضمن البرنامج التعليمي والمجتمعي الذي يضم فعاليات تُنّظم في جميع إمارات الدولة السبع، إذ تمكّن المهرجان على مدى ثماني سنوات من ترسيخ مكانته أحد أبرز الاحتفاليات الفنية والثقافيـة في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وأسهم في جعل أبوظبي منارة مضيئة في مجالي الثقافة والفنون الراقية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

طريق الورد

يحتل الفن التشكيلي مكانة مميزة ضمن جدول المهرجان الذي يحرص كل عام على استضافة أحد كبار التشكيليين في المنطقة، ويستضيف في الدورة الحالية الفنان التشكيلي العالمي رشيد قريشي، في معرضه «طريق الورد»، الذي يمثل مشروعاً بارزاً في مشواره الفني، ويرتكز على الصوفية وعلاقتها بالرقص والموسيقى والفنون، كما أوضح قرشي، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يعرض فيها مشروعه في العالم العربي.

وأشار الفنان الجزائري الذي يعيش في فرنسا منذ 40 عاماً، إلى أن إقامته في الخارج لم تفصله عن جذوره وارتباطه بوطنه الجزائر، وما يتضمنه من فنون وثقافة، معتبراً أن رسومات الكهوف التي توجد في صحراء بلاده، تمثل كنوزاً فنية كثيرة ما يعود لتأملها، لافتاً إلى الفنانين الذين تأثروا بالثقافة المغاربية مثل بيكاسو وماتيز وغيرهما.

ودعا قرشي العالم العربي للعمل على إعادة كتابة التاريخ، واكتشاف ذاته من جديد، عبر نظرته الخاصة بدلاً من الاعتماد على نظرة الغرب المستعمر للعالم العربي، التي لا ترى ما لديه من ثقافات وفنون وقيم.

تراث ثري

من جانبها، كشفت الفنانة الأردنية مكادي نحاس، أن مشاركتها في المهرجان تسعى إلى إبراز الموروث الفني العربي، ليس من خلال تقديمه للجمهور في إحدى أمسيات المهرجان فقط، التي تأتي تحت عنوان «إبداع الشرق: إرث موسيقي، معمار إنساني»، ولكن أيضاً عبر توثيقه في كتاب تشارك في إعداده مع فنانين آخرين، واسطوانة مدمجة سيتضمنان نتاج الجهود التي قام بها فريق من الباحثين في هذا المجال.

وإضافة إلى هذه الفعالية، يسعى مهرجان أبوظبي 2011 إلى تقديم التراث الإماراتي بأسلوب مبتكر، وذلك ضمن العمل المشترك الذي كشفت عنه هدى كانو، خلال المؤتمر الصحافي، والذي يتضمن جمع وتقديم أغاني البحر التي اعتاد الصيادون في الإمارات تردادها خلال عملهم في البحر، وكذلك أغاني الصيادين في مانشستر، وذلك في حوار ثقافي فني نادر.

واضافت كانو: «تشارك في البرنامج التعليمي لهذا العام أكثر من 120 مؤسسة تعليمية، وقد شارك في مهرجان 2010 أكثر من 16 ألف طالب، ويسعدني أن أعلن جائزة مهرجان أبوظبي 2011 للمواهب ستكون من نصيب طالبات كليات التقنية العليا عن تصميمهن للمسرح والأزياء الخاصة بـ«أوبرا الأطفال»، من إخراج دايفيد غودفروا بالتعاون مع أوبرا الكابيتول في تولوز، كما تشارك في البرنامج المجتمعي الذي يرسّخ قيم بلاد الخير، ما يزيد على 35 من المؤسسات المجتمعية من الإمارات السبع». موضحة أن «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، قررت، وكعادتها سنوياً ضمن التزامها الراسخ تجاه تنمية ودعم المجتمع، بالتبرع بعائدات مبيعات تذاكر مختلف فعاليات المهرجان هذا العام، إلى ثلاث جهات تضم مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار في البشر، ومؤسسة (طفل ووعد) لدعم أنشطتها الموجّهة لدعم أطفال فلسطين، وللبرامج التعليمية في المجموعة لدعم تطوير فعاليات ومبادرات مستقبلية جديدة، لتشجيع المواهب المحلية».

برنامج حافل

إلى جانب الفعاليات السابقة، يضم برنامج مهرجان أبوظبي 2011 فقرات بارزة، إذ تحيي الأوركسترا الوطنية الروسية المصنفة ضمن أفضل 20 فرقة أوركسترا عالمية، حفل «بروفنمان وبرامز» بقيادة نيكولا لويزوتي الفائز بالجائزة الأولى لمهرجان بوتشيني، مدير أوبرا سان فرانسيسكو، وقائد أوركسترا طوكيو السيمفونية، بمشاركة عازف البيانو الفائز بجائزة «غرامي» يفيم برونفمان.

أما في الغناء الأوبرالي فيتم إحياء أمسية الأوبرا التي يشترك فيها الباريتون ديمتري هوفرو ستوفسكي الفائز بجائزة مغني العالم من مسابقة كارديف، برفقة السوبرانو الشابة الواعدة إكاتيرينا سويرينا، إضافةً إلى حفل جاز للفنان آل جارو الفائز بجائزة «غرامي» سبع مرات.

ومن الموسيقى إلى الباليه، يقدم المهرجان الباليه المعاصر بأمسيتين: الأولى بمشاركة نجوم الباليه من مسرح الباليه الأميركي ومسرح البولشوي ومسرح مارينسكي، والثانية مع الفنانة الأيقونة سيلفي غويليم بمشاركة مؤدي الباليه العالمي راسيل ماليفان.

ومن الباليه إلى الدراما مع مسرح شكسبير غلوب لأول مرة في العالم العربي، إذ يقدم المهرجان رائعة شكسبير «ماكبث»، بتكليف حصري من مهرجان أبوظبي ،2011 ويوم المواهب الشابـة الذي يعرّف الجمهور بالطلاب الذين أشرف على تدريبهم وإنجاز معزوفاتهم الموسيقية ماثيو بارلي وفرقته الموسيقية ''Between the Notes'' كمقدمة لإنجاز مقطوعات «أغاني الصيادين في الإمارات» و«الأغاني التقليدية لمدينة مانشستر» بالتعاون مع مهرجان مانشستر الدولي.

كما يقدم مهرجان أبوظبي للمرة الثانية تعاونه الفني مع أوبرا متروبوليتان نيويورك، إذ تُقدّم، في بث بتقنية عالية الجودة من نيويورك، عرض لوتشيا دي لاميرمور حيث تتألق السبرانو والممثلة المبدعة نتالي ديساي.

تويتر