في «الخور» و«الفهيدي» و«متحف الاتحاد»

«أيام الشندغة».. جولات للزوّار بين الماضي والحاضر

صورة

يشكل التراث الثقافي لدبي جزءاً لا يتجزأ من هويتها الحضارية، متجسّداً في العديد من المعالم التاريخية الناهضة على أرض هذه الإمارة التي تنبض بالتاريخ والتراث والحياة. وتعدّ المتاحف والبيوت والأسواق القديمة من أهم تلك المعالم التي تبرز أصالة المدينة وتاريخها العريق، الذي يستحق استكشاف معالمه الآسرة، والتعرف إلى ما يفيض به من قيم إنسانية، والاستفادة من دروسه وحكمه.

من هنا، تسلط هيئة الثقافة والفنون بدبي (دبي للثقافة) الضوء على بعض أبرز المواقع التاريخية والتراثية في الإمارة، من خلال فعاليات «أيام الشندغة»، التي تنظمها للمرة الأولى في حي الشندغة التاريخي، عبر باقة من الجولات التي أعدتها للزوّار، بهدف إثراء معارفهم، وإضفاء المتعة على تجاربهم في هذا الحدث الثقافي المميز. وبناءً على طلب الجمهور، أعلنت هيئة الثقافة والفنون بدبي (دبي للثقافة) عن تمديد مدة فعاليات «أيام الشندغة» حتى تاريخ 20 الجاري.

«الخور» مهد دبي وقلبها

ذاكرة دبي الثقافية وتقاليدها حاضرة في قلب «متحف الشندغة»، الذي يتربع على ضفاف الخور، وفي جولة عبره يبحر الزائر في أروقة الذاكرة للتعرف إلى ماضي الإمارة الساحر. وتم تطوير المتحف في إطار مبادرة لتحويل منطقة الشندغة التاريخية إلى مركز إقليمي للثقافة والتراث. ويروي «متحف الشندغة»، من خلال مقتنياته ومعروضاته، قصة عميقة عن إبداع الإنسان وعزيمته القوية على تحقيق الأهداف التي وضعها نصب عينيه، متجلّية في ما وصلت إليه دبي اليوم من تقدم وازدهار، ففيه يمكن استكشاف التراث الغني للثقافة الإماراتية الحقيقية وأصولها.

عالم العطور

يمضي بيت العطور بزوّاره في رحلة يلفّها عبق العطور، للتعرف إلى التقاليد القديمة لعالم العطور الأخاذ، ولاستكشاف بعض المكونات والروائح الفريدة التي تستخدم كأساسيات لصنع العطر الإماراتي. كما يجوب بهم عبر تاريخ صناعة العطور في المنطقة، من خلال عرض قطع أثرية تعود إلى حقب زمنية تتدرّج من غابر العصور حتى عصرنا الراهن.

«متحف الاتحاد»

وفي جولة أخرى، تطوف «أيام الشندغة» بزوّارها في أرجاء «متحف الاتحاد»، الذي يقع في دار الاتحاد، حيث تم توقيع دستور الدولة في عام 1971. وقد صُمم مبنى الاستقبال المبني على شكل منحنى مستوحى من شكل ورقة الدستور، ويضم سبعة أعمدة ترمز إلى الأقلام التي استُخدمت للتوقيع على الوثيقة. ويضم المتحف مجموعة من المناطق التفاعلية التي تتيح للزوّار اكتشاف تاريخ الدولة، ملقية الضوء على تطوّر الإمارات، وتحديداً خلال الفترة بين 1968 و1974 من خلال الصور والأفلام، ويعرض المتحف معرض «الوالدان المؤسِّسان»، الذي يضم مجموعة من الصور التي لم يسبق رؤيتها من قبل، للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما.

«حي الفهيدي»

تتيح الجولة في «حي الفهيدي» التاريخي فرصة لمعايشة نمط الحياة التقليدية، الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن الـ19 وحتى سبعينات القرن الـ20، حيث تستقبل الزائر المباني ذات البراجيل الشامخة المشيّدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني والجص وخشب الساج والصندل، وسعف وجذوع النخيل، متراصة بشكل تلقائي تفصل بينها الأزقة و«السكيك» والساحات العامة، ما يضفي على الحي تنوعاً جمالياً طبيعياً. وتنتشر في أرجاء الحي المقاهي والمطاعم والنُزُل ذات الأجواء التراثية الخلابة والمريحة.


- ذاكرة دبي الثقافية وتقاليدها حاضرة في قلب «متحف الشندغة»، الذي يتربع على ضفاف الخور.

- قصة عميقة عن إبداع الإنسان وعزيمته القوية على تحقيق الأهداف التي وضعها نصب عينيه.

تويتر