تسلّم الدكتوراه الفخرية من جامعة «أتونوما مدريد»

حاكم الشارقة: لن أكفّ عن القراءة والكتابة في التاريخ طوال العمر

صورة

أعرب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن سعادته وشكره لترشيحه ومنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المستقلة (أتونوما مدريد)، مؤكداً أن التكريم من هذه الجامعة المشهود لها بالتميز، هو مصدر اعتزاز مدى الحياة.

سلطان القاسمي:

«التكريم من هذه الجامعة المشهود لها بالتميز مصدر اعتزاز مدى الحياة».

جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها، أول من أمس، ضمن الاحتفال الرسمي المقام في الجامعة تقديراً لجهوده في دعم الثقافة، بحضور رئيس الجامعة وعمداء الكليات وبعض القيادات الأكاديمية والسياسية في إسبانيا.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: «قد يعرف بعضكم أنني أقرأ وأكتب عن التاريخ منذ فترة طويلة. وأعتقد أن ذلك يجري في دمي، ولن أكف عنه طوال العمر. وقد قرأت عن فترات كثيرة من تاريخ إسبانيا وشعوبها على مر العصور، وشعرت بالانبهار في بعضها، والحزن في بعضها الآخر. وحينما تقابلت مع البروفيسور أرتورو موراليس، من جامعتكم، وبصحبته سفير إسبانيا في دولة الإمارات، لدعوتنا لحضور حفل اليوم؛ تمنى البروفيسور موراليس أن تحتوي كلمتي خلال الحفل على قصيدة شعرية باللغة العربية. وتبين أثناء اللقاء أنه مُطّلع على بعض ما كتبناه حول مواقف وأحداث متعددة قرأنا عنها أو عاصرناها».

رافائيل جاريسي:

«لضيفنا المكرم هذا اليوم دور أساسي ومهم في تأسيس العلم ونشره».

وأكمل سموه «كان ردنا أننا سنفكر في الأمر، وأخبرناه أن القصائد الشعرية الجميلة لابد أن تعبر عن مشاعر وأحاسيس مؤلفها، حتى ولو كانت متعلقة بأحداث ومواقف حدثت منذ قرون عدة. ولتقديرنا لجامعتكم والحضور الكريم استجبنا له، وها هي قصيدتنا اليوم:

أتونوما مدريد برتب المعالي .. دعتنا للتكريم فلبينا بامتثالِ

معاهدُ التعليمِ جلّ همّها .. لحقيقةِ العلمِ لا ضرباً من خيالِ

ولا بهوى النفسِ ولا .. بهضِم الحقِ أو بذلٍ بمالِ

رعاةُ العلِمِ سأروي لكمُ .. حكايةَ التاريخِ دون ضلالِ

لقد أقام القوطُ في دياركمُ .. سنينَ بلا ذمةٍ أو إلالِ

وأضحت غرناطةُ فتاةً لعوباً .. تتراقصُ على تلك التلالِ

وكان قومي يومَها غزاةً .. فوقعت اللعوبُ في شَركِ الحبالِ

وقرت الفتاةُ في قصورٍ بها .. فَساقي تُسقى من خوابي الجبالِ

وتشربت مِنا علوماً فنوناً .. فكانت في الدُنىَ مضربَ الأمثالِ

ولما سعى قومَكمُ للتوحيد يوماً .. قبلنا التوحيدَ بشرطِ المنالِ

لعهودٍ ووعودٍ وحَمِى .. ذهبت بها ذارياتُ الرمالِ

دعاةُ العلم اليوم جئتكمُ .. حاملاً حجتي دون جدالِ

فإن أنصفتموني جل سعيكمُ .. وما ظني بينكم ظنونٌ باحتيالِ».

وكانت مراسم تنصيب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالدكتوراه الفخرية، قد بدأت بكلمة للدكتور رافائيل جاريسي ألاركون، رئيس جامعة مدير المستقلة - أوتونوما مدريد - استعرض في مقدمتها سيرة صاحب السمو حاكم الشارقة العلمية والتعليمية والعملية، وإنجازات سموه على صعيد البحوث التي من شأنها الارتقاء بالبشرية. وأضاف «لقد لعب صاحب السمو حاكم الشارقة - ضيفنا المكرم - هذا اليوم دوراً أساسياً ومهماً في تأسيس العلم ونشره في بلده وخارجها، ورغم كون العلم والسلطة طريقين متضاربين، إلا أن سموه من الشخصيات القليلة التي استطاعت التوفيق بين الميزتين».

بعدها دُعي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لبدء مراسم تنصيب الدكتوراه، وقرأ رئيس الجامعة البيان الرسمي للمناسبة: «بكل ما لدى سموكم من مزايا يقر المجلس الأعلى للجامعة تنصيبكم بالدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المستقلة (أتونوما مدريد)، واسمحوا لي بأن أضع لكم القلنسوة، المثل الرمزي لمقام معرفتكم وعلمكم وحكمتكم، كما أقدم لكم هذا الخاتم كرمز للتآخي بين أعضاء طاقم هيئة التدريس في الجامعة، وأتقدم لكم بالقفازات البيضاء التي تمثل المكانة العلمية والنزاهة والكرامة، وأهديكم يا صاحب السمو كتاب (العلم) وأود أن تحتفظوا به كذكرى - على الرغم مما لديكم من علم ومعرفة - فهو عرفان لمن أمدوكم بالمعارف التي تتحلون بها اليوم».

في مكتبة الإسكوريال

زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، مكتبة الإسكوريال الإسبانية، في العاصمة مدريد.

واستهلّ سموه زيارته بالتجول في أروقة مباني الإسكوريال، المكوّنة من القصر الملكي، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من المباني الأخرى، وتعدّ من أهم الصروح الملكية في أوروبا، لضخامتها ومحتوياتها الفنية، ومكتبتها.

واطلع سموه على القاعة الرئيسة للمكتبة، إذ تعرف إلى محتوياتها من مجسمات جغرافية ومجلدات وكتب في مختلف العلوم واللغات، ووسائل الحفاظ عليها، ما جعلها تصبح إحدى أهم المكتبات من حيث قدم وقيمة محتوياتها.

تويتر