بمشاركة هيئات ومؤسسات ذات صلة بصون التراث الثقافي غير المادي

يومان مع «السدو» و«الصقارة» في منارة السعديات

الورشة الأولى تناولت مستجدات إعداد التقرير الدوري حول عنصر «السدو». من المصدر

بعد يومين مع تراث «السدو» و«الصقارة»، اختتمت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ورشتي عمل، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، حول عناصر من التراث الوطني المدرجة على قوائم التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، بمشاركة هيئات ومؤسسات حكومية وغير حكومية ذات صلة بصون التراث الثقافي غير المادي.

ونظمت الورشتان في منارة السعديات خلال 10 و11 سبتمبر الجاري، وتناولت الأولى مستجدات إعداد التقرير الدوري حول عنصر «السدو»، المدرج على قائمة التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل لـ«اليونسكو».

ويعدّ «السدو» أو حرفة النسيج التقليدية من أبرز الحرف التي لعبت دوراً أساسياً في البيئة الصحراوية، ومثالاً يعكس كفاح الإنسان البدوي للتأقلم مع البيئة القاسية، والانتفاع بمواردها الطبيعية المتوافرة، إلى جانب المساهمة الاقتصادية القيّمة التي تقدمها للمجتمع.

كما تظهر هذه الحرفة براعة المرأة الإماراتية، وقدرتها على إضفاء لمسات جمالية إلى منسوجاتها، والدور الكبير الذي لعبته في الحياة الاجتماعية والاقتصادية قديماً.

وأدرجت حرفة «السدو» على قائمة التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل لـ«اليونسكو» عام 2011، في خطوة لتضافر جهود مختلف الأطراف المعنية، لضمان استمرارية هذه الحرفة بطريقة ملائمة ثقافياً بالتعاون مع المجتمعات المحلية.

تحديث ملف

أما ورشة العمل الثانية فخصصت لتحديث ملف الصقارة الدولي المسجل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لـ«اليونسكو»، وذلك في ضوء انضمام كل من بولندا، وكرواتيا، وهولندا، وسلوفاكيا لملف الترشيح، ليصل بذلك عدد الدول المشاركة فيه إلى 22 دولة، وهو أحد أهم الملفات المشتركة التي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لـ«اليونسكو»، لتحقيقه مبادئ التعاون الدولي بين ثقافات وشعوب مختلفة، ونجاحه في رفع الوعي بأهمية تنوع التراث الثقافي، سواء بين الممارسين أو الجمهور. وقدم ملف الصقارة في مؤتمرات عديدة كأحسن نموذج لملف دولي مشترك يعكس تعاوناً كبيراً بين الأمم، وينمي الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي في مجتمعات عدة عبر العالم.

مصدر فخر

من جهته، قال مدير إدارة التراث المعنوي في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سعيد حمد الكعبي: «نواصل التزامنا بتعزيز ودعم الجهود المتعلقة بحفظ التراث الثقافي غير المادي في الدولة، لاسيما العناصر الوطنية المدرجة على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، التي أصبحت تكتسب أهمية خاصة عالمياً، إذ نعمل مع المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية على تعزيز الوعي بهذه العناصر لضمان استمراريتها، ونقل المعارف والخبرات المتعلقة بها إلى الأجيال الجديدة، باعتبارها مكوناً مهماً ومميزاً للمجتمعات والأفراد الذين يمارسونها، ومصدر فخر وطني لأبناء الدولة». وتحرص دولة الإمارات على تسجيل تراثها الوطني في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي لـ«اليونسكو»، المنبثقة عن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي اعتمدتها «اليونسكو» عام 2003، إذ نجحت في إدراج كل من: (الصقارة، التغرودة، العيالة، الرزفة، المجلس، القهوة العربية، والعازي) في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، إلى جانب إدراج عنصر «السدو» في قائمة التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل. فيما لايزال العمل جارياً لتسجيل المزيد من عناصر التراث على قوائم «اليونسكو» بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والجهات الحكومية والأهلية ذات الصلة. وتقوم منظمة اليونسكو بدور ريادي في التعريف بثقافات الشعوب، وتراثها الأصيل، بهدف مساعدة الدول على حماية وتعزيز تنوعها الثقافي، من خلال اعتماد التدابير والإجراءات اللازمة لصون هذه الثقافات.

«حمدان لإحياء التراث» يشارك بورقة عمل

قدم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، خلال مشاركته في الورشة، ورقة عمل عن صون وحماية الرياضة التراثية «الصيد بالصقور».

وتضمنت الورقة جوانب عدة تبرز دور المركز في حفظ وصون التراث الثقافي غير المادي في الدولة، منها تنظيم بطولات تراثية، بما فيها الصيد بالصقور، لحماية تراث الإمارات، وتعزيز تواصل الأجيال بممارسة هذه الرياضات والمحافظة على الصقارين وتوفير البيئة المناسبة لهم، وإعداد وتمكين جيل من الناشئة لممارسة هذه الرياضة، ونشر الوعي حول أهميتها ودورها في المجتمع.

وعن المشاركة في الورشة، قالت مديرة إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فاطمة بن حريز: «يسعدنا التعاون مع المؤسسات والجهات الحكومية في الدولة، لنسهم بدورنا في عملية الصون، وفقاً للأطر الدولية وترسيخ منظومة إحياء وحفظ التراث على كل الصعد والمجالات، سواء عبر الرياضات والفعاليات والأنشطة والورش التراثية أو اللهجة والمفردات المحلية والقيم الاجتماعية، ورفد الساحة العلمية بالأبحاث والدراسات».

تويتر