أكثر من مليوني قطعة عُرضت منذ الافتتاح

«موزي دي كونفلويونس».. تحفة معمارية تجمع قصص حضارات العالم

صورة

تعد ليون ثاني أكبر منطقة حضرية في فرنسا، ومنافسة باريس ثقافياً إلى جانب نيويورك وشيكاغو اللتين تمتلكان متحفاً مشابهاً لـ«موزي دي كونفلويونس»، وباحتضانها هذا المتحف تحمل ليون على عاتقها مهمة زيادة الوعي الثقافي لسكان المدينة وزوارها، ومنحهم منفذاً لعالم يزخر بالقصص التي رافقت التطور الإنساني، فضلاً عن أن تصميم المتحف بحد ذاته يدعم سياسة الدولة الفرنسية في تعزيز التراث العالمي، والمشاركة في توثيق أهم مراحل الحضارة الإنسانية.وبموقعه الفريد على ملتقى نهري الرون والسون اللذين يشقان مدينة ليون الفرنسية، يعد «موزي دي كونفلويونس» مَعلماً أساسياً من معالم المدينة بشكله المعماري الفريد من نوعه، ومحتوياته المتنوعة التي تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، وتحكي قصص أصل الإنسانية وحضارات الشعوب من مختلف قارات العالم. أول معرض في المتحف عن القصص التي شكلت العالم، حيث يجيب على الأسئلة الشائعة التي تخطر ببال أي شخص عن أصل الحضارات بطريقتين: الأولى بأسلوب علوم الطبيعة وتعود بالزائر إلى زمن الانفجار العظيم الذي يظن بعض العلماء أن الكون تشكل منه، وكيف نشأت وتطورت الحياة على الأرض خصوصاً البشر، والثانية تتتبع قصص الأساطير الشعبية وتعرض الأدوات التي استخدمتها شعوب العالم، وتعطي لمحات عن أسلوب حياتها وطريقة تفكيرها. يتناول المعرض الثاني قصة المخلوقات التي تسكن الأرض، بادئاً بطرح سؤال عن الهوية البشرية وعلاقاتها وتلاقيها مع المخلوقات الأخرى على الكوكب. يطرح هذا المعرض أسئلة عن كيفية رؤية البشر لكوكبهم، وأشكالهم واندماجهم وتعايشهم، وإسهاماتهم لتطوير الحياة عليه. والمعرض عبارة عن شبكة معقدة من عناصر الحياة يحاول رواد المتحف إيجاد أنفسهم فيها ويتفكرون في طرق تأثيرهم في النظام البيئي. كما يضم المتحف معرض المجتمعات الذي يسرد قصصاً عن التبادل التجاري والثقافي بين شعوب الأرض، فقد سعى كثير من الشعوب إلى استكشاف الأراضي المجاورة والبعيدة مدفوعة بغريزة التواصل البشري. هذا المعرض مصمم على شكل مسرح يعرض العناصر التي استندت إليها المجتمعات البشرية لتعيش وتؤدي أدوارها في الحياة، مثل: التنظيم والتبادل والتصنيع، فيرى الزائر هنا أدوات من حضارات عدة تساعد على فهم أساليب الحياة عبر العصور. المعرض الرابع عن الأبدية وتصورات حياة ما بعد الحياة، ويطرح أسئلة عن قاهر البشرية الأكبر: الموت. يرى الزائر فيه مختلف التصورات عن شكل الحياة الأخرى في حضارات عدة مثل الإفريقية والفرعونية، وحضارات أميركا الجنوبية وغيرها.ويحوي المتحف عرضاً لشعب الكيلاش الذي يسكن المرتفعات الجليدية الشمالية من باكستان، ويتمتع هؤلاء بعلاقة مقدسة مع الطبيعة، ويبلغ تعدادهم 3000 نسمة، ويشتغلون بالرعي والزراعة، ويؤمنون بالأرواح الخفية. كما يمر المتحف على المعتقدات الفكرية السائدة في الحضارة اليابانية خصوصاً الإيمان بوجود أشباح، حيث تؤدي فئات من الشعب الياباني طقوساً روحية تتمثل في ارتداء أقنعة يعتقدون أنها تحميهم وتجلب لهم الثراء والسعادة. ويتتبع هذا القسم من المتحف الرابط بين الصور الحديثة التي التقطها المصور تشارلز فريغر والتي تستعرض أفراداً يغطون وجوههم بأقنعة، وبين مقتنيات المتحف من الآثار اليابانية. ومن أهم المعارض الإنسانية في المتحف ذلك الذي يحكي قصة قبائل الطوارق في الصحراء الكبرى بشمال إفريقيا، والطوارق اشتهروا بالصناعة والشعر والموسيقى، وهم حسب المعرض يعيشون أسلوب حياة يتعرض لتحديات اجتماعية وسياسية ومناخية واقتصادية. وبعكس الصورة التي رسخت في ذهن الإنسان الغربي، نجح مجتمع الطوارق الحديث في الترويج لصورته الجديدة التي تمزج بين الحداثة وتحترم الهوية والقيم وأسلوب الحياة، ويقدم المعرض مجوهرات ومشغولات يدوية وقصائد شعرية مغناة.وصمم هذه التحفة المعمارية شركة هيميلبلو النمساوية بكلفة 180 مليون يورو، وبحسب موقع ويكيبيديا فقد اقتربت الكلفة من 300 مليون يورو، ويجمع التصميم بين شكلي سحابة ومركبة فضائية ويقع على طرف شبه جزيرة تطل على إحدى أجمل المناطق الفرنسية: ملتقى نهري الرون والسون. وهو متحف يستحق الزيارة إن كنت تخطط للذهاب إلى ليون، فالمقتنيات والمعروضات تستحق التوقف والتأمل فيها، وكذلك المبنى يستحق أن تمشي فيه وتستمتع بأشعة الشمس الدافئة التي تدخل من خلال السقف المصنوع من الزجاج في أجزاء كبيرة منه، وإن كنت من عشاق التصوير والمعمار فهو يستحق التوقف والطلب من أحد القائمين عليه ليجيب على أي أسئلة ترد في ذهن الزائر. يغطي المتحف مساحة 238 ألف قدم مربعة، 6500 منها مخصصة للمعارض. ويحتوي المتحف على تسعة معارض، أربعة منها دائمة وخمسة متغيرة، ومسرحين ومحل هدايا ومطعم. بلغ عدد القطع المعروضة في كل المعارض منذ افتتاح المتحف في ديسمبر 2014 حتى اليوم أكثر من مليوني قطعة، وجرى تمويله من حكومة الإقليم المحلية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


9 معارض

يغطي المتحف مساحة 238 ألف قدم مربعة، 6500 منها مخصصة للمعارض. ويحتوي المتحف على تسعة معارض، أربعة منها دائمة وخمسة متغيرة، ومسرحين ومحل هدايا ومطعم، وبلغ عدد القطع المعروضة في كل المعارض منذ افتتاح المتحف في ديسمبر 2014 حتى اليوم أكثر من مليوني قطعة، وجرى تمويله من حكومة الإقليم المحلية.

أول معرض في المتحف عن القصص التي شكلت العالم، ويجيب على الأسئلة الشائعة التي تخطر ببال أي شخص.

صمم هذه التحفة المعمارية شركة هيميلبلو النمساوية بكلفة 180 مليون يورو، وبحسب «ويكيبيديا» 300 مليون يورو.

تويتر