استقبل سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. وافتتح معرض «صدى القوافل»

سلطان القاسمي: الكنوز التي تخرج الآن من «المملكة» تثري الفكر العربي

صورة

رحّب صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، قائلاً: «نرحب بالأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي شرفنا في هذا اليوم، ولم يشرفنا بنفسه فقط، وإنما شرفنا بعلمه ومعرفته، وما يحتويه الذين معه من علم ومعرفة، وأنا كشخص باحث في تاريخ المنطقة قديماً، في هذه اللحظات الدقيقة، كنت قد استفدت الكثير، وأتمنى أن أدرس كل ما جاء في هذا المعرض من الناحية التاريخية، ومن ناحية الطرق التجارية، وأنا من الذين كتبوا في هذا المجال، ليس على الأرض وإنما كتبته في البحر، فالآن إن شاء الله أكمل هذه المعلومات الموجودة، أي وجدتُ ضالتي هنا».

جاء ذلك، لدى افتتاح سموّه معرض «صدى القوافل.. مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام»، التي تقام فعالياته بمتحف الشارقة للآثار، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وأشار صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى أن «هذه المعارض ترتقي بالذوق الإنساني، لما تحويه من معلومات عن أسلافنا الذين كانت لهم، ليست فقط تجارة، وإنما اقتناء، والملاحظ هنا في هذه اللغة الموجودة، إنهم لديهم الذائقة الموسيقية، الذائقة الراقصة، وذائقة اللعب بالدُمى، وهذه كانت في الدول المتحضّرة، وليست بدائية، فالبدائية لا تعطي شيئاً».

وأضاف سموّه: «هذا المعرض، وأشباه هذا المعرض والكنوز التي تخرج الآن من المملكة العربية السعودية، إنما تثري الفكر العربي الذي لا يقول إننا أتينا من البداوة، والبداوة ليس لها شيء، هذه الحضارة والبداوة جزء منها، والبداوة ليست عيباً، وإنما البداوة هي القيم الموروثة التي يلتزم بها الإنسان، ولذلك نتمنى إن شاء الله أن تنتهي هذه الاكتشافات إلى مزيد من هذه العلوم».

وقال سموّه: «أنا سعيد بهذا اليوم بما شاهدته، وما سأشاهده، وأتمنى التوفيق للعاملين في هذا المجال، وعلى رأسهم الأمير الأخ سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ونتمنى له التوفيق في هذا المجال، الذي لم يستطع أحد أن يواكب فيه بهذه المواكبة التي استمرت الآن أكثر من 10 سنوات، عملاً دؤوباً ليس في مجال إخراج التراث من الأرض، وإنما كذلك إحياء التراث الذي على الأرض، فمثل هذه المناطق وهذه الحواضر الذي يعيدها مثل ما كانت، ونتمنى إن شاء الله أن نزورها، ونرى ما يقوم به، ونحن لا نملك إلا الدعاء والتوفيق له وللذين يعملون معه».

وثمّن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، حضور صاحب السموّ حاكم الشارقة للمعرض وافتتاحه، مشيراً إلى أن تكريم سموّه بالحضور هو زيارة لشخصية عالمية، فسموّه رجل الثقافة، والمعرفة، والعلم، ورجل التاريخ.

ولفت الأمير سلطان بن سلمان، إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مجال التراث والآثار، ومجالات استعادة الآثار، وتدريب أجيال جديدة من الآثاريين، وعمليات التطوير الشاملة للمتاحف، وإنشاء وحدات جديدة منها، ما يسهم في تعريف العالم بالتراث الضخم الذي تضمه المنطقة، كونها ملتقى حضارات موغلة في القدم.

وتجوّل صاحب السموّ حاكم الشارقة، والأمير سلطان في مختلف أقسام المعرض التاريخي، الذي يضم 50 قطعة أثرية مكتشفة في المملكة العربية السعودية، تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور، وتكشف عن الروابط التاريخية العميقة والتقاليد والعادات المشتركة بين أبناء منطقة الجزيرة العربية. ويستمر المعرض حتى 31 يناير المقبل.

وطاف سموّه على أقسام المعرض، متعرّفاً سموّه خلال جولته، إلى تواريخ القطع المعروضة، وأهميتها الفنية والتاريخية والعلمية في قراءة ودراسة وتحليل تاريخ التجارة، وطرق القوافل والآثار في شبه الجزيرة العربية، إضافة الى أماكن اكتشافها التي تسرد جزءاً مهماً من تاريخ المنطقة وثقافتها والعلاقات بين سكان المناطق في ذلك الوقت.

ويتضمن المعرض ست قطع أثرية من مقتنيات متحف الشارقة للآثار اكتُشفت في أهم المواقع التاريخية في الشارقة، وهي: مليحة ومويلح وجبل البحيص، التي يعود تاريخها إلى فترة تراوح بين 2000 سنة قبل الميلاد وعام 300 بعد الميلاد.

وتُعد المجموعة الأثرية المعروضة من المملكة العربية السعودية ذات أهمية تاريخية وفنية، وتم اكتشافها في مناطق تاريخية مهمة في ذلك الوقت، تشمل مواقع نجران، والعلا، وتيماء، التي تعدّ بمواقعها الجغرافية محطات توقف على أهم الخطوط التجارية الرئيسة، حيث كان المسافرون وقوافل التجار يقصدونها وهم محملون بالبضائع المختلفة، مثل البخور والأواني الفخارية، وغير ذلك من المصنوعات الحرفية. كما كان المسافرون على الطرق التجارية القديمة يعبرون نجران في جنوب الجزيرة العربية، في طريقهم إلى موقع العلا، الذي شكّل نقطة ربط بين المدن والمناطق في الجنوب، والمراكز الثقافية الكبرى في أقصى الشمال، بينما كان موقع تيماء نقطة عبور رحلاتهم إلى بلاد الرافدين.

وتتضمن قائمة القطع الأثرية التي ستعرض للجمهور منحوتات غنية بالتفاصيل من البرونز للماعز والإبل، ومذبح من الحجر الرملي، ينتهي بمجسم لرأس ثور له قرنان، ومفتاح من البرونز، ومباخر بتصاميم متنوّعة، وعدد من التماثيل، إضافة إلى مجموعة من الجرار والأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام.

ويقدم المعرض لمحة عن السُّبل التي كان يتبعها أبناء القرى والمدن، في مختلف أرجاء الجزيرة العربية، للتواصل والتبادل التجاري في ما بينهم.


المعروضات تكشف عن الروابط التاريخية العميقة، والتقاليد والعادات المشتركة بين أبناء منطقة الجزيرة العربية.

يقدم المعرض لمحة عن السُّبل التي كان يتبعها أبناء القرى والمدن، في مختلف أرجاء الجزيرة العربية، للتواصل والتبادل التجاري في ما بينهم.

تويتر