خلال أمسية نظّمها معهد الشارقة للتراث

الكتبي والزري يستعيدان رمضان الزمن الجميل

الأمسية شهدت حضوراً لافتاً. من المصدر

نظم معهد الشارقة للتراث أمسية رمضانية، في مقر مجلس ضاحية واسط، أول من أمس، بحضور الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، ورئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، ضمن برنامج المعهد الفكري والثقافي الرمضاني، حول عادات رمضان في الماضي، وتحدث في الأمسية التي أدارها الباحث والأكاديمي في المعهد الدكتور عادل الكسادي، الراويان سالم سعيد بن معيل الكتبي، وراشد بن ناصر عيسى الزري.

وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «يسعدنا تنظيم مثل هذه الأمسيات الرمضانية الاجتماعية، ضمن برنامج المعهد الفكري الرمضاني، والتي تشكل فرصة لنا للقاء المسنين، وتعميق أواصر الترابط معهم، إضافة إلى تناول مجمل الممارسات الثقافية والطقوس الدينية التي كانت تصاحب الاحتفال بحلول الشهر الكريم، ونمط المعيشة والحياة في كنفه، وترقب ليلة القدر، والألعاب الشعبية والأكلات التراثية التي كانت ومازالت شائعة في المجتمع الإماراتي، وصورة رمضان في الذاكرة، وما تختزنه من ذكريات ومعلومات غنية، تحيل إلى رمزية الاحتفاء بالشهر ومكانته في نفوسنا جميعاً».

مدفع «الرقاص»

وتطرق الراوي الكتبي إلى رمضان في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكيف كان الناس يتعاملون معه، والاستعداد له واستقباله، موضحاً أن رمضان في تلك الأيام كان مختلفاً في كثير من التفاصيل، ففي تلك المرحلة كان الناس ينتظرون الإعلان عن رمضان من خلال مراقبة الشهود لهلال رمضان، وعلى إثر ذلك يتم الإعلان عن حلول الشهر الفضيل من خلال مدفع يتميز بصوته العالي، وكان المدفع يسمى الرقاص، يسمعه الناس عن بعد، في مناطق أخرى.

وتابع الكتبي: «كانت موائد الإفطار الرمضاني في الماضي بسيطة، وعكست نوعاً من التعاون المجتمعي في الاستعداد والتجهيز والطبخ، وكانت الموائد غالباً مكونة من العيش والطحين، في حين لم تكن اللحوم متوافرة بكثرة كما هي الحال هذه الأيام، وعندما يتوافر اللحم لسبب أو لآخر، غالباً ما يوزع على الأهل والجيران والأصدقاء وسكان الفريج، وكانت تلك الأيام تشهد تبادل وتوزيع الطعام على بعضهم بعضاً».

وأضاف الكتبي «أما الحلويات فكانت تأتي بعد صلاة التراويح، حيث يتجمع الرجال في مكان ما في منطقة الفريج، ويتناولون تلك الحلوى كاللقيمات وغيرها، في سهرة بسيطة محببة، ثم يغادر كل شخص إلى منزله من أجل الاستعداد للسحور، لقد كانت أياماً جميلة».

تفاصيل

من جانبه، تحدث الراوي الزري عن الشهر الفضيل في الماضي، خصوصاً عن طقوسه في منطقة الحيرة والهلال، واستعاد الطقوس الرمضانية، في سردية لاقت تفاعل الحضور، إذ تطرق إلى تفاصيل شدت الحضور إلى الماضي، وعبروا عن إعجابهم بطقوس رمضان تلك الأيام.

واستحضر الكثير من المشاهد والأحداث من الذاكرة، بما فيها مشاعر الطفولة في رمضان، وكيفية استعداد الناس لاستقبال رمضان، وبشارة هلال رمضان.

يشار إلى أن الراوي سالم سعيد بن معيل الكتبي ولد في عام 1948، في منطقة واسط، ولخبرته الطويلة والقديمة في دروب وطرق الشارقة أصبح ملماً بالخارطة الطوبوغرافية للشارقة، وحافظاً لمواقع آبار المياه العذبة (الطواية) والمزارع ومواقع المقابر والأسواق وأصحاب البيوت، وعاصر مراحل إنشاء المحاكم والدوائر الحكومية، ويعتبر من رواد المعرفة بالتطور الحضري للشارقة في الفترة الانتقالية ما قبل إنشاء دولة الإمارات، لخبرته في الطرقات والمواقع المهمة.

أما راشد بن ناصر عيسى الزري فولد في منطقة الحيرة بالشارقة، وبدأ حياته العملية مبكراً مع والده في حرفة صيد السمك، ثم سافر إلى الكويت للعمل، كما سافر إلى الهند والبصرة. ويحتفظ الزري بمعارف تراثية واسعة عن البحر وأنواع السفن والأسماك والسفر البحري، كما أن له ذاكرة ممتازة عن ذاكرة الشارقة المكانية من مساجد وآبار ومعالم تراثية قديمة.

تويتر