«آلات موسيقية».. عزف من زمن بعيد

يتميز معرض آلات الموسيقى الميكانيكية الذي أقامه غاليري «فينديميا»، في فندق كمبنسكي، أول من أمس، بإعادته إلى الأذهان ذكريات من أزمنة بعيدة، سواء مع موسيقى العازفين العالميين الذين رحلوا منذ زمن بعيد، أو مع الآلات نفسها التي تتعدى مهمتها عزف الموسيقى، لتحتل بتصاميمها الخشبية مكانة مهمة بين قطع أثاث المنزل. وتتميز بعض الآلات الموجودة في المعرض بكونها تقدم معزوفة واحدة، فيما الأخرى يمكن تبديل نوتاتها لتقديم أكثر من معزوفة. ويبرز المعرض الذي افتتحه محافظ مركز دبي المالي العالمي والعضو المنتدب في هيئة دبي للثقافة والفنون الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، تطور الآلات عبر الزمن فمن عام 1820 وصناديق الموسيقى، إلى البوليفون، والغراموفون، ثم وصولا الى الفونوغراف والاوركسترا الكاملة مع بدايات القرن الـ.20

يسيطر جو الفخامة عموما على المعرض الذي حمل عنوان «الآلات الموسيقية.. رحلة عبر الزمن»، كون آلات الموسيقى الميكانيكية التي عرضت تعتبر واجهة للبرجوازية، فهي قطع تاريخية لم توجد إلا في منازل الطبقة المخملية. وساعد على إبراز هذا الجو وجود بعض قطع الأثاث القديمة في المعرض، الأمر الذي يوضح ثقافة ونمط حياة الشعوب في تلك الأزمنة، وفيما تتميز القطع القديمة بصغر حجمها، أخذت القطع الأحدث أحجاما أكبر كونها استخدمت آنذاك في المطاعم والمهرجانات.

بحث وجمع

وقالت مالكة ومديرة غاليري فينديميا، غادة كوناش، عن جمعها لهذه الآلات التي سيستمر عرضها حتى الثالث من يونيو المقبل، «خلال أسفاري الكثيرة، رأيت بمحض الصدفة مجموعة من هذه الآلات في إحدى معارض قطع الانتيك وأعجبت كثيرا بها، خصوصا ان بعضها يعود الى عام 1820 لذا عمدت لاحقا إلى البحث عن الآلات وجمعها لإقامة المعرض في دبي». أما البلدان الأساسية التي جمعت منها القطع، فهي، سويسرا بشكل أساسي وألمانيا، وبلجيكا وأميركا.

واطلعت كوناش على تقنية عمل الآلات، وشرحتها قائلة إن «هذه الآلات لا تعزف الموسيقى، بل تقرأها، حيث يتم نقش النوتة على الاسطوانات بشكل نافر، ما يؤدي إلى احتكاك قارئ الاسطوانة بالنقوش وبالتالي تتم قراءتها».

ولفتت إلى أن «الذين كانوا ينقشون هذه الاسطوانات، هم الذين يصنعون الساعات، وهذا يدل على الدقة التي تتطلبها صناعة الآلات».

واستطردت كوناش بالحديث عن الآلات الاكثر حداثة الموجودة في المعرض قائلة «ان هذه الآلات تطورت كثيرا عبر الزمن، فمن العام 1820 كنا نشهد الآلات التي تقدم صوتا واحدا للموسيقى، فيما مع بدايات القرن 20 اتجهنا إلى القطع التي تشمل أكثر من آلة عزف، بالاضافة الى ان تصاميمها اختلفت». وأكدت أن «المعزوفات التي تقدم على هذه الآلات خاصة، حيث عمد المؤلفون الكبار إلى وضع هذه الألحان الخاصة لها، فهي تحتاج إلى طريقة خاصة في كتابة النوتات كي تتمكن الآلة من قراءتها» وتعتقد «أن فكرة الآلات وطريقة قراءتها للموسيقى تعد فكرة ترويجية للمؤلفين الكبار آنذاك، لأنها توفر معزوفاتهم في المنازل».

تعقيد وبساطة

وأوضحت كوناش «أن هذه الآلات تطورت عبر الزمن وابتعدت تقنيات عملها عن التعقيد، وباتت تشمل أكثر من صوت آلة، فمن الاسطوانة إلى الفونوغراف مع البوق، ثم إلى الغراموفون وبعدها إلى الاوركسترا التي تقرأ المعزوفة من الورق، والتي يمكن تبديل ورقها لتقرأ معزوفات مختلفة».ولفتت إلى أن «أهم ما يميز هذه الآلات هي أنها قطع تاريخية نادرة، ويمكن أن تكون قطعة من قطع الأثاث، إذ إنها مصممة من الخشب، وكانت توجد في بيوت الأغنياء فقط».

أما لجهة العناية بهذه الآلات، فبحسب كوناش، «تتطلب هذه الآلات الضبط الدوري تماما كآلات العزف الحديثة للحفاظ على جودة صوتها». أما أسعار القطع فهي مرتفعة جدا، إذ تبدأ أسعار صناديق الموسيقى القديمة الصغيرة من 32 ألف درهم، لترتفع تدريجيا مع تطور الآلة الى ما يفوق الـ300 ألف درهم، فيما كانت الاوركسترا الكاملة أغلى القطع وسعرها مليون و100 ألف درهم.

أهم القطع

  يضم المعرض الذي يقام للمرة الأولى في الإمارات، مجموعة متميزة من 48 آلة موسيقية ميكانيكية، ومن أبرز القطع المعروضة البيانو الذي صمم خصيصا للملك إدوارد السابع عام 1896، حيث كان وقتها أميرا. بالإضافة إلى وجود أرغن يدوي روسي الصنع، وصندوق موسيقي إيطالي يحتوي على 72 نغمة موسيقية من صنع «روغ» وآلة تشغيل الأسطوانات الموسيقية «جوك بوكس» تعود للعام .1920

تويتر