مشاهدون منحوه علامة بين 5 و 9 درجات

«بنات العم».. غياب القصة فـــي زخم الضحك

الفيلم كما رآه البعض يحتمل تأويلات عدة أو يفتقر للفكرة حسب آخرين. أرشيفية

«بنات العم» هو فيلم لا يقدم سوى الضحك كجرعة تقي القلب الحزن، ولو مؤقتا، وربما كان موعده أيضاً مناسباً لأخذ راحة لمدة ساعتين، أو على الأقل التخفيف من الألم الذي صاحب معظم المواطنين العرب، جراء ما يحدث حولهم من قتل ودماء في الشوارع العربية خصوصا في سورية، فالاتفاق كان ظاهراً في عيون المشاهدين أنهم جاؤوا ليروحوا عن أنفسهم قليلا وكان الخيار ناجحاً، فيلم لا توجد فيه قصة عميقة ولا حوار بنّاء ولا حبكة سينمائية تذكر، كل ما فيه ضحك مستمر نتيجة «ايفيهات» استخدمها ابطال العمل وهم أنفسهم كتاب السيناريو، فهو يدور حول اللعنات التي قد تصيب الإنسان، وهي أسطورة استخدمتها الجدات لتخويف أبنائهن وأحفادهن، حيث ثلاث فتيات يقمن مع جدتهن في قصر كبير، يحلمن ببيع القصر أملا في الحصول على الأموال على الرغم من رفض جدتهن ذلك، والتي تحاول منعهن كي لا يصبن باللعنة، إلا أن الفتيات لا يصغين لها، ويصممن على البيع، فيصبن بلعنة غريبة، إذ يتحولن إلى رجال، وطوال أحداث الفيلم تحاول النساء المتحولات إرجاع القصر كي يعدن إلى طبيعتهن.

الفيلم من إخراج أحمد سمير فرج وبطولة الثلاثي السينمائي شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد، وشاركتهم البطولة يسرا اللوزي ورجاء الجداوي، وحصل على علامة راوحت بين خمس و تسع درجات.

حول الفيلم

يعد فيلم «بنات العم» التعاون الثاني بين شركة «المجموعة الفنية المتحدة» و«فيلم كلينك»، بعد فيلم «سمير وشهير وبهير».

ادعى أحد الصحافيين على الشركة المنتجة أنه صاحب فكرة الفيلم وقصته، ما جعل الشركة تحرر ضده بلاغا لإثبات كذب ادعائه.

راهن صناع الفيلم على نجاحه، وتم طرحه في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.

يعد ثالث أفلام الثلاثي شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد، بعد نجاحهم في آخر تجربتين.

جئنا لنضحك

عندما تكون النية المبيتة لدى المشاهد أنه ذاهب للضحك فقط، وللاستمتاع، فهو سيغض البصر عن أي إشـارات أو مشاهد تحول بينه وبين غايته، خصوصا أن مسألة التحول الجنسي في حد ذاتها تعد صدمة في الشرق، فكيف إذا كان التحول فقط في الشكل، بمعنى أن الثلاثي السينمائي (الرجال) تعيش بداخلهم نساء، يحبون الرجال مثلا ويتلهفون لعبارات الغزل، لذا فالمشهد يظهر كأنه يحكي عن الشواذ، لكن الحقيقة تكمن في جسد رجل روحه امرأة في الأساس.

فشوق مثلا تعمل راقصة، وهى تُنفق على زوجها الذى يعمل نجاراً، والذي يحلم بأن تنجب له ولداً، وعندما تتحوّل شوق إثر بيع القصر إلى رجل له شارب، سنشاهده وقد احتفظ بعلاقته/علاقتها مع الزوج، بل إن فهمي ستظهر عليه بوادر الحمل، وسيحاول إجهاض نفسه.

مي حسن (55 عاما)، قالت «أصر أبنائي أن آتي لمشاهدة الفيلم بعد أن شاهدوه، لأنهم شعروا بقلبي المفطور على أطفال وثوار سورية، فقد أصابتني كآبة شديدة وخاف عليّ أبنائي»، وقالت «ضحكت وخففت من ألم قلبي كثيرا، لكنه ضحك مؤقت سيذهب بمجرد دخولي المنزل والتسمر امام الشاشة»، مانحة الفيلم سبع درجات.

في مشهد آخر، يذهب فهمي إلى راقصة الكباريه الأكبر سناً التي تعرف بقصة التحوّل، لكنها تتقرب منه حتى وهي تعلم أنه امرأة، ومشهد الغزل بين فتاة بدينة متحولة هي شيماء (شيكو)، لا تريد أن تعود الى هويتها كأنثى لأنها/لأنه وقع في غرام فتاة جميلة.

بدوره، قال احسان عبده (30 عاما)، «شعرت بالتقزز مع أن الفيلم مضحك جدا وخفف الكثير من الهم». وأضاف «لكن مجرد التفكير في فكرة التحول أمر مقزز، خصوصا الذي لم يعد يريد الرجوع الى هويته الانثوية، لأنه أحب فتاة»، وقال «الفيلم مضحك جدا، لكنّ قصته وبناءه سخيفان»، مانحاً إياه خمس درجات.

ويرى طارق العنزي (22عاما)، ان الفيلم أراد ربما التعاطف مع الشواذ بطريقة غير واضحة «هكذا شعرت، خصوصا في شخصية الذي رفض الرجوع إلى جنسه، وهنا يحكي الفيلم الإحساس في الداخل وليس الظاهر»، مانحا إياه تسع درجات.

في المقابل، قالت هيا الدوسري (39 عاما)، «الفيلم مضحك وفقط، فقصته سخيفة والدراما فيه سخيفة والتمثيل بدائي، لكنه في بالنهاية مضحك وأنا جئت لأضحك دون أن احلل أي شيء وأذهب الى أي شيء»، مانحة الفيلم ست درجات.

بحث عن المفقود

مخرج الفيلم

أحمد سمير فرج

خريج معهد السينما قسم إخراج، قدم عددا من الأفلام مساعد مخرج، إذ عمل مساعد مخرج مع كبار مخرجي مصر، مثل شريف عرفة ونادر جلال وعمرو عرفة وسعيد حامد وأحمد عواض لمدة 12 عاما، كما قام بإخراج العديد من الكليبات الغنائية إلى أن قدم «كود 36»، أول فيلم من إخراجه.

رغم أن المشاهد يعي تماما أن الشخصيات الرئيسة الثلاث متحولة جنسياً إثر لعنة، إلا أن المشاهد تبدأ بالإفصاح أكثر عن مجرد التحول، فهناك الهوية المخبأة في ثنايا الروح، والعقل الباطني، والتي رأت فيها النساء المتحولات فرصة ليعشنها، سواء من منطلق الرجل والأنثى والعرف الدائر حولهن، أو من ناحية اختبار مشاعرهن الحقيقية تجاه الآخر.

فادي وحنين غازي، أتيا أيضاً، كي يروحا عن نفسيهما بعد كمية الاخبار المؤلمة التي يتلقيانها كجرعات يومية، وقال فادي «الفيلم مضحك بالمجمل وجريء في ثناياه»، في المقابل قالت حنين «الفيلم جريء جدا، ومضحك جدا، وفيه رسائل مبطنة، خصوصا في ما يتعلق بالشواذ لكن بطريقة محنكة لا تبعث الشك كثيرا»، ومنحا الفيلم سبع درجات.

ويرى منذر عماد (30 عاما)، «الفيلم يحكي الهوية والبحث عنها في دواخلنا، من خلال كوميديا ناجحة بامتياز تستحق أن تشاهد»، مانحا إياه تسع درجات.

ووافقه الرأي محمد الظاهري (35 عاما)، وقال «الفيلم قد يتم فهمه بشكل خاطئ، لكن الأساس فيه الكوميديا، والبحث عن الثنايا متروك لمدى تقبل الجمهور»، مانحا إياه سبع درجات.


كليك

أكد أبطال فيلم «بنات العم» أن ما قدموه خلال عملهم الجديد لا يحمل رسالة أو مضمونا محددا، وأن الغرض منه هو الضحك فقط، واعترف الثلاثي بأنهم قدموا شخصيات الفتيات بشكل سطحي.

ونفى أبطال فيلم «بنات العم» سرقة الفكرة من الفيلم الأجنبي «السادة الرجال»، وقالوا إن اتهامهم بالدعوة إلى الشذوذ للفيلم هو «مجرد فبركة لا أساس لها من الصحة». وأكد أبطال الفيلم أن ردود الأفعال على الفيلم بعد عرضه بيوم في دور العرض بمصر؛ كانت جيدة، واعتبرت أن له رسالة. و أشار شيكو أحد أبطال الفيلم إلى أنهم لم يسرقوا فكرة الفيلم لكنهم قدموا شيئًا مختلفًا؛ فقد تناولت القصة ثلاث فتيات يرثن قصرا عن والدهن، ويردن أن يبعنه، لكن تحل بهن لعنة فيتحولن إلى رجال، عكس ما أشيع حول أن القصة لثلاثة شباب يئسوا من العيش رجالاً فلجأوا إلى طبيب أمراض تجميل ليحولهم إلى فتيات.

وأكد أن السينما المصرية تقتبس منذ قديم الأزل من الأعمال الأجنبية، وهذا ليس إفلاسًا فكريا؛ لأننا حينما «نمصرن» الأفلام لابد أن نضيف إليها الطابع المحلي، وقال: لم نسمع ناقدًا يحرم الاقتباس، ما دام العمل المقدم يناقش مشكلة مصرية تهم كل أطياف المجتمع.

في السياق نفسه، قال أحمد فهمي أحد أبطال العمل إنهم نجحوا في الفيلم، في الابتعاد عن النمطية في السينما.


أبطال العمل

قالوا عن الفيلم

** فكرة جريئة ومختلفة، هدفها إضحاك الجمهور، ولم يقم بخدش حياء أحد. السيناريست والمنتج محمد حفظي

** لا ينقص الفيلم جمال الفكرة، ولا موهبة مؤلفيه وأبطاله، لكن ينقصه أنه وجد نفسه أمام

طريقين بعد أن تبلورت الفكرة فى صورة معالجة، طريق يدفع به في اتجاه كوميديا عائلية خفيفة من طراز أفلام «ديزني»، وطريق يقوده إلى كوميديا فوضى الهويات الجنسية، وهى كوميديا أكثر فظاظة وغلظة وجرأة. محمد عبدالشكور من «عين على السينما»

** «الإفيه» الكوميدي هو نفسه تقريبا فى كل موقف، فإنه لا يضحك في المرة الثانية، ويصبح سخيفا تماما في الثالثة، وفيلم «بنات العم» يفتقد طزاجة «الإفيهات» وخيال «الفانتازيا»، وحتى «بنات العم» مجرد ضيفات شرف. إيهاب التركي من «الدستور»

 

** تفاجأت أن فيلما مثل «بنات العم» حقق إيرادات كبيرة علي شباك التذاكر رغم أن به غلظة وبعيد تماماً عن الخيال، لأن الكوميديا ليست نكتة أو «إفيه» لكنها بناء على الشاشة وهذا الفيلم افتقد البناء، بالإضافة إلي أن الفكرة ليست جديدة فهم أعادوا مرة أخرى فكرة فيلم «شهير وبهير وسمير»، فالفيلم كفكرة يحتاج لشغل أكثر في كتابة السيناريو والإخراج، فالمخرج لم يضف شيئاً. طارق الشناوي الناقد السينمائي

شيكو

ولد عام ،1980 كون في فترة الجامعة مع أصدقائه فرقة عرفت باسم «تمر هندي» للإنتاج الفني. و دموا أفلاماً سخرت من الأفلام المصرية الشهيرة، كان أنجحها فيلم «رجال لا تعرف المستحيل». لفتت الفكرة نظر محمد حفظي الذي كان وقتها يتجه للإنتاج، وبالفعل أنتج لهم مسلسل «فيش وتشبيه»، الذي كان يقدم في كل حلقة صورة ساخرة لأحد كلاسيكيات السينما المصرية، ثم أنتج لهم حفظي بعدها فيلم «ورقة شفرة»، الذي حقق نجاحاً كبيراً على مستوى النقد والإيرادات.

أحمد فهمي

ولد عام ،1980 ممثل وكاتب سيناريو، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عضو الفرقة نفسها «تمر هندي»، كانت انطلاقته في عالم السينما من خلال كتابة سيناريو فيلم «كده رضا» لأحمد حلمي، ثم قام بعدها بالمشاركة في كتابة وتمثيل فيلم «ورقة شفرة»، الذي جعله وجها معروفاً لدى الجماهير. حاز جائزة النقاد لأفضل وجوه جديدة في عام ،2008 مناصفة مع زميليه في فيلم «ورقة شفرة» هشام ماجد وشيكو.

هشام ماجد

ممثل وكاتب سيناريو، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، عضو الفرقة نفسها «تمر هندي»، شارك في كتابة وتمثيل فيلم «ورقة شفرة»، حاز جائزة النقاد لأفضل وجوه جديدة في عام ،2008 مناصفة مع زميليه في فيلم «ورقة شفرة» أحمد فهمي وشيكو.

يسرا اللوزي

بدأت مشوارها الفني بفيلم من إخراج «يوسف شاهين»، وهو فيلم «إسكندرية نيويورك»، الذي سبقه مشوار هواية بدأ على مسارح الجامعة الأميركية، تحت إشراف والدها أستاذ المسرح بالجامعة محمود اللوزي. وتجيد يسرا المولودة عام 1985 لأم سورية، وأب مصري، عزف البيانو، ورقص الباليه، وسبق لها فى مرحلة الهواية أن قدمت بعض الأعمال الغنائية المسرحية، مثل «أوزة سخيف»، «سلطان معضلة»، «سليمان الحلبي»، و«القارئ».

تويتر