تعاني «السكري» وتعيش وحيدة بعد وفاة والديها

«جهاد» فقدت البصر والوظيفة ومهددة بالسجن في قضية بـ 150 ألف درهم

«جهاد» تعيش وحيدة دون سند في الحياة. من المصدر

تعرّضت المترجمة (جهاد ـ أردنية ـ 59 عاماً) لصدمات عدة بدأت بإصابتها بمرض السكري، ثم طلاقها وبعدها فقد والدها سندها الوحيد في الحياة، وأصبحت المعيلة الوحيدة لوالدتها، وبعدها تلقت صدمة جديدة بعد دمار المنزل الذي اشترته لوالدتها، كما عانت رحلة مرض والدتها مع السرطان التي انتهت بوفاة الأم، بعدها فقد البصر في العين اليمنى نتيجة السكري، وأخيراً، فقد وظيفتها وتعاني حالياً نزيفاً مستمراً في العين اليسرى، وحالياً مهددة بدخول السجن جراء قضية مالية مترتبة عليها بمبلغ 150 ألف درهم، وتناشد أصحاب الأيادي البيضاء مساعدتها في سداد القضية المالية، في ظل الظروف القاسية التي تعيشها.

ويذكر أن محاكم دبي نجحت في عمل تسوية في مبلغ القضية من مبلغ 549 إلى 150 ألف درهم.

وروت (جهاد) قصة معاناتها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «إنها مطلقة وليس لديها أولاد وتعيش على أرض الدولة منذ أكثر من 24 عاماً»، موضحة أنها «درست في الدولة وحصلت على شهادة دكتوراه في الموارد البشرية وماجستير في الترجمة الفورية واللغويات، وعملت في جهات عدة وكانت محطتها الأخيرة في إحدى الجهات الخاصة بوظيفة مديرة قسم اللغة العربية براتب 29 ألف درهم».

وأضافت أنها «تعاني مرض السكري والضغط منذ 27 عاماً، وأثر في وضعها الصحي بشكل كبير إلى أن تدهورت حالتها بشكل كبير أخيراً، وفي عام 2014 أثر مرض السكري في عينها اليمنى إلى أن فقدت النظر فيها نهائياً، ومنذ ذاك الوقت تدهورت حالتها الصحية شيئاً فشيئاً، إذ تعاني حالياً نزيفاً دموياً شديداً في العين اليسرى وأصبحت لا ترى سوى نسبة بسيطة لا تتعدى 10%، حيث إنها باتت تعاني صعوبة شديدة في الرؤية».

وأوضحت (جهاد) أن المبالغ المالية التي كانت تدخرها من عملها السابق بدأت تصرف منها على علاج عينها، إذ خضعت لـ20 عملية جراحية في العين داخل الدولة وخارجها على أمل الحفاظ على بصرها، أملاً في إيجاد علاج وإرجاع النظر لكن من دون جدوى، وأخيراً فقدت البصر تماماً في العين اليمنى، وفي عام 2016 تم إنهاء خدماتها بسبب تقليص عدد الموظفين، وحاولت بعدها البحث عن فرصة عمل جديدة ولم توفق في الحصول على أي وظيفة.

وأشارت إلى أن والدها متوفٍ منذ فترة طويلة، وكونها الابنة الوحيدة أصبحت المعيلة لوالدتها التي تحمل الجنسية السورية، وفي عام 2013 حصلت على قرض من أحد البنوك الوطنية في الدولة بقيمة 440 ألف درهم، من أجل شراء منزل لوالدتها في سورية، بعدها أصيبت والدتها بأمراض مزمنة وورم سرطاني في البطن، وخضعت لبرنامج علاجي مكثف، وصرفت كل ما ادخرته في كلفة علاج والدتها، ولكنها توفيت أخيراً بعد رحلة طويلة مع المرض.

ولفتت (جهاد) إلى أن المنزل الذي اشترته في سورية دُمّر بالكامل جراء الحرب، وخسرت المنزل ووالدتها، وباتت وحيدة في الدنيا، موضحة أنها انتظمت في سداد القرض لمدة عامين، ولكن بعد إنهاء خدماتها حصل البنك على مكافأة نهاية الخدمة بالكامل، وبعدما فقدت مصدر دخلها الوحيد أصبحت عاجزة عن سداد أقساط القرض الشهرية، وتراكمت عليها الفوائد وتضاعف مبلغ القرض، وبعدها اتخذ البنك الإجراء القانوني ضدها وعمم عليها لمدة خمس سنوات، وأصبحت مهددة بدخول السجن في أية لحظة جراء القضية المالية المترتبة عليها.

وأكملت أنها «توجهت في الفترة الماضية إلى محاكم دبي (محاكم الخير)، وشرحت لهم وضعها وقدمت المستندات التي تؤكد قصتها، وبدورها وقفت (محاكم الخير) إلى جانبها وقفه إنسانية، ونجحت في عمل تسوية في مبلغ القرض مع إدارة البنك الدائن، وتم عمل التسوية وخفض مبلغ المطالبة من 549 ألف درهم إلى مبلغ 150 ألف درهم».

وقالت (جهاد): «إنها مطلقة وليس لديها أولاد أو أخوات أو أقارب، وتقاسي في الدنيا بمفردها بلا أسرة (مقطوعة من شجرة)، وتعيش وحيدة بين حنايا غرفتها»، لافتة إلى أنها حالياً تعمل (مساعدة إنسانية) لدى جهة عمل خاصة، من غرفتها عن طريق الهاتف في الترجمة الفورية براتب شهري 3500 درهم.

وناشدت أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها في تدبير قيمة القضية المالية المترتبة عليها، حتى لا ينتهي بها المقام داخل السجن.

«جهاد» خضعت لـ20 عملية جراحية في العين داخل الدولة وخارجها، على أمل الحفاظ على بصرها.

تويتر