الأب هجر الأسرة.. والأم عاجزة عن تدبير المصروفات الدراسية

30 ألف درهم تهدّد «هيا» و«بانا» بالحرمان من التعليم

تواجه (أم عُدي - سورية - 39 عاماً) ظروفاً مالية صعبة، بعدما هجرها زوجها وعجزت عن تدبير المصروفات الدراسية لأولادها الثلاثة، فاضطرت إلى إرسال ابنها الأكبر عدي لاستكمال دراسته الجامعية في دمشق، وبقيت معها طفلتاها (هيا) و(بانا)، ولم تتمكن من سداد مصروفاتهما الدراسية، البالغة 30 ألفاً و792 درهماً، ما يهدد مستقبلهما الدراسي، لذا تناشد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون والمساعدة لابنتيها، حتى تتمكنا من مواصلة مشوارهما الدراسي هذا العام.

وروت (أم عُدي) لـ«الإمارات اليوم» قصتها قائلة: «قدمنا إلى الدولة عام 2003، بعد حصول زوجي على عمل في القطاع الخاص براتب يغطي احتياجات الأسرة ومستلزماتها، وكان لدي وقتها (عُدي) و(هيا)، وعند دخولهما المدرسة ازدادت المسؤولية على زوجي، فقررت مساعدته وبحثت عن عمل حتى أخفف عنه الأعباء، وحصلت على وظيفة معلمة بمدرسة خاصة في الشارقة، براتب لا يتجاوز 3150 درهماً، استطعت من خلاله مساعدة زوجي، وبدأت الأوضاع تسير على ما يرام».

وتابعت «في نهاية العام الماضي، ترك زوجي العمل وهجرنا، تاركاً خلفه أبناءه الثلاثة (عُدي - 17 عاماً) و(هيا - 16 عاماً) و(بانا - 13 عاماً)، وبدأت حالة الأسرة المالية تتدهور تدريجياً، بعدما أصبحت أنا المعيلة الوحيدة لأفراد الأسرة، وبمرور الوقت باتت حالنا أكثر سوءاً، ولم أستطع توفير جميع احتياجات أولادي، وكان لدي مبلغ بسيط من المال جمعته سابقاً، استطعت من خلاله دفع تكاليف الدراسة للعام الماضي، وتوفير متطلبات الحياة اليومية».

وأضافت «أنهي ابني (عُدي) الثانوية العامة العام الماضي وأرسلته، في سبتمبر الماضي، إلى سورية لمواصلة دراسته الجامعية في جامعة دمشق، على الرغم من أن الأوضاع غير مستقرة هناك، لكن لم يكن لدي سبيل آخر، خصوصاً أنني عاجزة عن توفير جميع احتياجات أبنائي»، متابعة «تحملت كثيراً من المشكلات التي واجهتني، لكني لا أستطع تحمل تكاليف الرسوم الدراسية لأبنائي».

ولفتت (أم عُدي) إلى أنها تقطن في شقة صغيرة متواضعة بإمارة الشارقة، تستنزف نصف راتبها، مناشدة أصحاب الأيادي البيضاء في دولة الإمارات مساعدتها في محنتها والوقوف بجانبها، وإعادة البسمة والفرحة إلى وجوه أبنائها من جديد، من خلال دفع الرسوم الدراسية لطفلتيها، وقيمتها 30 ألفاً و792 درهماً.

الظروف الصعبة

قالت (أم عُدي) والدموع تملأ عينيها: «ليس من السهل على الأم أن ترى طفلتيها تُحرمان من أبسط حقوقهما في الحياة، وهو التعليم، بسبب ضيق ذات اليد»، لافتة إلى أن (هيا) و(بانا) كانتا من المتفوقين في جميع المراحل الدراسية، لكنّ تردّي الوضع المالي والظروف الصعبة غير المتوقعة، باتا يهددان مستقبلهما الدراسي خلال هذا العام.

وتابعت «أخشى كثيراً أن تنفذ إدارة المدرسة تهديدها وتفصل الطفلتين، أو لا تسمح لهما باستكمال دراستهما، خصوصاً أن الفترة المقبلة ستشهد امتحانات الفصل الدراسي الأول، ما قد يعني تعرّضهما للرسوب في نهاية العام».


3150

درهماً راتب الأم من عملها معلمةً\ بمدرسة خاصة في الشارقة.

 

تويتر