مرصعان بـ 112 ماسة ويباعان في مزاد بجنيف

سواران لماري أنطوانيت يلقيان الضوء على بذخ ملكة قتلها شعب جائع

ماري أنطوانيت طلبت صنع السوارين في باريس عام 1776. أ.ف.ب

يُعرَض للمرة الأولى للبيع في مزاد علني تقيمه دار «كريستيز»، نوفمبر المقبل، في جنيف، سواران رائعان يخصّان ملكة فرنسا ماري أنطوانيت، مرصّعان بأكثر من 100 ماسة.

وقالت اختصاصية المجوهرات في «كريستيز» ماري سيسيل سيسامولو، إن «هذين السوارين مميزان، ليس فقط من حيث منشأهما، ولكن أيضاً لكيفية صنعهما، إذ رصّعا بما مجموعه 112 ماسة من القَطع القديم، تتفاوت أحجامها، إذ تبلغ أصغرها قيراطاً واحداً تقريباً، وتتجاوز أكبرها الموجودة في الوسط أربعة قيراطات». ويُباع السواران الموضوعان في علبة زرقاء كمجموعة واحدة في المزاد. كما أنهما يلقيان الضوء على بذخ ملكة استثنائية في التاريخ الفرنسي، قتلها شعبها الجائع.

وأوضحت الخبيرة أن «قيمتهما خُمّنَت بما بين مليونين وأربعة ملايين دولار، وهو سعر لا يأخذ في الاعتبار قيمة الماسات في ذاتها، بل كون السوارين صنعا للملكة الشهيرة ماري أنطوانيت».

إلا أنه من غير المستبعد أن يباع السواران التاريخيان بسعر أعلى بكثير من المتوقع، ففي عام 2018، باعت دار «سوذبيز» في مزاد أقامته في جنيف، قلادة من الماس عائدة لماري أنطوانيت أيضاً، ومزينة بلؤلؤة طبيعية ذات حجم غير عادي، مقابل 36 مليون دولار، بينما كانت قيمتها مخمّنة بما بين مليون ومليوني دولار.

ويتكوّن كل من السوارين اللذين تعرضهما «كريستيز» للبيع من ثلاثة صفوف من الماس، ويمكن أيضاً جمع السوارين لوضعهما كعقد.

وأفادت «كريستيز» بأن ماري أنطوانيت، عهدت بصنع السوارين إلى الصائغ شارل أوغست بويمر في باريس عام 1776، أي بعد سنتين من حملها لقب ملكة فرنسا.

وأشارت سيسامولو إلى أن «السعر الإجمالي لهذين السوارين في تلك الحقبة كان 250 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير في ذلك الزمن. وسُدد الثمن بالأحجار (الكريمة)، وكذلك بفضل وديعة دفعها الملك لويس السادس عشر للملكة».

ومع أن ماري أنطوانيت أعدمت بالمقصلة بعد الثورة الفرنسية، لكن بقيت مجوهراتها، فقبل محاولتها الفرار من فرنسا مع لويس السادس عشر وعائلتهما، أرسلت الملكة جواهرها إلى بروكسل، ومنها نُقلت بعد ذلك إلى أقاربها في بلدها الأم النمسا.

واعتُقل لويس السادس عشر وماري أنطوانيت في فارين، وأعدما بالمقصلة عام 1793، وتوفي ابنهما لويس السابع عشر في الأسر. أما الناجية الوحيدة من الثورة الفرنسية ابنتهما ماري تيريز، فأُطلق سراحُها في عام 1795. وعند وصولها إلى فيينا، سلّمها إمبراطور النمسا مجوهرات والدتها التي كانت محفوظة بعناية. ونظراً إلى كونها لم تُرزق بأطفال، فما كان من ماري تيريز الملقبة بـ«مدام رويال»، إلا أن سلّمت الأساور إلى قريبتها دوقة بارما.

وأكدت سيسامولو أنها «المرة الأولى التي يُعرض هذان السواران في مزاد»، مشددة على أنهما يمثلان «جزءاً من تاريخ» فرنسا وأوروبا، آملة ألا يعمد من يشتريهما إلى تفكيكهما.

تويتر