السموحة

تفوّق العين له «مغزى»

أحمد أبو الشايب

أحببت أداء العين أمام الجيش، واستمتعت بمشاهدة نجومه يهزون الشباك ثلاث مرات، بتوقيع: دوغلاس وعموري وكايو، خصوصاً الهدف الأول الذي جاء من كرة «تيكي تاكا» ملعوبة شارك فيها 80% من لاعبي البنفسج، قبل أن تصل إلى قدم الساحر عموري الذي جذب إليه أربعة مدافعين ثم رفع كرة من فوقهم بطريقة رائعة إلى دوغلاس الخالي من الرقابة والمنفرد بالمرمى.

الجميل في أداء العين وأهدافه، أنه تنوّع بين الكرات الملعوبة إلى الثابتة التي سجل منها عموري، ثم الكرات الطويلة وبطلها كايو، أي إن الفريق قادر على فرض شخصيته وأسلوبه على المنافسين، ما يعطينا مؤشراً إلى أن الفرصة قد حانت الآن لاسترداد الأمجاد الآسيوية، خصوصاً أن تفوقه على الجيش له أبعاد كبيرة ومغزى عميق للبنفسج الذي أعطانا الصورة الحقيقية عنه، وليست كتلك التي تكونت في الدور الأول عندما خسر ذهاباً وإياباً في سابقة تاريخية لم يسبق حدوثها مع الفريق.

• الجيش هو فريق «السهل الممتنع»، محيّر في طريقة لعبه، مليء بالثغرات، لكن المشكلة تبقى في تذبذب أدائه.

العين بدأ المباراة بشكل مميز، سجل هدفين، لكنه عاد وعانى في بداية الشوط الثاني، واستقبلت شباكه هدفاً غير متوقع من ضربة جزاء، كاد الجيش يسجل التعادل لولا تألق الحارس البطل خالد عيسى، وتصدي العارضة لإحدى الكرات، قبل أن يأتي هدف الاطمئنان الثالث الذي تذوقنا من خلاله طعم «النصر الآسيوي» الحقيقي.

الجيش هو فريق «السهل الممتنع»، محيّر في طريقة لعبه، مليء بالثغرات، لكن المشكلة تبقى في تذبذب أدائه وعدم التنبؤ بردة فعله، خصوصاً من قبل لاعبيه الخطيرين روماريو وراشيدوف، وبالتالي على العين أن ينتبه جيداً في لقاء الإياب، وأن يركز اللاعبون الكامل حتى صافرة النهاية، وأن يحاولوا هزّ شباكه مبكراً كما حدث ليلة الثلاثاء السعيدة للجماهير الإماراتية «عيناوية ونصراوية».

كما على المدرب، زالاتكو تاليتش، علاج الثغرات الدفاعية التي كانت واضحة في المباراة حتى لا تعود إلى الظهور مجدداً في الدوحة، وتحديداً بطء تحركات فوزي فايز في الارتداد والتغطية على الكرات الطويلة، وضعف الكوري ميونغ في تأدية الواجبات الدفاعية، مع حث اسبيريلا على الابتعاد عن فردية الأداء، ودفعه للانسجام أكثر مع «تيكي تاكيا» التي يتميز البنفسج بها، ثم التركيز أكثر على كسب الضربات الثابتة التي يتألق بها عموري، ودفع لاعبي الجيش إلى ارتكاب الأخطاء حول منطقة الجزاء وداخلها.

لم يُحسم التأهل بعد، وضربة «الأهداف الثلاثة» التي وجهها العين إلى منافسه لم تنهِ أمره، والدليل أن مدرب الجيش لم يرمِ المنديل وخرج يتوعد في مباراة الإياب، وسيبقى يدافع عن حظوظه حتى صافرة النهاية، وعلى العين أن يتعامل معه في الإياب بهذا المنطق، وكأن شيئاً لم يكن في الذهاب، حتى يصعد إلى النهائي مرتاح البال والضمير لمواجهة أحد فريقي كوريا.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر