5 دقائق

الشاب لي!

د.سعيد المظلوم

هناك الكثير من الجوع في العالم، ليس للخبز، بل للحب والتقدير - الأم تريزا

كانت مناسبة كتابة مقالي الأخير «تاجر النعل الأرجنتينية»، هنا فرصة جميلة للتواصل مع القراء وتزويدي بقصة إنسانية رائعة أخرى. فإذا كان الشاب الأميركي بلييك مايكوسكي، صاحب ماركة «TOMS»، الذي دمج بين العمل التجاري والخيري بحيث يتبرع عن كل حذاء يبيعه بحذاء آخر للفقراء، فإن للشاب كينتون لي أسلوباً مبتكراً في دعم الأطفال الفقراء. فما قصته؟

عندما أنهى كينتون دراسته الجامعية قرر السفر إلى كينيا في تجربة حياتية جديدة موظفاً يكسب المال، ومتطوعاً يكسب سعادة روحه. وذاتَ صباح وهو يمشي في شوارع العاصمة نيروبي، لاحظ بجانبه فتاة تلبس حذاءً أصغر من حجم قدميها، وهنا بزغت فكرة في رأسه جعل منها «حلماً» يسعى لتحقيقه.

«أكثر من ملياري طفل في العالم، خصوصاً في الدول الفقيرة، يعانون الأمراض التي تنتقل لهم من التربة الملوّثة».

ولكن قبل أن يبدأ بالتنفيذ عمل كينتون بحثاً بسيطاً فاكتشف أن أكثر من ملياري طفل في العالم، خصوصاً في الدول الفقيرة، يعانون الأمراض التي تنتقل لهم من التربة الملوثة، وكم شعر بالدهشة عندما وجد أن أكثر من 300 مليون طفل حول العالم لا يملكون حذاء من الأساس! يقول: «جهود المؤسسات الإنسانية بارزة في دعم هؤلاء الأطفال، ولكن ماذا بعد أن يكبر الطفل ويصغر الحذاء؟!».

ولهذا بدأ كينتون بالتجارب حتى استطاع ابتكار حذاء بسيط وخفيف ورخيص السعر بحيث يستطيع الطفل استخدامه لخمس سنوات، من خلال خاصية تصغيره وتكبيره بطريقة سهلة. اليوم ينتشر هذا الحذاء في أكثر من 20 دولة نامية.

مع هذا المشروع أطلق كينتون مؤسسته غير الربحية Because International، حيث وضع لها ثلاثة مبادئ بسيطة، وهي بالفعل وصفة نجاح:

- لا نكرر ما يقوم به الآخرون، بل نبتكر الجديد، ونتشارك معهم لمساعدة الناس.

- نحن نحب السماع، لذا نستمع للفقراء لتَلَمُّس معاناتهم، ومعرفة أفكارهم، وأحلامهم، وبعد ذلك نختار منها الأفضل.

- نركز كثيراً على التنفيذ، ولهذا نعمل على تبسيط كل منتج نبتكره للناس.

كينتون، اليوم، يعمل مع فريق عمله على مشروع إنساني جديد، من خلال صنع سرير للأطفال مغطى سهل النقل لحمايتهم من البعوض الحامل لمرض الملاريا المنتشر في الدول الفقيرة.

الشاب كينتون لي باختصار: هِمّة!

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر