5 دقائق

أحد طلابي صدمني!

د.سعيد المظلوم

«اكتشفْ نفسَك، وكنْ مَنْ أنت، تذكّر: ليس على وجه الأرض مثلُك». ديل كارنيجي

لا أكتمكم سرّاً فأنا ـ حالياً ـ جدُّ مستمتع في مجال التدريس؛ ولهذه المتعة سببان، الأول: إنجاز شخصي، إذْ حققتُ حلمَ الطفولة فحصلتُ على درجة الدكتوراه، ثم انضممتُ إلى سِلك التدريس (جزئياً)، ولديّ تصميم ورغبة في ممارسة هذه المهنة وجَعْلِها (دائمة) بعد التقاعد، إذا مَدَّ الله في العمر. أما السبب الثاني؛ فمن خلال التعليم أستطيع تحقيق هدف مهم في حياتي بأن أترك «صدقة جارية» لا أقصد بها «مالاً»، بل تأثير بكلمة أو فعل أو علم. فما أجمل أن تطبعَ «نقطة بيضاء» في قلوب الناس!

«ما أجمل أن تطبع (نقطة بيضاء) في قلوب الناس».

لهذا أجِدُني حريصاً على أن تكون «ساعة التعلم» هذه مفعمة بالإيجابية من خلال مقاطع الفيديو لشخصيات ملهمة، أو صورة لشخص نتحاور في قصة نجاحه، مع رغبة مُلِحّة في أن يكون «مواطناً» قدر المستطاع. وأنا مصمم على تحقيق رغبتي، فإما أن أنجحَ، وإمّا أن أنجح. صدقوني: إنّ الغرقَ في السلبية «حرق للعمر»، ولهذا دعونا نبتسم ونتفاءل!

منذ بضعة أيام تبعني أحد طلابي بعد الانتهاء من المحاضرة، واستوقفني قائلاً: دكتور، أتسمح لي بدقائق من وقتك؟ قلت له: تفضل. قال: هل تصدق يا دكتور أنني أتألم في كل محاضرة تلقيها على الرغم من حرصك الشديد على نشر الروح الإيجابية بيننا! صدمني كلامه، وأثار استغرابي، فسألته عن السبب، فأجاب: لهذا الوضع حكاية، بدأت مع تخرّجي في الثانوية العامة سنة 2008، حيث لم أكنْ قادراً على اختيار التخصص المناسب ولا الجامعة الملائمة، ووقع الخيار ـ حينذاك ـ على التخصص في «إدارة الأعمال» بكلية التقنية العليا، علماً أنني لا أحب هذا الاختصاص ولا أستمتع به، لكنّ عقداً وقّعْتُه مع إحدى الجهات للعمل معها بعد التخرج هو الذي أجبرني عليه. وبعد سنتين عرض عليّ أحد زملائي في الكلية أن أتطوع معهم في فريق عمل لإصدار مجلة فانضممتُ إليهم، وسرعان ما أصبحت محرراً فيها، وكانت المفاجأة التالية؛ فوزي بالمركز الأول في فئة التحرير الرياضي بجائزة الشيخ ماجد الإعلامية للشباب، وهنا فقط عرفتُ شغفي «بالإعلام»، بينما واقع الحال (إدارة الأعمال) يخالف ذلك! فسألته: هل عقدك مع جهة العمل مازال سارياً؟ قال: نعم. فقلت له: لا تفسخ عقدك، ولا تنسَ حلمك، وواصلْ دراستك وتدريبك لتحقق ذاتك.

عبدالله استمع لوجهة نظري، لكنه يريد آراءكم أيضاً، فلا تبخلوا عليه هنا في موقع الصحيفة أو على حسابي في «تويتر»، أنتظركم.

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر