5 دقائق

ضغوط «بوفارس»!

د.سعيد المظلوم

بمزيج من الإعجاب والاستعجاب كنتُ، ومازلتُ، أنظر إلى شخصية معالي الفريق ضاحي خلفان، فلا أحدَ يستطيع إنكار إنجازاته المبهرة حين كان قائداً عاماً لشرطة دبي، والكل مجمعون على أنه من أبرز القادة المتميزين على المستويين المحلي والإقليمي.

أما الاستعجاب فيتوارد إلى ذهني حين أتمعن في شخصيته كمسؤول عن جهاز أمني في مدينة عالمية تتغير كل يوم، مع غزارة في التكليفات، ما نعلمه وما لا نعلمه، علاوة على كونه رب أسرة، وله مجلس مفتوح يجتمع عنده الناس! كيف له أن يدير كل هذه الضغوط اليومية وينجح؟! ذاتَ يوم سألت أحد المقربين منه هذا السؤال، فقال: بوفارس يستمتع بوجود الضغوط، ولأنّه بارع في تطويعها تتحوّل إلى إنجازات، ولهذا هو «قائد متميز»!

«ضغوط العمل» أصبحت تكلف العالم سنوياً 300 مليار دولار! فما الحل؟

لم يتسنَّ لي ــ للأسف ــ الجلوس مع معالي الفريق وسؤاله عن الوصفة التي استخدمها لمواجهة مثل هذه الضغوط المهنية والحياتية، لكني قرأت لبرنارد مار مقالاً شرح فيه كيف يدير الناجحون هذه الضغوط، بدأ برنارد مقاله بنفي «الوَهْم الخطير» الذي يقتنع به كثيرٌ من الموظفين، بأن السبيل إلى النجاح هو بقاء الموظف مشغولاً طوال اليوم، دون دراية بأنّ كثرة المهام التي يضعها على عاتقه قد تسقطه أرضاً، ويخسر بسببها صحته وعمله!

ثمّةَ إحصاءات مخيفة عن «ضغوط العمل»، ذكرها برنارد في مقاله، منها: رفعُ نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى نحو 40%، ونسبة الإصابة بالسكتة القلبية 25%، ونسبة الجلطات الدماغية تصل إلى 50%، والأدهى أنّ «ضغوط العمل» أصبحت تكلف العالم سنوياً 300 مليار دولار! فما الحل؟

أول وأهم هذه الحلول التي اقترحها برنارد: أن تعرف ــ أنت الموظف ــ ما المتوقع منك في العمل! اعرفهُ جيداً وادرسْهُ، ثم ضع خطة مكتوبة لتحقيقه في الوقت المحدد.

والسر الثاني، هو التفاؤل: انظر بإيجابية إلى كل المصاعب والتحديات التي تواجهك في عملك، ففي نهاية كل نفق مظلم شعاعٌ من نور، اتبعْ ذلك النور، وإياك أن تتراجع!

ثالثاً: إن كنت تعاني كثرة المهام، لدرجةٍ تجعلك تحملها معك إلى البيت، فلابد من وقفة صارمة، حتى لا يصبح هذا الأمر «عادة»، ولذا ينصح برنارد بألاّ تنصرفَ من عملك إلا بعد وضع تصور لأداء مهام الغد، ليضع عنك وزر التفكير فيها وأنت في البيت!

يقول والت ديزني: «أحاول دائماً أن أنظر إلى الجانب المشرق من الحياة، لكنّ الواقعية تجعلني أدرك أنّ الحياة معقّدة!».

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر