السموحة

كأس الخليج بعد 20 عاماً

أحمد أبو الشايب

مسألة الأفكار الجديدة التي يمكن من خلالها تطوير كأس الخليج العربي، أصبحت موضة دارجة في كل بطولة، حيث يتسابق المسؤولون في طرح السلبيات والإيجابيات، وتأكيد أهميتها وضرورة مناقشتها ووضع الحلول المناسبة لها، لكن للأسف لا نشاهد أي خطوات فعلية أو عملية تؤكد النية الجادة في إحداث التغيير للأفضل، في هذه البطولة التي تجاوزت كأس العالم بعدد نسخها.

ونخشى أن تدور الأيام والسنون ونصل إلى النسخة 40، من دون أن نجد حلولاً للمشكلات والأفكار المطروحة، التي نتداولها منذ عشرات السنين، مثل عدم اعتراف «فيفا»، ودعوة الأردن والمغرب إلى المشاركة، أو إصدار بطاقتي دعوة إلى منتخبين مختارين في كل بطولة، وتشكيل اللجنة الدائمة، والبث التلفزيوني، والتحكيم، وتوقيت إقامة البطولة، والتهديد بالانسحابات أحياناً من المنتخبات، والتصريحات الإعلامية، والاتحاد الخليجي لكرة القدم.

وتخيلوا كأس الخليج بعد 20 أو 30 عاماً، أو عندما نصل إلى البطولة رقم 35 على سبيل المثال، وقتها ستفقد البطولة العديد من الأسماء التي ارتبطت بها حالياً، وستظهر أجيال جديدة تقود البطولة في مختلف جوانبها ومواقفها الفنية والإدارية والتحكيمية، فهل سيأتي ذلك اليوم ونحن مازلنا نعاني المعضلات نفسها، أم سيكون «فيفا» قد اعترف بالبطولة، وتصبح حدثاً مهماً لمنتخبات من خارج منطقة الخليج، وتوضع لها أسس وضوابط، وينتهي عهد الاحتكار التلفزيوني، وتخصص لها جوائز مالية كبيرة، وتفرض غرامات على المنتخبات المنسحبة، وتوضع ضوابط للتصريحات الإعلامية وعقوبات للمسيئين، وتحل مشكلة موعد الإقامة، وينضم اللاعبون الدوليون الخليجيون رسمياً من أنديتهم الخارجية إلى منتخباتهم، ثم يلقى اللوم على «فيفا» في حال وقوع أخطاء تحكيمية، بدلاً من تحميل اللجنة المنظمة المسؤولية.

ودائماً أتساءل لماذا لا تطبّق القرارات التي يتم اتخاذها من رؤوساء اتحادات كرة القدم الخليجيين في اجتماع «الكونغرس» المصغّر، والجواب ببساطة عدم وجود جهة مسؤولة عن الزام الآخرين بالتطبيق، مثلما حدث في «خليجي 19» في مسقط، بعد أن أكد الجميع ضرورة عدم احتكار حقوق البث التي سيتم توزيعها على الجميع، لنجد تسابقاً على البيع والشراء، وتخطيطاً لتهميش الآخرين.

كل ما أودّ قوله، إنه إذا لم نتمكن من تحقيق كل ما ورد سابقاً، فعلينا التركيز في البطولة المقبلة «خليجي 23» المقررة مبدئياً في العراق، لوضع أسس جديدة، تبدأ من تشكيل لجنة مشرفة عليا، تضم ممثلين من الدول الثماني المشاركة، ومنها تصدر القرارات العامة المتعلقة ببقية الدول مثل البث التلفزيوني، والتحكيم، والتسويق، وزيادة الجائزة المالية للمنتخبات الفائزة، إذ من غير المعقول أن يكون مجموع جوائز بطولة بهذا الحجم، في حدود المليون دولار.

دعونا نبدأ من «خليجي العراق»، لعل وعسى أن تصبح هذه البطولة يوماً، أفضل من كأس العالم تنظيماً وبهجة.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر