السموحة

أسرار الملاعب.. وسوء حظ ماجد

أحمد أبو الشايب

واقعة «البصق» باتجاه الحكم، التي بثتها قناة دبي الرياضية، وتخص حارس الأهلي ماجد ناصر، في مباراة العين الأخيرة، التي انتهت بالتعادل، وما رافقها من تعليقات للجمهور الذي انقسم إلى قسمين، فمنهم من اعتبرها متعمدة وتحتاج إلى إيقاع عقوبة بحقه، وآخرون اعتبروها غير مقصودة، لأن اللقطة جاءت متزامنة مع الكاميرا، بعد أن أدار الحكم ظهره للاعب.

«لو وضعنا سماعة وكاميرا مع كل لاعب ربما تطرد فرق بأكملها».

أنا مع عدم إعطاء رأي من قبل الجمهور في مثل هذه الحالات بالاعتماد على اللقطة التلفزيونية، لأنها غير واضحة 100%، وتدخل في نيّات الإنسان، والشخص الوحيد القادر على توضيحها هو ماجد ناصر نفسه كطرف، وحكم المباراة الأساسي، ثم الحكم المراقب للقاء كطرفين معنيين بالموضوع.

وأكيد «أنا هنا» أدين التصرف 100%، إذا ثبت على الحارس، ولا يوجد إنسان عاقل وطبيعي ممكن أن يبيح مثل هذه الأشياء، لكن يجب ألا نتحدث عن الأمر كتحليل فني، ونأتي باللقطة دون الرجوع الى الأطراف الثلاثة، والتأكد من وقوع نيّة البصق المتعمد، لأنه ربما يكون ناتجاً عما يقوم به اللاعبون كافة في كل المباريات في العالم، ولو التقطت الكاميرا صوراً من هذا القبيل فسيتم توجيه التهمة لمئات اللاعبين.

ما يهم في الأمر ليس التصرف بحد ذاته، لأنني لا أود الخوض فيه، وأتركه للأطراف الثلاثة المعنية، بل ألفت نظر اللاعبين في دوري الخليج العربي للانتباه إلى تصرفاتهم داخل الملعب، والأخذ بعين الاعتبار التطور الذي يشهده العالم حالياً في تصوير مباريات كرة القدم، التي باتت تنقل كل حركة وهمسة في الملعب وبجودة عالية النقاء، وبعدد كبير من الكاميرات من فوق وتحت وكل الأطراف، ما يضع اللاعبين تحت الضغط الزائد في ضبط النفس اثناء الانفعالات، حتى لا يقعوا في المحظور ويساء إليهم وإلى سمعتهم كنجوم.

ولو لاحظنا في البطولات والدوريات العالمية، يلجأ أغلب اللاعبين الى وضع اليد على الفم أثناء الحديث، أو إزاحة الرأس و«التمتمة» لإيصال رسالة معينة الى زميل في الفريق أو إلى لاعب خصم، حتى ان أندية أقدمت على تعيين خبراء في قراءة الشفاه، يراقبون التلفاز ليكشفوا تمرير الخطط والمعلومات أثناء المباريات.

حدثني صديق أعتز بصداقته، ولاعب دولي سابق في منتخب الإمارات من جيل مونديال 90، أن الملاعب في العالم مملوءة بالأسرار والأحداث التي يصعب على الكاميرا اكتشافها مهما بلغت من تقنية حديثة، وأن اللاعبين ربما يسبّون بعضهم بعضاً عند الاحتكاكات، خصوصاً في منطقة الجزاء وأثناء الضربات الثابتة، وتارة يمزحون بألفاظ محظورة وعنصرية بعيداً عن أعين وآذان الحكم، حتى لا تقع عليهم العقوبة، وهنالك من يحاول رسم الابتسامة على وجهه في الوقت الذي «يتمتم» بكلام غير لائق حتى يخدع الكاميرا.. وبالتالي لو وضعنا سماعة وكاميرا مع كل لاعب ربما تطرد فرق بأكملها.

وبالفعل كل هذا يحدث في الملاعب، لأننا أحياناً نشاهد احتكاكاً وضرباً بين لاعبين بشكل مفاجئ لا نعرف سببه، ويقف الجمهور والمعلق عاجزين عن تحليل ما حدث.

على اللاعبين الحذر من الكاميرات والتكنولوجيا الحديثة التي تقتحم كل خصوصياتنا.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر