5 دقائق

تطبيقات فارس!

د.سعيد المظلوم

«اللهم ارزقني حياة عريضة، ولا ترزقني حياة طويلة»، أبوبكرالرازي

وُلِدَ «فارس» وترعرع في إمارة رأس الخيمة، ولعب في حاراتها، وتخرج في مدارسها، وما يذكرُهُ أن والدَه اشترى لهم حاسوباً في الثمانينات من القرن الماضي؛ فاستثار ذلك الجهاز فضوله، وحرّك اهتمامه بالتكنولوجيا، خصوصاً أنه كان عاشقاً للألعاب الإلكترونية.. ومن منا لا يتذكر لعبة «أتاري»!

«(الساحة العربية) أول منتدى عربي، وهو الذي سبب صداعاً مزمناً للكثير من الحكومات والأجهزة الاستخباراتية العالمية».

في عام 94 حصَل فارس على الشهادة الثانوية بتفوق، فقرر السفر إلى أميركا لدراسة علوم الحاسوب، لكن الصدمة أتت عندما رُفِضَ طلبه؛ فكان البديل حاضراً، وهو «تخصص الهندسة الكهربائية». يقول فارس: في أول عام دراسي، ومن شدة حبي لهذا العلم الجديد، أخذتُ مادة في البرمجة وهي «لغة C»، وللعلم فقد رسبت فيها، وكان ذلك أول F في حياتي! وفي عام 95 بدأنا نسمع عن شيء جديد وهو «الإنترنت»، فازداد الفضول أكثر؛ لأنه كان عالَمَاً خالياً من المضمون العربي، فقمت بالتعاون مع أخي طارق بتصميم أول موقع محادثة، وبعد ذلك موقع مختص، ودليل لمواقع الصحف العربية. ومع عام 96 تم شراء الدومن «فارس نت»، وبداية مشروع جديد هو أول موقع لإرسال بطاقات التهنئة باللغة العربية.

يبقى الحدث الأبرز في عام 97 عندما قرر الأخوان (فارس وطارق) وزميلُهما جابر إنشاءَ أول منتدى عربي «الساحة العربية»، الذي سبب صداعاً مزمناً للكثير من الحكومات والأجهزة الاستخباراتية العالمية، حتى إن صحفاً عالمية كتبت عنه، وفي الجانب المشرق كانت «الساحات» سبباً في تخريج كوكبة من الأقلام الرائعة التي تقود كثيراً من المؤسسات الإعلامية، إلا أن الموقع تم إغلاقه في 2010 ليسدل الستار عن أهم منتدى عربي! عندما شاهد فارس الـ«آيباد» للمرة الأولى قال في نفسه: لابد أن أعمل شيئاً! فكان أول تطبيق للأذكار الدينية على الأجهزة اللوحية «أذكار»، حيث تجاوز عدد تنزيله نصفَ مليون، وبعده جاء تطبيق «خير» الذي سهّل التبرع بالرسائل النصية، وكانت النتائج مبهرة، إذ وصلت قيمة التبرعات من خلاله إلى 600 ألف درهم خلال عام واحد، والهدف أن يتجاوز المليون درهم قريباً!

وفي الختام هل تذكرون في أي مادة حصل فارس على أول درجة F؟

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر