وجهة نظر

تناقضات وفجوات

مسعد الحارثي

الرقي بمستوى كرة القدم في الإمارات مسؤولية جماعية تقع على عاتق اتحاد الكرة واللجان التابعة له، وكذلك إدارات الأندية، ومن دون شك فإن الجماهير هي من تسهم وتعطي للبطولات النكهة الجميلة، وحضورها ووجودها خلف فرقها يسهمان في نجاح الفرق وفي تقدم نتائجها، ودليلان على العلاقة الطيبة بين الإدارات وجماهيرها، ونحن لا نزال نعيش فجوة بين أطراف كثيرة وتناقضات مرهقه للعقل، وتجد هذه التناقضات والفجوات بين اتحاد الكرة وبين لجانه، وكذلك بين اتحاد الكرة والأندية، وبين الجماهير واغلب إدارات الأندية، وبين إدارات اتحاد الكرة وإدارات الأندية من جانب والإعلام من جانب آخر، ويبدو أن لعبة المحافظة على الكراسي أهم من المصلحة العامة عند البعض، فنلاحظ الفجوة الأولى بين اتحاد الكرة ولجانه، وعلى سبيل المثال طريقة تعامل الاتحاد ولجانه في قضية نادي العين وكوزمين، إذ إن لجنة أوضاع اللاعبين أصدرت غرامات ولم تفسر للشارع الرياضي الأسانيد والقواعد واللوائح التي استندت إليها اللجنة في الحكم، ولايزال الاتحاد مجرد مشاهد للموضوع وكأن الأمر لا يعنيه.

«الجماهير تعطي للبطولات النكهة الجميلة، ووجودها خلف فرقها يعكسان نجاح العلاقة بين الإدارة والجماهير».

أما الفجوة الثانية فبين الاتحاد والأندية ومحاولة إرضاء الأندية لاحقاً لإسكاتها وتقليل حجم الغضب على أداء اتحاد الكرة الذي لايزال في موقف المشاهد، وأما الفجوة الثالثة فهي بين بعض إدارات الأندية وجماهيرها، لاعتراض الجماهير على نتائج أنديتها وبعض التخبطات التي أحبطت الجماهير، والرابعة والخامسة بين الإعلام واتحاد الكرة، وبين الإعلام وإدارات بعض الأندية، وكأن الإعلام يترصد لعمل هذه الإدارات، وللأسف لديهم حساسية كبيرة، ويعتقدون أن من ينتقدهم يعمل على تخريب أعمالهم وأداء مهامهم، ولا أجد، في رأيي الشخصي، سوى أن بعض هذه العقليات لو كانت تعمل بشكل صحيح، وتعمل للمستقبل، لما تعرضت للنقد من الإعلام الذي لا يترصد لأحد وينشد مصلحة الكرة الإماراتية، ويمارس عمله بحيادية شديدة من دون تدخل في عمل الآخرين.

وصلت أغلب وزارات الدولة إلى مراحل أبهرت العالم بما تقدمه من تطور، وسبقنا الكثير من الدول بما تقدمه الوزارات والدوائر الحكومية في ظل قيادتنا الرشيدة التي تضع أمامها دائماً الرقم واحد، والسباق من أجل التميز، لكن هناك من لايزال يعمل في الخفاء، والشفافية شعار يتحدثون عنه وهم لا يعرفون معناه، وستستمر العشوائية مادام هؤلاء يتمسكون بالكراسي رغم النقد ورغم تكرار الفشل، ولكن يبدو أن على الجماهير البحث عن «محامي خلع» لكي يخلصها من مرضى الكراسي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر