منكم السموحة

عندما نفقد مصر والجزائر معاً

أحمد أبو الشايب

تأسفنا على غياب مصر والجزائر عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية ،2012 بنسختها الـ28 المقررة في غينيا الاستوائية والغابون، ما سيفقدنا، جمهورا عربيا، متعة مشاهدة افضل منتخبين عربيين اداء واثارة في العامين الماضيين، وتحديدا في التصفيات التي سبقت المشاركة في مونديال 2010 في جنوب افريقيا.

ولا اتخيل امم افريقيا من دون منتخب مصر حامل اللقب والرقم القياسي في عدد مرات الفوز (سبع مرات في تاريخه) منها ثلاث مرات متتالية في الأعوام الأخيرة على يد المعلم حسن شحاتة، الذي امتعنا على مدى خمس سنوات مضت بتقديم كتلة متجانسة متآلفة لمنتخب الفراعنة، نواته النجم المتألق محمد ابوتريكة والحارس المبدع عصام الحضري ومعهما جدو وعماد متعب وحسني عبدربه وزيدان، ثم قدم دروسا في الروح القتالية العالية والولاء والانتماء الى شعار المنتخب المصري، حتى اجبرنا على متابعته في البطولة القارية والتصفيات المونديالية، فضلاً عن بطولة القارات التي فاز بها ابناء النيل على ايطاليا بطلة العالم ،2006 في مباراة تاريخية ستبقى خالدة في ذهن كل عربي.

كما لا ننسى منتخب الجزائر والابتسامة التي رسمها دائماً المدرب السابق رابح سعدان، في تصفيات كأس العالم الأخيرة مع مجموعة من اولاده المحترفين كريم زياني وحسن يبدا وعنتر يحيى ومجيد بوقرة والحارس الشاوشي، وقدرته على قيادة الخضر الى نهائيات كأس العالم ممثلا وحيدا للعرب.

ونتذكر الأجواء التي رافقت مباراتي الجزائر ومصر في تصفيات كأس العالم، اللتين اقيمتا في القاهرة ومدينة ام درمان السودانية، وما رافقهما من اثارة جعلت من المباراة الأخيرة الأكثر مشاهدة على مستوى العالم، وتفاعل معها الجمهور من مختلف اصقاع الأرض، خصوصاً الجاليات العربية المقيمة في اوروبا واميركا، فمع تحفظنا على المشكلات التي رافقت المباراة وأدت الى احداث خارجة عن الروح الرياضية، الا اننا سنبقى نتذكر الأجواء «الحلوة» عندما تسابقنا على حجز الأماكن القريبة من شاشات المحطات الفضائية لمتابعة ادق التفاصيل في المباراتين والتفاعل معها.

هذان المنتخبان شغلا العالم معاً ويغيبان معاً الآن عن أهم بطولة افريقية، بعد ان حسم المنتخب المصري غيابه عن غينيا والغابون مبكرا اثر بدايته المتعثرة بتعادله في القاهرة مع سيراليون ثم خسارته من النيجر وجنوب افريقيا، ما أثر في معنوياته في الإياب واطاح بالمعلم شحاتة الذي اتجه لتدريب الزمالك، بينما منتخب الجزائر قاوم قليلاً وسقط في اللحظات الأخيرة بعد منافسة شرسة مع المغرب التي خطفت بطاقة المجموعة.

نتمنى الا يفهم حديثنا عن مصر والجزائر اننا نهضم حقوق بقية المنتخبات العربية التي تأهلت الى نهائيات امم افريقيا، وهي المغرب وليببا والسودان وتونس، وسننتظر على احر من الجمر الأشهر الثلاثة المتبقية على انطلاق البطولة لنتابع هذه المنتخبات، ان كانت بالفعل تستحق منا المتابعة والتشجيع.

 

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر