‏5دقائق‏

‏لماذا ينحرف هؤلاء؟‏

‏ذاك يريد حمل السكين (السلاح الأبيض) ويضعه في جيبه، تحسباً لأي ظرف طارئ قد يتعرض له، فيتيح لنفسه فرصة الدفاع عنها! بينما قرين له يشهر ذاك السكين دون خشية أو تعقّل وإنما هو يمارس حقاً مكتسباً (هكذا يراه) فلا بأس أن يستخدمه في ترويع نفس آمنة أو شبيهة، ومع الأسف نحن من قبل وفي هذا الوقت، نسمع بمثل هذه الحالات، ويشاء القادر ألا ترتقي إلى وصف الظاهرة، كما تُعرف بأنها سلوك يُجمعُ العامة على ارتكابه!

إن رواية انحراف بعض الأحداث المراهقين، أحسب أن فصولها تبدأ مبكراً قبالة منزل صغير، لم يكن بذاك المثال، بقدر ما كان محاطاً بسور متهالك يحفه فضاء شاسع، تهاوى عند هبوب طلائع رياح التغيير! هل سيُقال إنه يتعين على الأب حماية هذا البيت، أم يتعين على تلك الأم التضحية من جديد، وهم في الخاتمة نواة المجتمع!

عندما نضلُ طريق توجيه الحدث الذي فقدَ صوابه، بفعل طلاق، وفاة أب أو أم، أو زواجهما الجديد، علينا أن نتهيأ لمواجهة فصل جديد من رواية الانحراف! وكذلك الحال عندما نوثق حالات الطلاق ويُقضى بالنفقة والحضانة وحق الرؤية، دون التماس الرعاية اللاحقة لأطفال الطلاق، فالأب والأم كلاهما متمسك برأيه، وأنه صاحب الحق، من دون إقامة وزن أو اعتبار لضياع طفل قادم إلى المجتمع، الذي عليه أن يتجهز لمواجهة انحراف جديد، فهل نحن بمقدرة على حماية وكفالة أطفال الطلاق؟ مع العلم أن أحدث إحصائية صادرة عن مركز دبي للإحصاء نقلاً عن محاكم دبي، تقول إن عدد حالات الزواج بإمارة دبي فقط، خلال الأعوام 2007 - 2009 بلغت 5086 حالة، بينما عدد حالات الطلاق عن الفترة ذاتها 1163 حالة، والحالات السابقة لمواطني الدولة تزوجوا من مواطنات وأجنبيات، فمن يعي الأمر ويوقف كتابة أهم فصل في رواية الانحراف المبكر؟

فصل آخر لرواية انحراف الأحداث وهو المدرسة، التي لم تقم الدنيا أو تقعدها عندما تجرأ ذاك الطالب، محاولاً الاعتداء على معلمه؟ هل تم احتواء ثورة ثانية ربما وقفت خلفها سنوات من التفكك الأسري أو الضياع النفسي؟ وليعلن هذا الطالب المتمرد رغماً عن نفسه وواقعه التائه، أنه حاضر ولكنه حضور خاطئ، وأحسب أن المجتمع هو من دعاه إلى هذا التوقيت السيئ، نعم هناك أطراف عدة، دعت هذه القلة إلى هذا المستوى المتدني أخلاقياً، المدرسة لم تراقب بوادر ومؤشرات تهوّر هذا الطفل وتخضعه لبرامج تساعده على تجاوز اخطر مرحلة سنّية، المؤسسات الحكومية وذات النفع العام المعنية والمتخصصة، هل تضع خططاً وبرامج مشتركة تستهدف مراقبة الوضع القائم عن قرب ووضع أفضل الحلول؟ وإلا فما تفسير هذه الجهات لارتكاب بعض الأحداث جرائم تثير القلق والخوف لدى الرأي العام؟ ولنا في حادثة الراشدية شرّ مثال!

رواية انحراف الأحداث ربما هي معقدة ومتشعبة، ولكن التعقيد هو الاستمرار في كتابة الرواية، وهنا المأساة بعينها، التي لن تُبقي لنا موضع قدم نهنأ فيه بعد اليوم، وقد تُفضي بنا إلى ما هو أقصى من دمع العين!‏

alfalasi.salah@gmail.com

 

تويتر