رداً على مقال: ماذا تفعل كيم كارديشيان بين المعاقين؟!

وردنا هذا الرد من الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين، مريم عثمان، رداً على مقال رئيس التحرير، الزميل سامي الريامي، المنشور أمس، ننشره عملاً بحرية الرأي وحق المركز في الرد:

يدرك مركز راشد للمعاقين، الذي تأسس في عام 1994، نُبل الاسم الذي يحمله، وهو راشد الباني، طيب الله ثراه، ويدرك أيضاً أهمية الرسالة الإنسانية التي حملها على عاتقه، ولكن يبدو أن كاتب المقال، الذي لم يزُر المركز إلا مرة واحدة للمشاركة باسم صحيفته الغرّاء في زراعة شجرة «الإمارات اليوم» في حديقة الإعلام، التي أطلقها المركز قبل سنوات، بهدف تعميق الصلة بين المركز ووسائل الإعلام، لأن المركز يدرك مدى أهمية الإعلام في دعم رسالته النبيلة، وفي تعميق الوعي المجتمعي بقضايا وهموم هذه الفئة من المجتمع.

ومركز راشد، الذي بنيناه بتعب وعرق، استقبل على مدى سنوات عمره نجوم الفن والإعلام والسياسة والرياضة والمجتمع، وكانت ومازالت زيارة مركز راشد هي جزءاً من برنامج زيارات عقيلات رؤساء الدول إلى دولة الإمارات، ولم يكن المركز يتطلع إلى جماهيرية هؤلاء الزائرين للتعريف به وبأنشطته في العالم، وإنما لتحريك المجتمع المحلي وتذكيره بقضايا المعاقين، ولعل مقالكم الكريم المنشور، يوم أمس، هو ثمرة طيبة من ثمرات زيارة كيم كارديشيان إلى المركز، حيث لم يحظَ المركز باهتمامكم وقلمك الرشيق الأنيق حين نظم مركز راشد، بالتعاون مع صحيفتكم الغرّاء، ندوة فكرية قانونية تناقش قضايا التحرش الجنسي بالمعاقين، وتغليظ العقوبة على مرتكبيها، ولم نسمع صوتكم حين نظم المركز، وبشراكة إعلامية معكم، «ملتقى دبي التشكيلي الدولي».

هذا المركز بحاجة من الإعلامي الريامي، ومن مختلف الإعلاميين والمفكرين الإماراتيين والمقيمين على أرض الإمارات، إلى زيارته والاطلاع على خدماته العلاجية والتدريبية والتأهيلية قبل الكتابة عنه من خارج أسواره، فالسمكة في البحر لا تعرف حجم المحيط المائي العملاق الذي يحتضنها.

منذ بدايات مركز راشد سعى إلى إقامة الفعاليات الثقافية التي تقاطعت مع قضايا المعاق، وكانت منبراً له لإبراز إبداعاته وإسماع المجتمع صوته ليؤمنوا بقدراته وحقه في الحياة، وسعى المركز أيضاً إلى أن يكون لطلبته المعاقين إسهامات واضحة في الفعاليات والمناسبات الوطنية، ونظم المركز فعاليات دينية وتوعوية، ونظم لطلبته المسلمين أربع رحلات عمرة، ولطلبته غير المسلمين زيارات أخرى، بدعم من مؤسسات وشركات آمنت بحق المعاق في أن يشعر بأنه جزء من هذا المجتمع الإنساني، ولم تحظ هذه الزيارات والرحلات بسطر من رئيس تحريرنا المحترم، الذي نسي أو تناسى أننا في دولة التسامح والسلام، دولة الانفتاح على الآخر، ونسي أن المركز يخدم نحو 300 طالب وطالبة في الفترتين الصباحية والمسائية من مختلف الأعراق والأديان والألوان والجنسيات، ونسي كاتب المقال أن هذا المركز يغطي الكثير من نفقاته التشغيلية من دعم رجالات الأعمال الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة، وهم ليسوا من أبناء الإمارات، ولا ينتمون إلى عقيدتنا.

إن الإعلامي الريامي، الذي نحترمه ونقدره ونقدر ما قامت به صحيفته الغرّاء من متابعات جادة لقضايا المعاقين، لم يستوعب هو وكثير غيره، أن العمل الإنساني لا يعترف بالجغرافيا الضيقة، بل إن له أبعاداً كونية شمولية، وكما فتحت الإمارات قلبها لكل من جاءها بمحبة لا يضمر لها الشر، جاءت كيم كارديشيان إلى دبي، كما جاء آلاف قبلها وحولهم كثير من الجدل واللغط، وأعربت عن رغبتها في زيارة المركز، باعتباره ظاهرة إنسانية في المنطقة العربية، وأصرّت على عدم حضور وسائل الإعلام واحترمنا رغبتها، بل تعمق الشعور لدينا أنها لم تأتِ، كما أسلفتم في مقالكم، لاستغلال المعاقين إعلامياً من أجل تجميل صورتها، لأنها لو أرادت تجميل صورتها لكانت أصرّت على حضور الإعلام، وقامت بهذا النشاط في بلدها، حيث ملايين المتابعين لها، وليس في مركزنا، وليس مطلوباً من المراكز الإنسانية والخيرية في الدولة طلب سيرة حسن سلوك من الشخصيات الزائرة، ولسنا معنيين بعدد الأفلام الإباحية التي صورتها معالي سفيرة الأمم المتحدة، أنجيلينا جولي، ولا سفراء «الأمم المتحدة»، الذين يحظون بتغطيات صحافية في صحيفتكم، و«الأمم المتحدة» منهم براء.

إن انتقاد منجزات مركز راشد للمعاقين وتاريخه الإنساني المشرف، رغم تميّز طلبته في المجتمع، وحصول بعضهم على تكريمات من برامج إنمائية وعالمية وأممية، لا مبرر له، ولم يحظ باهتمامكم الإعلامي.

إن الله، سبحانه وتعالى، الذي تجاوز عن ذنوب بغايا ثمرة لعمل إنساني أو سقيا كلب لاهث لم يمنح أحداً من عبيده، ولم يمنح وسيلة إعلامية، حق محاكمة نوايا البشر وتصرفاتهم، وعشرات من ضيوف المؤسسات الثقافية والإنسانية والمهرجانات في الوطن العربي، عليهم الكثير من علامات السؤال، لكن أحداً لم يسأل عن أهداف ومرامي استضافتهم أو الترحيب بهم، واليوم يشارك طلابنا المعاقون بنك «ستاندرد تشارترد» الماراثون السنوي، الذي يشارك به أكثر من 100 ألف إنسان مقيم على أرض الدولة، دعماً لمسيرة الخير التي يقودها مركز راشد، لعل هذا الماراثون يحظى بالاهتمام الإعلامي الذي يناسبه.

يبدو أن الأستاذ الريامي الذي يذكرنا بالاسم المرفوع فوق مبنانا، وهو راشد الباني، نسي الاسم المرفوع فوق صحيفته «الإمارات اليوم»، فنحن الدولة التي نالت احترام العالم وتقديره بفضل سياسات التسامح والسلام والتعايش، بعيداً عن الهرطقة الإخوانية، ونبذ التطرّف الأعمى، ونشر أوكسجين المحبة.

إن أبواب مركز راشد للمعاقين مفتوحة للجميع، للإعلامي والشاعر، للفقيه والفنان، لأحمد الشقيري وكيم كارديشيان، وسنظل كما انطلقنا، لا تغيرنا مقالة ولا تغريدة ولا حملة مسعورة، لأننا ندرك طريقنا، ونلمس ثمار ما أنجزناه في قضايا المعاقين، وأي مقارنة بين طلبة مركزنا والمراكز الأخرى الرديفة والمماثلة في العالم العربي، تكشف مدى الفرق الشاسع لصالحنا في تأهيل المعاق ودمجه وإكسابه مهنة ومهارات يعتمد عليها سنوات عمره في لقمة عيشه، وتشغيل بعضهم في المركز والاستفادة منهم ودفع رواتبهم.

إن استضافة كيم كارديشيان في مركز راشد لم تحمّل ميزانية المركز درهماً واحداً، ولم تشرب كيم كارديشيان «فنجان القهوة» المذكور في مقالكم بكلفة درهم واحد، ولم ندفع لها أجراً للزيارة، بل إن كل ميزانيات المراكز الخيرية في الدولة لا تكفي أجور زيارتها لو كانت مدفوعة الأجر، أو جاءت تلبية لدعوة من المركز.

أقول في النهاية لكل من ينتقد المركز بعد زيارة كيم كارديشيان، إن هناك من هم أكثر خطراً منها، وإن الفكر الإخواني المتطرف أشد فتكاً من تاريخ كيم وأخواتها، وهؤلاء الذين روّج لهم البعض لم يقف في وجههم قلم مستنير إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس، أليس فضل شاكر أكثر خطراً من كيم على عقول أجيالنا؟ أليس سعد لمجرد أكثر فتكاً من كيم في العالم العربي؟ نتمنى أن يقدم لنا مسؤولو التحرير في «الإمارات اليوم» فقط عدد الأخبار الصحافية التي أعلت من شأن الداعشي فضل شاكر، والمغتصب سعد لمجرد.. ودمتم.

للاطلاع على مقال سامي الريامي اضغط الرابط أدناه.

ماذا تفعل كيم كرديشيان بين المعاقين؟!

تويتر