الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة يستحوذان على استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى
شهدت الفترة الماضية منافسة كبيرة بين كبرى الشركات العالمية في الاستثمار بمجال الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة، إذ تشهد الشركات المتخصصة في هذين المجالين تدفقات استثمارية ضخمة خلال الفترة الأخيرة.
وتسارع شركات التكنولوجيا الكبرى لدعم شركات ناشئة تعمل أو توظف تقنية الذكاء الاصطناعي، وأبرزها على سبيل المثال، عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" الذي قاد أكبر جولة تمويل لشركة صينية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقادت "علي بابا" جولة تمويلية بقيمة مليار دولار في " Moon shot AI" التي تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين وعلى أثر ذلك ارتفع تقييم الشركة التي يبلغ عمرها سنة واحدة فقط 8 أمثال إلى 2.5 مليار دولار، من 300 مليون دولار فقط عندما حصلت على التمويل الأولي.
وفي أكتوبر الماضي، تم الإعلان عن استثمار "غوغل" ملياري دولار في شركة "أنثروبيك - Anthropic" منافس "ChatGPT" التابعة لـ"مايكروسوفت"، إضافة إلى 4 مليارات دولار التزمت بها أمازون للاستثمار في "Anthropic"على مدى السنوات القادمة.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، جمعت شركة "موني هاش - MoneyHash" شركة التكنولوجيا المالية ومقرها مصر 4.5 مليون دولار من التمويل الأولي أو مرحلة "البذرة - seed" بقيادة " كوتو فينتشرز - COTU Ventures" و "سُكنى فنتشرز - Sukna Ventures".
كما استحوذت " كورفيجن -CoreVision" وهى شركة استثمارية مقرها السعودية،على حصة استراتيجية في" VeFund" وهي منصة لإدارة الاستثمار والصفقات ومقرها مصر تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشهد العالم خلال عام 2023، تسارعاً شديداً في تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، مما حول هذه التكنولوجيا إلى مكون أساسي في عملية قياس مدى تطور الشركات وتقدمها. وقد أدرك قطاع الأعمال بشكل متزايد الميزة التنافسية التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما دفع بآلاف الشركات في مختلف الصناعات، إلى تبني حلول هذه التكنولوجيا والاستفادة من العائد الاستثماري الذي توفره.
ومثلما تقوم الشركات بتخصيص نفقات مالية لتطوير مجالات أعمالها وتنمية عوائدها الاستثمارية، فهي بدأت أيضاً بتخصيص نفقات، تتيح لها تبني حلول الذكاء الاصطناعي في أعمالها، والاستفادة من العوائد الاستثمارية لهذه التقنية، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها مايكروسوفت، أن كل دولار تستثمره الشركات في تبني حلول الذكاء الإصطناعي، يحقق لها في المقابل 3.5 دولارات في المتوسط، مما يؤكد جدوى الاستثمار بهذه التكنولوجيا.
إلى ذلك، أعلنت شركة "داهوا" للتقنية الشرق الأوسط، الشركة المتخصصة في مجال توفير حلول الذكاء الاصطناعي للأشياء التي تركز على الفيديو، عن خطة للتوسع في أسواق المنطقة انطلاقا من دولة الإمارات، مشيرة إلى أنها لديها نشاط كبير في السوق الاماراتية منذ سنوات وقامت خلال يناير الماضي بافتتاح مكتبها في دبي.
وكشفت الشركة عن تعاونها الاستراتيجي، في مشروع مشترك جديد، مع شركة التكنولوجيا السعودية "آلات - ALAT"، مما يعزز التزامها بالتنمية والنمو في المنطقة، في الفضاء التكنولوجي. وتأتي هذه الشراكة في أعقاب توسع "داهوا" الأخير في المنطقة. وستستثمر "داهوا تكنولوجي" و "آلات" مبلغ 200 مليون دولار (734 مليون درهم) لتحقيق أهدافهما.
وقال غاري لي، نائب رئيس "داهوا" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمدير العام لشركة "داهوا" المملكة العربية السعودية: "يمثل هذا التعاون علامة فارقة مهمة لشركة "داهوا" للتكنولوجيا حيث إنها تشرع في تصنيع منتجات الذكاء الاصطناعي للأشياء المصممة خصيصا للمدن والمؤسسات الذكية في المملكة العربية السعودية بعد توسعها الأخير في المنطقة"، متوقعا طرح المنتج الأول بحلول نهاية عام 2024. وستعمل منشأة التصنيع التابعة للمشروع المشترك على تبسيط سلاسل التوريد المحلية، وتسريع تسليم المنتجات للمشاريع في المملكة العربية السعودية والدول المجاورة في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة على نطاق أوسع.