الواقع الافتراضي يفتح آفاق جديدة للشركات

قال ألفرد منسى، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة "شفرة ميتافيرس": "شهدنا جميعاً على مدى السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة في تطوير الميتافيرس، مما جعلنا أقرب إلى مستقبل تصبح فيه التجارب الافتراضية الشيقة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وأضاف الكشف الأخير عن سماعات (Vision Pro) من شركة "أبل" وسماعات الواقع الافتراضي (Oculus Quest 3) من "ميتا" بعداً جديداً إلى مشهد الواقع الافتراضي والميتافيرس، فذلك لا يمثل فقط بداية حقبة جديدة من التجارب الغامرة والاتصال المعزز، ولكنه يفتح الباب أمام انتشار الواقع الافتراضي وتمكين الكثيرين من تجربته والاستفادة من ميزاته".

وأضاف: "لهذه الفرص أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تواصل المنطقة نهجها الاستشرافي نحو دعم وتنفيذ التقدم التكنولوجي. وفقاً لتقرير أصدرته مؤسسة ديلويت، من المحتمل أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة في الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 83 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035، من خلال تنفيذ هذا التحول، مما يشير إلى وجود إمكانات قوية لاعتماد وتكامل التقنيات الغامرة في المنطقة".

الطابع الديمقراطي
وقال منسى: "في بداية ظهور الميتافيرس، بدا أنه مفهوم يستهدف المتحمّسين للألعاب الإلكترونية وعشاق التكنولوجيا. ولكن الآن، خاصة مع ظهور سماعات الواقع الافتراضي، يحمل الميتافيرس آثاراً بعيدة المدى تتجاوز هذه الفئة المتخصصة، ومن المتوقع أن يصبح هذا التحول حجر الزاوية في الاقتصاد الرقمي الجديد، حيث سيتمكن المستخدمون من إنشاء السلع الافتراضية وشرائها والمتاجرة بها، مما يتجاوز حدود الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا ليصبح قوة أساسية كفيلة بإعادة تشكيل جوانب مختلفة من مجتمعاتنا واقتصادنا".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، يساهم الميتافيرس بمضاعفة القنوات التي يمكن للعلامات التجارية الانتشار من خلالها والتعريف بميزاتها والتواصل مع عملائها. تستخدم العديد من الشركات تقنيات مختلفة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز تمكّن العملاء من تجربة المكياج أو اختبار الأثاث أو حتى اختبار قيادة السيارة قبل شرائها. يتيح الميتافيرس للعلامات التجارية فرصة الاستفادة من فضول المستهلك بشكل لم يسبق له مثيل. وفقاً لدراسة حديثة أجرتها "ماكينزي أند كومباني"، يرغب ما يقرب من 60% من المستهلكين الذين يستخدمون الميتافيرس بالانتقال إلى العالم الافتراضي للتواصل مع الآخرين واستكشاف المزيد من المجالات الرقمية".

نمو الأعمال والشركات
وأشار إلى انه من منظور الربح التجاري، هناك أسباب مهمة للتفكير في تنفيذ هذا التحول نحو الميتافيرس في هذا الوقت. يقدّم الميتافيرس فرصاً كبيرة لتحقيق الربح، بما في ذلك التجارب الغامرة، الأحداث والفعاليات الافتراضية، وعروض المنتجات، والإعلانات المبتكرة وتحسين تعاون أفراد الفريق، والمعاملات العالمية وأكثر – كلها أمور لا تتطلب الكثير من الاستثمار حالياً. تمكّن المنصات التي توفر الميتافيرس كخدمة (MaaS)، مثل شفرة، الشركات من إنشاء استراتيجيات ميتافيرس خاصة بها وتخصيص عروضها وخدماتها استناداً لبياناتها.

كما تقدم المنصات التي توفر الميتافيرس كخدمة حلولاً تسهل تكامل الميتافيرس بسلاسة للشركات. ومن خلال الاستفادة من هذه المنصات، يمكن للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الوصول إلى الأدوات والمراجع الجاهزة، مما يمكنها من إنشاء وتقديم تجارب افتراضية غامرة والتواصل مع جمهورها المستهدف بشكل فعال. ومع وجود أكثر من 180 مليون مستخدم للإنترنت والارتفاع السريع في انتشار الهواتف الذكية، توفر المنطقة بيئة مثالية لاعتماد واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي وتقنيات الميتافيرس.

نهج استشرافي
وقال منسى: "يمثل الواقع الافتراضي آفاقاً جديدة وواعدة ينبغي على الشركات استكشافها. بتطوراتها الرقمية وإمكاناتها الكبيرة للنمو، يتمتع الأفراد والشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوضع جيد يسمح لهم بتبني منتجات الواقع الافتراضي التجارية. ومن خلال الاستفادة من قدرات ميتافيرس والشراكة مع منصات الميتافيرس كخدمة، يمكن للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاق العنان لفرص التحول لتصبح رائدة في الابتكار وقوة لا يُستهان بها في تشكيل مستقبل هذا المشهد الرقمي سريع التوسع".

تويتر