شركة برمجيات: تغييرها يحتاج إلى قيادات تتميز بالجرأة والحسم

أجهزة «مين فريم» تتحول إلى أزمة خانقة للشركات

100% من المؤسسات ترغب بشدة في التخلي عن أجهزة «مين فريم».■غيتي

تحولت فئة أجهزة الكمبيوتر المركزية الكبيرة، المعروف باسم «مين فريم»، إلى عبء كبير وأزمة خانقة داخل العديد من المؤسسات والشركات التي تقوم أعمالها على النظم المركزية الكبرى. وتتمثل هذه الأزمة في تقادم التطبيقات والبرامج التي تعمل بها هذه الأجهزة، ما أدى إلى فقد 60% من المؤسسات العاملة بها القدرة على المنافسة في مجال الأعمال والخدمات أمام المؤسسات المناظرة لها العاملة بنظم وتطبيقات حديثة، فضلاً عن تعقيد هذه النظم، وتراجع لغتي البرمجة والمبرمجين المتخصصين بها، وهما لغتا «كوبول» و«أسمبلر»، ما أشاع حالة من الخوف والتردد بين المديرين ومتخذي القرار في المؤسسات، سواء في اتخاذ قرارات التغيير أو إدارة وتنفيذ هذه القرارات.

وترتب على ذلك إفشال 74% من جهود تغيير وتطوير هذه النظم والأجهزة، على الرغم من أن 100% من المؤسسات ترغب بشدة في التخلي عنها، والتحول نحو الحوسبة السحابية.

تقرير سنوي

جاء ذلك في تقرير «مؤشر قياس تحديث الأعمال المركزية في المؤسسات لعام 2020» السنوي التقني، الذي تصدره شركة برمجيات الأعمال والخدمات المتقدمة المتخصصة في نظم المعلومات والتطبيقات المركزية داخل الشركات الكبرى، ونشرت نسخة منه على موقعها neadvanced.com/‏‏‏‏en-us.

وأكدت الشركة أنها توصلت إلى النتائج الواردة في هذا المؤشر من خلال تحليلات ميدانية واستطلاعات رأي شملت 400 من قادة الشركات العاملة بهذه النوعية من النظم حول العالم.

«مين فريم»

تعتبر «مين فريم» أجهزة كمبيوتر مركزية كبيرة، تتمتع بقوة حوسبة هائلة، ومساحات تخزين كبيرة، وتعمل كمركز لجميع التطبيقات والنظم والبرمجيات العاملة في المؤسسات، وتعد المكان المركزي الذي تنفذ به جميع العمليات والمهام الحوسبية الجارية في المؤسسة، بحيث تعمل جميع الأجهزة المرتبطة بها كوحدات طرفية غير مشاركة في عمليات الحوسبة والتخزين والمعالجة وغيرها، وإنما كمنافذ للتواصل مع البرامج والموارد الموجودة مركزياً في الكمبيوتر الكبير. ولذلك يطلق عليها «الحاسبات المركزية الكبيرة» أو «مين فريم».

ولاتزال هذه النوعية من الأجهزة حاسمة بالنسبة للعمليات التجارية، إذ يعتمد عليها 71% من قائمة «فورشن» لأكبر 500 شركة حول العالم، بما في ذلك 92 من أكبر 100 بنك في العالم. وتتوزع أجهزة «مين فريم» المركزية الكبيرة داخل المؤسسات، بواقع 36% في قطاع الموارد البشرية، و29% في قطاع العمليات، و23% في قطاع التمويل والاستثمار والتطبيقات المالية.

تراجع المنافسة

وقد أكد 60% من مديري المؤسسات المشاركين في الاستطلاع أنهم يوافقون بشدة على أن مؤسساتهم ستتراجع في مجال المنافسة أمام نظرائها، بسبب الاستمرار في الاعتماد على هذه النظم دون تحديث.

بدورهم، قال 33% إن التحديث سمح للشركات بأن تكون أكثر تفاعلاً مع تغيرات السوق، في وقت قال فيه 34% إن التردد والخوف في التخلي عن أجهزة الكمبيوتر الكبيرة يعوق مشروعات التحول الرقمي، فيما يعمل التحديث والتغيير على تسريعها ونجاحها.

ولذلك يؤكد 100% من المديرين ومتخذي القرار أنهم يرغبون في التخلى عن هذه الأجهزة وبيئة العمل المرتبطة بها في مؤسساتهم.

فشل المديرين

في المقابل، فإن هؤلاء المديرين أنفسهم هم أهم أسباب الفشل في تنفيذ مشروعات وخطط التحول، بسبب الخوف والتردد الذي يسود لدى معظمهم، فضلاً عن نقص التمويل اللازم لتنفيذ عملية التغيير. وفي هذا السياق، قال التقرير إن 12% فقط من مديري التطبيقات والبنية التحتية لديهم التزام كامل من فريق القيادة العليا، عندما يتعلق الأمر بتمويل مشروعات التحديث. كما أكد 56% ممن شملهم الاستطلاع أن الخوف من التغيير هو العامل الحاسم الذي يمنع هذا التمويل.

الجرأة والحسم

وأرجع هؤلاء سبب الخوف إلى أن التطبيقات المصممة «حسب الطلب»، التي بنتها المنظمات نفسها، لتعمل على أجهزة الكمبيوتر المركزية الكبيرة تعتبر أكثر صعوبة في التحديث، نظراً لتعقيدها وترابطها مع خطوط أخرى من أنظمة الأعمال. ومن ثم فتغييرها يحتاج إلى مديرين يتميزون بالجرأة والحسم وحسن الإدارة، والمهارة في اختيار وتشغيل الفرق العاملة على تنفيذ إجراءات وخطط التغيير، والفهم الكامل للأبعاد التقنية وغير التقنية المتعلقة بالمهام والتطبيقات المطلوب تغييرها، وهذه النوعية من المديرين تمثل 27% من المديرين القائمين بالمؤسسات، وهي الفئة التي تتخذ قرارات التغيير الحاسمة، وتقود خطط التغيير إلى النجاح في النهاية.

حالة ارتباك

وصف التقرير الوضع الحالي لهذه النوعية من الأجهزة بأنه أقرب إلى حالة الارتباك. وطبقاً للإحصاءات، فإن المؤسسات المالكة لهذه النوعية من الأجهزة تدير ما متوسطه أربعة أجهزة مركزية يبلغ متوسط عمرها 17 سنة، فيما يشغل 64% من مالكي هذه الأجهزة أجهزة كمبيوتر مركزية، يراوح عمرها بين 10 أعوام و20 عاماً. ويراوح عمر 28% من هذه الأجهزة الكبيرة حول العالم بين 20 و30 عاماً، ولذلك تعد الأعمار الطويلة للأجهزة أول وأبرز ملامح الأزمة وحالة الارتباك.

تويتر