في أكبر عملية إعادة هيكلة بتاريخ «الشركة» تركّز على أعمال «ويندوز»

«مايكروسوفت» تنقسم إلى وحدتَي إدارة الأدوات والحوسبة السحابية

رئيس الإدارة المسؤولة عن «ويندوز» تيري مايرسون سيغادر «مايكروسوفت» قريباً. من المصدر

في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة «مايكروسوفت»، أخيراً، عن أكبر عملية إعادة هيكلة داخلية في تاريخها، تم بموجبها تقسيم الإدارة المسؤولة عن نظام التشغيل «ويندوز» إلى أجزاء عدة، بعد أن كان التعامل معها يتم من خلال بنية إدارية تنظيمية واحدة ورئيس واحد، هو تيري مايرسون، الذي أعلنت الشركة أنه سيغادرها خلال الاشهر القليلة المقبلة. ويقسم التنظيم الجديد «مايكروسوفت» إلى وحدتين هندسيتين رئيستين، الأولى هي إدارة الأدوات والتجربة، فيما تأتي الثانية تحت اسم الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

وبحسب البيان الصادر عن الشركة، على غرفة الاخبار في موقعها news.microsoft.com، فإن هذه أكبر عملية إعادة هيكلة وتنظيم تجري في «مايكروسوفت» منذ أن تولى ساتيا ناديلا قيادة الشركة قبل أربع سنوات، وأيضاً اكبر عملية إعادة تنظيم في تاريخ «مايكروسوفت» على الإطلاق، إذ لم تتعرض الإدارة المسؤولة عن «ويندوز» لمثل هذا التغيير الكبير والمباشر طيلة عمر الشركة الممتد منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وحتى الآن.

هدف رئيس

رؤية تنظيمية

أفادت شبكة «زد دي نت»، بأن تنفيذ الرؤية التنظيمية الجديدة لشركة «مايكروسوفت»، يتطلب ألا تكون أعمال نظام التشغيل «ويندوز» موحدة في إدارة واحدة هي «مؤسسة ويندوز» التي كان يرأسها تيري مايرسون لفترة طويلة، حيث إنه أصبح من المتعيّن نقل قسم من العاملين في مؤسسة «ويندوز» إلى الوحدة الهندسية الجديدة المعنية بالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وقسم آخر يعمل في الوحدة الجديدة الأخرى المعنية بالأدوات والتجربة.


• «مايكروسوفت» تعتزم تحويل «ويندوز» إلى نظام تشغيل سحابي.

وأوضح البيان أن الهدف الرئيس للعملية، هو أن تصبح الشركة أكثر تركيزاً على أعمالها عالية النمو، حيث يتباطأ سوق الحاسبات والاجهزة، ويتسارع نمو أعمال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به، وجميعها أعمال مرتبطة بمفهوم الاشتراكات والتقديم كخدمات، وليس كمنتجات تباع «على الأرفف». وبين أن «مايكروسوفت» مقسمة إلى مجموعة من الإدارات الرئيسة، هي «ويندوز» و«إدارة أوفيس»، و«الحوسبة السحابية»، و«حلول المؤسسات والذكاء الاصطناعي والألعاب»، فضلاً عن «لينكدإن» التي تعمل بصورة مستقلة حتى الآن. وفي رسالة عبر البريد الالكتروني لجميع موظفي الشركة، قال الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا، إن «إعادة التنظيم جزء من التحرك نحو التركيز على الحوسبة السحابية والحافة الذكية التي أصبحت الصيحة الجديدة للشركة». وأضاف: «نحن مضطرون إلى دفع أنفسنا لتجاوز قانون (كونواي)، الذي تمت تسميته على اسم مبرمج الكمبيوتر ميلفين كونواي، وينص على أن أي مؤسسة تصمم نظاماً يتم تعريفه بشكل واسع، ستنتج تصميماً تكون بنيته عبارة عن نسخة من بنية اتصالات المؤسسة»، وذلك في إشارة للتخلص من هيمنة «ويندوز» بصورته التاريخية على البنية التنظيمية الداخلية لـ«مايكروسوفت». وفي التنظيم الجديد يتولى راجيش جها، وحدة الأدوات والتجربة بدرجة نائب الرئيس التنفيذي، فيما يتولى سكوت جوثري وحدة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بدرجة نائب الرئيس التنفيذي، وبهذا التنظيم كان على رئيس وحدة «ويندوز»، ديفيس تيري مايرسون، مغادرة الشركة.

تحركات استراتيجية

ووفقاً لمحللي شبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات، فإن هذا الإعلان يعد استكمالاً لبعض التحركات الاستراتيجية الاخيرة للشركة، كان أبرزها بدء الشركة تنفيذ خطة أساسها جعل نظام «ويندوز» جزءاً من أنشطة تقديم البرمجيات كخدمة باشتراكات عبر الانترنت، ليتكامل مع الخطوة التي نفذتها مع حزمة برمجيات «أوفيس» المكتبية، التي قدمتها كخدمة برمجيات سحابية تحت اسم «أوفيس 365»، وبدأت فعلياً تقديم «ويندوز 10» ضمن حزمة برمجيات تقدم كخدمة باشتراك تتضمن «ويندوز 10» و«أوفيس 365»، وبعض العناصر والمكونات مجال تقنيات التشغيل والتأمين أثناء التنقل بالمؤسسات، بل واستخدمت المفهوم نفسه في تصميم وانتاج وبيع حاسبات «سيرفس» جنباً إلى جنب مع «ويندوز» و«أوفيس» في حزمة واحدة ترتكز على خدمات الحوسبة السحابية.

وأوضح المحللون أن الهدف النهائي الذي تسعى «مايكروسوفت» لتحقيقه مع «ويندوز»، هو أن تصل به الى وضعية تتشابه مع ما وصلت اليه الأمور مع «أوفيس 365»، أي تحوله إلى نموذج ناجح لتقديم البرمجيات كخدمة «ساس»، والذي نجح مع «أوفيس» بصورة أكبر مما توقعته «مايكروسوفت» نفسها، حيث تسجل عائدات «أوفيس» المقدم كخدمة عبر سحابة «مايكروسوفت» نمواً صاروخياً سيجعلها تمثل نحو ثلث عائدات «أوفيس» ككل بحلول العام المالي 2019، ولذلك هي تحاول القيام بشيء مماثل مع «ويندوز»، ليحقق تدفقاً أكبر وأسرع للإيرادات والعائدات.

تقسيم الأعمال

واعتبر محللو «زد دي نت» أن عملية إعادة تنظيم وهيكلة «مايكروسوفت»، على عمقها وكونها غير مسبوقة، تركز بالأساس على أعمال «ويندوز» وأنماط تشغيله وبيعه، ولم تقترب من بنيته التقنية الأساسية، إذ سيظل «ويندوز» نظاماً موحداً للتشغيل، غير منقسم إلى أجزاء من الناحية التقنية البحتة، لكنه مقسم من الناحية التجارية والتشغيلية داخل الشركة، مبينين أن جزءاً منه يتم تشغيله وتحقيق عائداته من خلال بيئة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتقديم وفق مفهوم «البرمجيات كخدمة»، بينما هناك جزء آخر يتم تشغيله وتحقيق عائداته من خلال بيئة التشغيل العادية خارج الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

تويتر