تشمل السيارات ذاتية القيادة والمنازل والمدن الذكية وأدوات إنترنت الأشياء

تأثيرات واسعة للجيل الخامس للمحمول في عالم التقنية خلال 2018

التشغيل التجاري للجيل الخامس للمحمول سيبدأ على نطاق ضيق بحلول 2019. من المصدر

توقع تقرير حديث أن يتصاعد الاهتمام أكثر خلال العام الجاري بالسيارات ذاتية القيادة، والمنازل المتصلة بالإنترنت دائماً، فضلاً عن الحديث حول أجهزة وأدوات إنترنت الأشياء، والحديث عن توجهات مختلفة في عالم التقنية ربما أكثر من مجرد المراقب الآلي الذي يعتني بالأطفال، وأدوات إعداد العصير المتصلة بالإنترنت، إلى المدن الذكية التي تدار كاملة بمزيج من نظم المعلومات والاتصالات.

وأشار التقرير الذي أصدرته مؤسسة «غارتنر» البحثية، أخيراً، إلى أن الحديث عن هذه المنجزات وغيرها سيكون في حقيقة الأمر انعكاساً للتأثيرات الواسعة أو «البصمة» التي سيتركها الجيل الخامس للمحمول على التقنيات والنظم والمنتجات والأدوات المتوقع ظهورها في العام الجديد، لكونه الطرف الذي يوفر له الطاقة والوقود اللازم للانطلاق على النحو الذي يجري الحديث عنه، ومفتاح البوابة الكبيرة التي ستخرج منها هذه التقنيات المستقبلية إلى أرض الواقع.

تأثيرات محتملة

الترفيه والواقع الافتراضي

أفاد تقرير لمؤسسة «غارتنر» البحثية، بأن تأثير الجيل الخامس للمحمول سيمتد خلال العام الجاري الى صناعة الترفيه وتقنيات الواقع الافتراضي، لأن تخفيض زمن الاستجابة في الشبكات سيتيح الفرصة لبناء نظم وخدمات متكاملة يتشارك فيها أطراف عدة عبر واقع افتراضي أو معزز بالكامل، استناداً الى السرعات العالية وزمن الاستجابة القائم على الملي ثانية، ما يفتح المجال لخبرات وخدمات جديدة في مجالات مثل الجراحات عن بعد وعمليات التدريب ومراقبة الآلات وغير ذلك.


• صناعة المعالجات تستعد لـ«الاتصال الدائم» والتدفق الهائل للبيانات.

• تخفيض زمن استجابة الشبكات إلى مللي ثانية يحسن القيادة الآلية.

وعالج التقرير موضوع التأثيرات المحتملة التي يمكن أن يحدثها الجيل الخامس للمحمول في مختلف التقنيات والنظم المتوقع تطويرها وطرحها خلال عام 2018. وعلى هامش التقرير راجعت «الإمارات اليوم» ما ورد بشأن هذا الموضوع في البيانات الصادرة عن الشركات الكبرى خلال الأيام الأولى من العام.

وطبقاً لذلك يمكن القول إن الخبراء ومسؤولي التقنية الكبار يرون أن التأثيرات المحتملة للجيل الخامس على تقنيات 2018 تتركز في كون الجيل الخامس يوفر «جهازاً عصبياً» جديداً كلياً للتواصل والاتصال، كونه يوسع سعة الاتصالات ويرفع سرعتها إلى حدود تخفض زمن الاستجابة داخل شبكات المعلومات والاتصالات إلى مللي ثانية، ما يجعل كل شيء يحدث في الوقت الحقيقي تقريباً.

وبحسب التقديرات الموضوعة للجيل الخامس فإن التشغيل التجاري لهذا الجيل سيبدأ على نطاق ضيق بحلول عام 2019، وسيكون الانتشار تدريجياً وبطيئاً بعض الشيء، لكن بحلول عام 2023 ستغطي خدمات الجيل الخامس نحو 20% من مستخدمي الهواتف المحمولة. ووفقاً لذلك فإن العام الجاري يعد «مفتاح التحول» الذي يتحقق خلاله مستوى من النضج في التقنية، والتجهيز للبنى التحتية التي تسمح ببدء الانتشار خلال العام المقبل.

أجهزة دائمة الاتصال

وتوقعت مؤسسة «غارتنر» في تقريرها، أن يصل عدد الأجهزة الدائمة الاتصال بالإنترنت الى 20.4 مليار جهاز حول العالم بحلول عام 2020، مشيرة إلى أن هذا «الانفجار في التواصل»، حسب وصفها، سيحدث بسبب دخول الجيل الخامس الى الخدمة بدءاً من عام 2019.

وذكر التقرير أنه على المستخدم أن يفكر في المصابيح الذكية التي تتواصل مع شبكة الكهرباء، وصنابير المياه دائمة الاتصال التي ترصد معدل استخدام المياه، إضافة إلى الكاميرات وأجهزة الاستشعار المتصلة والمنتشرة في منزله، فضلاً عن أجهزة الرعاية الصحية التي ترصد كل شيء بالجسم وترسله إلى الأطباء.

صناعة المعالجات

وعن تصوره للجيل الخامس للمحمول، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إنتل»، برايان كرزانيش، بحسب بيان صادر عن الشركة، إن «الجيل الخامس هو المحور الأساسي للمستقبل القائم على البيانات، حيث سيمكن هذا الجيل كل الأشياء من أن تكون على اتصال دائم، لاسيما داخل المنازل الذكية».

وعلى الرغم من أن «إنتل» تتخصص بالأساس في صناعة المعالجات، إلا أنها عينت نائب رئيس مختصاً بشؤون الجيل الخامس للمحمول وتأثيراته في صناعة المعالجات، وهي مهمة تتولاها آشا كيدي التي تحمل رسمياً منصب نائب الرئيس لإنترنت الأشياء والأجهزة المتصلة بشبكات الجيل المقبل.

وفي تقدير كيدي، فإن الجيل الخامس لن يربط فقط ستة أو سبعة مليارات شخص هم سكان العالم، لكن سيربط عشرات المليارات من الأشياء والأجهزة والأدوات، من الهواتف والمصابيح والسيارات والأجهزة المنزلية وغيرها.

وقالت كيدي إن «البداية الحقيقية لتطبيقات الجيل الخامس ستتركز في المنازل الذكية، إذ إنه خلال السنوات الماضية ظهرت أقفال الأبواب التي تسيطر عليها التطبيقات، والكاميرات الذكية، والآن أصبحت الثلاجات المتصلة بالإنترنت من الدعائم الأساسية للعديد من المنازل».

المدينة الذكية

ووفقاً لتقرير «غارتنر»، فإن تأثير الجيل الخامس لن يتوقف عند المنازل فقط، حيث توقع أن يتسع الأمر خلال العام الجاري ليشمل شبكات الطاقة الذكية والبنية التحتية الذكية مثل الطرق والنقل، والرعاية الصحية المتصلة، وأجهزة الاستشعار في كل مبنى، إلى جانب كاميرات المراقبة المتصلة، وأضواء المرور الذكية وإرسال بيانات حركة المرور للمسؤولين عن التخطيط في المدينة الذكية.

كما توقع أن يمتد الذكاء المستند للجيل الخامس للمحمول إلى عالم الزراعة لتصبح مزارع المستقبل غنية بأجهزة استشعار متصلة، تراقب مياه الأمطار، وتتحدث إلى أنظمة الرش الذكية، وتقيس نوعية التربة والتسميد، وتنقل كل هذه البيانات إلى نظام معلومات محوري مركزي.

وأشار التقرير إلى أن كل هذه التطبيقات ستولد وتدفع بكميات هائلة وغير معهودة من البيانات الى شبكات المعلومات والاتصالات، وهذا الحجم غير المسبوق لا يمكن التعامل معه إلا من خلال شبكات الجيل الخامس وقدراته الفائقة في السعات وسرعة النقل.

القيادة الذاتية

وأفاد تقرير «غارتنر»، بأن الجيل الخامس سيمارس تأثيراً واسعاً في تقنيات ونظم القيادة الذاتية والسيارات بلا سائق، لافتاً في هذا السياق إلى حديث شركات السيارات مثل «فورد» و«بي إم دبليو» و«هيونداي» و«أودي» و«مرسيدس» و«جنرال موتورز» وغيرها عن سيارات ذكية، ونظم قيادة آلية سيتم التوسع فيها خلال عام 2018 استعداداً لما سيقدمه الجيل الخامس للمحمول من قدرات تواصل بدءاً من العام المقبل.

وأوضح أن الأمر في هذا الشأن قائم على أن الجيل الخامس سيجعل السيارات قادرة على أن تتواصل مع بعضها بعضاً اثناء السير، وكذلك مع اشارات المرور وعلامات الطرق، ومراكز التحكم في جميع أرجاء المدينة، مشيراً إلى أن أهم ما ستستفيد به صناعة السيارات ذاتية القيادة من الجيل الخامس للمحمول هو تخفيض زمن الاستجابة، وهو ما يسمح للسيارة بالاستكشاف اللحظي لما يجري بمحيطها والتصرف على أساسه في اللحظة نفسها وفي الوقت الحقيقي، كما يحدث مع قائديها من البشر وربما أفضل.

تويتر