«سيلز فورس» لبرامج المبيعات تقترب من امتلاك «سلاك» للعمل التعاوني

سوق التقنية تستعد لصفقة ضخمة بـ 10 مليارات دولار

«سيلز فورس» شركة متخصصة في برامج المبيعات والتسويق الإلكتروني.■ من المصدر

شهد مجتمع تقنية المعلومات العالمي، وتحديداً بين المؤسسات والشركات العاملة ببرامج ونظم التواصل مع الشركاء والمتعاملين، موجة تسريبات قوية حول صفقة تقنية ضخمة، يتوقع الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، يتم بمقتضاها استحواذ شركة «سيلز فورس»، عملاق نظم وبرمجيات التواصل بين المؤسسات والشركاء والمتعاملين، على شركة «سلاك»، إحدى أشهر شركات نظم العمل التعاوني التشاركي داخل المؤسسات وأسرعها نمواً.

وتتحدث التوقعات عن صفقة بقيمة ستجاوز 10 مليارات دولار، وتهيئ الفرصة لمنصة عمل عملاقة تحقق للشركات والمؤسسات ميزة الربط مع شركائها والمتعاملين، جنباً إلى جنب مع فرق عملها الداخلية، وفق نسق سلس موحد يحقق لعالم الأعمال مزيداً من الفرص والكفاءة والإنتاجية.

وتجمع تقارير وتحليلات نشرتها مواقع تقنية كبرى حول الصفقة، خلال الأيام الأخيرة، وتابعتها «الإمارات اليوم»، على أن الصفقة تعد «أمراً منطقياً في وقت مناسب» لكلا الشركتين، وربما تكون مناسبة أكثر لشركة «سلاك»، لتتمكن من الحصول على دعم جديد في المنافسة مع منافستها «مايكروسوفت»، ونظامها للعمل التعاوني «تيم» الذي حقق اختراقاً واسعاً للسوق بعد تفشي وباء «كورونا»، والموجة الواسعة من العمل التعاوني عن بُعد القائم على محادثات الفيديو الحية.

نهاية ناجحة

وفي حال تحققت التسريبات الخاصة بإتمام الصفقة خلال أيام، أو الأسبوع المقبل، فإنها ستكون نهاية ناجحة لمحاولات سابقة فاشلة، من قبل عمالقة آخرين في عالم التقنية، للاستحواذ على «سلاك»، كانت من بينها محاولات لـ«مايكروسوفت» نفسها أكثر من مرة، ثم «غوغل» و«أمازون»، وهي محاولات مستمرة منذ بزوغ نجم «سلاك» في عالم برامج العمل التعاوني الإنتاجي داخل المؤسسات والشركات، وتقدمها الصاروخي في هذا المجال، ووصول عدد المستخدمين النشطين لنظمها إلى أكثر من 10 ملايين مستخدم يومياً على مستوى العالم.

تقدمت صفقة «سيلز فورس» و«سلاك» واقتربت من النجاح، لأن كلاً منهما تحتاج إلى الأخرى، كي تنجح في الصمود أمام ضغوط السوق، وتحديات منافسيه، فشركة «سيلز فورس» متخصصة في برامج المبيعات والتسويق الإلكتروني، وبرامج ونظم الأعمال الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، وتحديداً في مجال إدارة العلاقات مع المتعاملين والشركاء، وتمكنت من تنفيذ رؤية ناجحة جعلتها تتفوق على العمالقة الراسخين في هذا المجال، وفي مقدمتها «أوراكل» و«آي بي إم» و«مايكروسوفت».

أما «سلاك»، فحققت تفوقاً مماثلاً في تقديم منصة للعمل التعاوني التشاركي بين فرق العمل داخل الشركة أو المؤسسة الواحدة، عبر سلسلة أدوات لتحقيق التواصل النصي والدردشة والمحادثات، وتبادل الملفات، والتواصل الصوتي.

تغير بيئة العمل

ومع التحول الكبير الذي صاحب وباء «كورونا»، وتغير طبيعة المنافسة، والاعتماد الواسع على تقنيات العمل عن بعد، وبروز محادثات الفيديو الحية، كمحور رئيس لعمليات التواصل بين الجميع، واجه الطرفان: «سيلز فورس» و«سلاك»، بيئة عمل متغيرة وضاغطة، جعلت أنظمتهما، سواء في مجال التواصل الخارجي مع العملاء والشركات، أو الداخلي في ما بين الموظفين، في مواجهة منافسة مختلفة وشديدة، وبالتالي بات الحل المنطقي أن يندمجا معاً، لتشكيل بيئة عمل متكاملة، تندمج فيها نظم التواصل مع الشركاء والمتعاملين، مع نظم العمل التعاوني بين فرق العمل الداخلية.

ترحيب بالصفقة

من جهتها، رحبت المحللة الرئيسة في مؤسسة «سي سي إس إنسايتس» المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، أنجيلا أشيندين، بالصفقة، قائلة إنها ستكون خطوة إيجابية للغاية لكلتا الشركتين، إذ ستوفر لـ«سيلز فورس» طريقاً فورياً لتوسيع تركيزها على أدوات مواجهة المتعاملين ومعالجة السوق لمشاركة الموظفين.

أما بالنسبة لـ«سلاك»، فستوفر الصفقة أكبر دعم يمكن أن تحظى به في مواجهة ظروف المنافسة، فالنمو السريع الذي شهدته أعمال «سلاك» في سنواتها الأولى تباطأ بعض الشيء خلال الأشهر الـ18 الماضية، لذلك تحتاج الشركة الآن إلى طريقة لزيادة وصولها إلى السوق وفرص الاستثمار في المنتجات، وقد يكون القيام بذلك بصورة مستقلة أمراً صعباً للغاية، لكنَّ انتماءها إلى كيان أكبر مثل «سيلز فورس»، يجعل الأمر أكثر سهولة.

ارتفاع أسهم «سلاك»

عقب ظهور التسريبات الخاصة بالصفقة، عبر مواقع التقنية والمال والأعمال، لاسيما التي نشرت في مواقع «فايننشال تايمز»، و«وول ستريب جورنال»، ارتفعت قيمة أسهم «سلاك» بنحو 38%، ما جعل قيمتها السوقية تقفز إلى 20 مليار دولار، وفي المقابل انخفضت قيمة أسهم «سيلز فورس» بأكثر من 5%، ولم تعلق أيٌّ من الشركتين على هذه التطورات.

تويتر