يعد «كورونا» أهم محركاته ودوافعه

الانتشار الواسع لأدوات «الواقع الممتد» أبرز توقعات التقنية لـ 2021

قائمة توقعات التقنية للعام المقبل وما بعده أصدرتها مؤسسة «سي سي إس إنسايتس» البحثية. ■ من المصدر

قبل أكثر من شهرين على حلول العام الجديد، ظهرت أول قائمة للتوقعات التقنية لعام 2021 وما بعده، تضم 100 تنبؤ، تركز في مجملها على الانتشار واسع النطاق لما يعرف بتقنيات وأدوات «الواقع الممتد»، القائم بالأساس على التواصل الحي عن بعد بين المستخدمين، وهو أمر يعد وباء «كورونا» أهم محركاته ودوافعه.

وبحسب القائمة التي أصدرتها مؤسسة «سي سي إس إنسايتس» البحثية، سيتجلى «الواقع الممتد» في استمرار أكثر من نصف الموظفين في العمل عن بعد، وارتفاع مبيعات أدوات وأجهزة الميل الأخير للعمل من المنزل، سواء كانت أجهزة اتصالات، أو خدمات تقنية متنوعة، فيما يزداد استخدام البرمجيات القائمة على «الكود المنخفض» أو عمليات البرمجة الأخف تعقيداً، والأقل حجماً، ويتقدم رواد الشركات الناشئة من أبناء الجيل «زد» للمنافسة بشكل أوسع أمام العمالقة الكبار للتقنية.

أمر واقع

ويلاحظ من قائمة التوقعات الجديدة أن الاتجاه الأبرز بينها هو «الواقع الممتد»، ويقصد به امتداد العمليات الجارية في مكان ما، إلى مكان آخر في اللحظة نفسها، ليصبح للواقع الجاري في المكان الأصلي امتدادات مكملة له في مكان آخر، وهذا المفهوم أشمل وأوسع من مجرد الحديث حول العمل عن بعد أو من المنزل. وتحت وطأة الأزمة الصحية، لم يترك هذا الاتجاه الفرصة لكي يتم اختباره، والمضي فيه على مهل، بل كان أمراً واقعاً، فرض نفسه على الجميع، ثم ألقى بظلاله على العديد من التنبؤات والتوقعات الجديدة للعام المقبل وما بعده.

«السبورة البيضاء»

ومن بين التوقعات التي جاءت في القائمة، ظهور موجة من المنتجات التي من شأنها تحسين ما يسمى «الميل الأخير للعمل من المنزل»، كالأدوات المتطورة للعمل والتعاون عن بعد لفترة طويلة، ومنها على سبيل المثال أجهزة «السبورة البيضاء» المتصلة بالإنترنت وشبكات المعلومات، مثل سبوة «جامب بورد» من شركة «غوغل»، و«سيرفس هب» من شركة «مايكروسوفت»، و«فليب» من شركة «سامسونغ». وتوقعت «سي سي إس إنسايتس» أن مبيعات هذه النوعية من المنتجات ستزدهر طوال عام 2021، مدفوعة بإطلاق أجهزة أفضل وأكثر تطوراً من «فيس بوك» و«أبل» على مدار العام وما بعده.

البنية التحتية

وتنبأت المؤسسة بأن تتغير النظرة إلى البنية التحتية للاتصالات بدءاً من العام المقبل، كنتيجة للانتشار الواسع لمفهوم «الواقع الممتد»، حيث إن مشغلي الشبكات سيحرصون على تقديم حزم مخصصة للعمل عن بعد ومن المنزل للشركات، يتم فيها التمييز بين الاستخدام الشخصي واستخدامات العمل، بحيث يمكن لأصحاب العمل تزويد الموظفين بالخدمات المناسبة، مثل الأمن وأدوات التعاون ودعم تكنولوجيا المعلومات، وسيزداد التركيز على الاتصال في مناطق الضواحي، بدلاً من مراكز المدن. وعلى مستوى الحكومات، ستتغير الإجراءات التي تتخذها الحكومات لحماية البنية التحتية للاتصالات الوطنية بشكل أفضل، وسيكون من أبرزها التفكير في حظر الملكية الأجنبية للبنية التحتية للشبكة أو أي جزء من مكوناتها. وفي السياق نفسه، ستبدأ بمطالبة جهات تشغيل البنية التحتية، بفحص الموظفين والمرشحين الجدد للوظائف، لأغراض تتعلق بحماية الشبكة، واتخاد إجراءات بعينها، مثل استبعاد المؤمنين بنظرية مؤامرة الجيل الخامس، كتفسير للانتشار السريع لوباء «كورونا».

الخدمات السحابية

ومن المرجح، وفقاً لـ«سي سي إس إنسايتس»، أن تزداد الاستثمارات المخصصة لتمويل أنشطة الانتقال والهجرة لخدمات الحوسبة السحابية والرقمنة الداخلية، إذ من المتوقع أن يكون لدى نصف الشركات الكبيرة أكثر من 50% من تطبيقاتها في السحابة العامة بحلول عام 2023، نتيجة الهجرة الجماعية التي أثارها الوباء.

وفي المقابل ستقل أو تنكمش الاستثمارات المخصصة للإنفاق على مشروعات إنترنت الأشياء، ونشر الذكاء الاصطناعي، ولن يكون هناك استيعاب واقعي سريع لتقنية الجيل الخامس للمحمول في مشروعات إنترنت الأشياء خارج الصين قبل عام 2026.

الجيل «زد»

أفادت مؤسسة «سي سي إس إنسايتس» البحثية بأنه بحلول عام 2023، ستكون الشركات الناشئة التي يقودها المنتمون للجيل «زد»، الذين ولدوا بعد عام 1995، قادرة على أن تتحدى قادة السوق اليوم في مجالات عدة، خصوصاً التعليم وأدوات التعاون عن بُعد.

وأشارت إلى أن رواد الأعمال القادمين من الجيل «زد» يتابعون بشكل فعال الفصول الدراسية عبر الإنترنت باستخدام الأدوات نفسها التي يستخدمها الموظفون، وهو تحول فريد للأحداث في مجال خدمات التعاون، التي كانت تركز تاريخياً على الأعمال فقط، لكن هؤلاء الرواد يرون الأطفال في المدارس والكليات كذلك كمواطنين رقميين، والمرجح أن يحدث هؤلاء النوع نفسه من الابتكار الذي حدث حينما ظهر «فيس بوك» للمرة الأولى.

تويتر